دور ام سلمة في صلح الحديبية شاركت أم سلمة في الحياة الاجتماعية والسياسية للمسلمين، ومن ذلك ما حصل يوم الحديبية لما وقّعَ رسول الله اتفاقاً مع مشركي مكة من بنوده: إيقاف الحرب 10 سنين بين الطرفين. عودة المسلمين دون عمرة هذا العام على أن يسمح لهم بالعمرة في العام الآتي. يجب على المسلمين ردّ الهاربين من مكة إليهم وتسليمهم لقريش. انزعج عموم المسلمين من شروط الاتفاق، وخاصة لما جاء الصحابي أبو جندل مهاجراً فطلب وفد قريش تسليمه، وقاده أبوه وهو يصيح بالمسلمين طالباً منعتهم، ولكن بنود الصلح كبّلتهم فثارت نفوسهم، ولما جاءهم رسول الله طالباً التحلل من العمرة ثلاث مرات لم يتحرك منهم أحد، فغضب رسول الله ودخل خيمته متضايقاً خوفاً على المسلمين الهلاك بعصيانهم أمر رسولهم. ولما دخل على أم سلمة وكانت معه في تلك العُمرة، ذكر لها ما لقي من الناس، فقالت له: «يا نبي الله أُخرج ثم لا تكلِّم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بُدْنَك وتدعو حالقك فيحلق لك»، فخرج فلم يكلِّم أحدًا منهم حتى فعل ذلك؛ فنحر وحلق، ولمَّا رأَى أصحابه ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا. ام سلمه رضي الله عنها من هي. قال الإمام ابن حجر العسقلاني: «وإشارتها على النّبيّ صلى الله عليه وسلم يوم الحديبيّة تدلّ على وفور عقلها وصواب رأيها»، وفي هذا رد على من يقول أن المرأة لا تصلح للاستشارة لعاطفتها، فهنا أم سلمة تقدم درساً لهؤلاء ونموذجاً للنساء.
ام سلمه رضي الله عنها هي
بتصرّف. ^ أ ب علي مزيد، منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر ، صفحة 188. بتصرّف. ↑ السفاريني، كشف اللثام شرح عمدة الأحكام ، صفحة 371. بتصرّف. ↑ أبو السعادات ابن الأثير، جامع الأصول ، صفحة 99. ام سلمه رضي الله عنها سنه. بتصرّف. ↑ شمس الدين الذهبي، الكاشف ، صفحة 519. بتصرّف. ↑ محمد بن عبد الباقي الزرقاني، شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية ، صفحة 403. بتصرّف. ↑ سعيد حوى، الأساس في السنة وفقهها ، صفحة 1327. بتصرّف.
ام سلمه رضي الله عنها اختصار
أخذت أم سلمة حظّاً وافراً من أنوار النبوّة وعلومها، حتى غدت ممن يُشار إليها بالبنان فقها وعلماً، بل كان الصحابة يفدون إليها ويستفتونها في العديد من المسائل، ويحتكمون إليها عند الاختلاف. ام سلمه رضي الله عنها هي. هي أم المؤمنين، هند بنت أبي أمية حذيفة بن المغيرة المخزومية القرشية المشهورة بكنيتها أم سلمة، والدها سيّد من سادات قريشٍ المعدودين، وكان بين الناس مشهوراً بالكرم وشدّة السخاء حتى لُقّب بـ: "زادُ الراكب"، إذ كان يمنع من يرافقه في سفره أن يتزوّد لرحلته ويكفيه مؤونة ذلك. وهي بنت عم خالد بن الوليد رضي الله عنه، وبنت عم أبي جهل بن هشام. كانت أم سلمة رضي الله عنها من الجيل الأوّل الذي أسلم مبكّرا في مكة، ونالت في ذلك ما ناله المؤمنون من صنوف الأذى وألوان العذاب، حتى أذن الله للمؤمنين بالهجرة الأولى إلى الحبشة، لتنطلق هي وزوجها عبد الله بن عبد الأسد المخزومي مهاجريْن في سبيل الله، فارