وقال قتادة لنحرشنك بهم, وقال السدي لنعلمنك بهم { ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا} أي في المدينة { إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ} حال منهم في مدة إقامتهم في المدينة مدة قريبة مطرودين مبعدين { أَيْنَمَا ثُقِفُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا *} أي وُجدوا { أُخِذُوا} لذلتهم وقلتهم { وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا} ثم قال تعالى: { سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ} أي هذه سنته في المنافقين إذا تمردوا على نفاقهم وكفرهم ولم يرجعوا عمَّا هم فيه أن أهل الإيمان يسلَّطون عليهم ويقهرونهم { وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} أي وسنة الله في ذلك لا تبدل ولا تغير. وقال السعدي رحمه الله:
هذه الآية ، هي التي تسمى آية الحجاب ، فأمر اللهُ نبيَّه ، أن يأمر النساء عموما ، ويبدأ بزوجاته وبناته ، لأنهن آكد من غيرهن ، ولأن الآمر لغيره ، ينبغي أن يبدأ بأهله ، قبل غيرهم كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم: 6) بأن " يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ " وهن اللاتي يكنَّ فوق الثياب من ملحفة وخمار ورداء ونحوه ، أي: يغطين بها ، وجوههن وصدورهن.
- الرد على منكري الحجاب
- هل الأمر بغض البصر دليل على نفي وجوب النقاب؟
- الأدلة الشرعية على وجوب النقاب
- آية سورة النور تدل على الحجاب لا على خلعه - إسلام ويب - مركز الفتوى
- هل يوجد دليل على وجوب ارتداء ’الحجاب’؟! | الائمة الاثنا عشر
الرد على منكري الحجاب
المقصود: أن هذا يبين لنا أنهم كانوا قبل الحجاب يكشفون وجوههم، فلما جاء الحجاب؛ ستروا وجوههم، وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم في الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: إنه رآني قبل الحجاب، فلما سمعت صوته؛ خمرت وجهي.
هل الأمر بغض البصر دليل على نفي وجوب النقاب؟
4. وعلة للحكم، هي: تحصيل طهارة القلب.
الأدلة الشرعية على وجوب النقاب
الخطبة الأولى:
عباد الله: مِن أعظمِ مقاصد هذا الدين إقامةُ مجتمعٍ طاهر، الخُلقُ سياجُه، والعِفّةُ طابَعُه، والحِشمةُ شِعارُه، والوقارُ دثاره، مجتمعٌ لا تُهاج فيه الشهوات، ولا تُثَار فيه عوامل الفتنة، تضيق فيه فُرَصُ الغِواية، وتُقطَع فيه أسبابُ التهييج والإثارة. آية سورة النور تدل على الحجاب لا على خلعه - إسلام ويب - مركز الفتوى. ولقد خُصَّتِ المؤمنات بتوجيهات في هذا ظاهرة، ووصايا جليلة, فعِفَّةُ المؤمنةِ نابعةٌ مِن دينها، ظاهرةٌ في حيائها وسلوكها، وفي لباسها وحجابها. وكان مما أمرَ الله به النساءَ المؤمناتِ التحلّي بالحجاب وتغطيةِ الوجه؛ ليتحقق لهنَّ الستر والاحتشام، ولقد كان أمرُ تغطية المرأةِ وجهَها حُكماً فقهياً واضحاً, وأمراً في الأذهان مستقراً, بيد أننا في السُنَيّات القريبة, ومع انفتاح المجال لكل ما يُطرَحُ ولو ما شذّ من الأقوال, اهتزّت هذه المُسلَّمة, تحت تقصير بعض النساء في حجابها, وتعالم فئامٍ يتكلمون بالهوى لا بعلم العلماء. وليس بنا اليوم أن نحيط حديثاً بهذه القضية, إنما هو إشارةٌ لهذه القضية وأدلتها, التي صرتَ ترى الإخلال بها ظاهراً لدى البعض, ومرورٌ يسيرٌ ببعضِ الطرقات والمحلات يُجَلِّي لك ذلك. عباد الله: أحكامُ الحجابِ في كتاب الله، وفي سُنَّةِ رسوله -صلى الله عليه وسلم- صريحةٌ في دعوتها، واضحةٌ في دلالتها، ليستْ مقصورةً على عصرٍ دون عصر، ولا مخصوصةً بفئة دون فئة.
آية سورة النور تدل على الحجاب لا على خلعه - إسلام ويب - مركز الفتوى
ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم 15665 والفتوى رقم 1111 والله أعلم.
هل يوجد دليل على وجوب ارتداء ’الحجاب’؟! | الائمة الاثنا عشر
وثانياً: يفرِّقُ الفقهاءُ بينَ العورةِ في الصلاة والعورة في النظر, فتجد الفقهاء يقررون أن كل المرأة عورة إلا وجهها.. وهم إنما يقصدون عورتها في الصلاة, فيخطئ البعض حين يظن ذلك الحكمَ في النظرِ أيضاً, وأن عورتها خارج الصلاة كعورتها في الصلاة, ونبّه ابن تيمية إلى هذا الخطأ وأنه لا تلازم, فقال: " وليستِ العورةُ في الصلاةِ مرتبطةً بعورةِ النظرِ ". هل الأمر بغض البصر دليل على نفي وجوب النقاب؟. وقال ابن القيم: " العورة عورتان؛ عورة في الصلاة، وعورة في النظر، فالحُرّة لها أن تصلي مكشوفة الوجه والكفين، وليس لها أن تخرج في الأسواق ومجامع الناس كذلك ". وثالثاً: هذه الأحكام ليست خاصة بزوجات النبي -صلى الله عليه وسلم-, بل لهن ولنساء المؤمنين, وإذا أُمرت أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- أمهات المؤمنين فغيرهنّ من باب الأولى, وإذا لم يكن تأسي نساء المؤمنين بأمهات المؤمنين فبمن يكون تأسيهن؟! ورابعاً: كلُّ الفقهاء الذين قالوا بجواز كشف وجه المرأة يشترطون عدم وجود الفتنة فإذا وُجِدت الفتنة فجميع الفقهاء يتفقون على وجوب تغطية الوجه. وبعد: فهذه إلماحةٌ حول موضوع بدأتَ ترى التساهل فيه من قِبَل بعض النساء, والخطابُ هنا موجَّه بالدرجة الأولى للأولياءِ أهلِ القوامة, المسؤولين عمن تحت أيديهم من بناتٍ وزوجات, فالمرأة حين تكشف وجهها أمام الرجال الأجانب وفي الأماكن العامة هي لا تخالف نظاماً, ولكنها تخالف حكماً شرعيّاً، وترتكب ذنباً تضافرت عليه الأدلة, وليعلم الولي أن الذرية أمانةٌ في العنق, واجب عليه أمرهم بالحجاب وأطْرهم على الستر, فإن قصّر وفرط فهو شريك في الإثم, وفي الصحيح " ما من عبدٍ يسترعيه يموت يوم يموت وهو غاشٌ لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ".
اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام
أما الأدلة الرواية فهي كثيرة وهناك باب في الوسائل باسم (ما يحل النظر إليه من المرأة بغير تلذذ ولا تعمد، وما لا يجب عليها ستره) ج14، ص 146. جاء فيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما يحل للرجل أن يرى من المرأة إذا لم يكن محرما؟ قال: الوجه والكفان والقدمان) ويعلق العلامة الحلي بقوله: (أن عدم وجوب الستر لا يلزم منه جواز النظر عمدا). ويستفاد من بعض الروايات نوع الحجاب الذي تلبسه المرأة وهو جلباب لتغطية الجسم وخمار لتغطية الرأس، فعن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: "والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا" ما الذي يصلح لهن أن يضعن من ثيابهن؟ قال: الجلباب. وعن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن القواعد من النساء ما الذي يصلح لهن أن يضعن من ثيابهن؟ فقال: الجلباب إلا أن تكون أمة فليس عليها جناح أن تضع خمارها. وعن حريز بن عبد الله، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قرأ يضعن من ثيابهن قال: الجلباب والخمار إذا كانت المرأة مسنة. ومتى ما ثبت وجوب الحجاب بالنص الشرعي لا مجال للرجوع للعقل إلا من باب الوقوف على الحِكمة من التشريع، مثل الحفاظ على طهارة المجتمع وصون كرامة المرأة وغير ذلك، ومع ذلك ليس بالضرورة أن يقف العقل على العلة التشريعية، فمتى ما ثبت التكليف الشرعي وجب الالتزام.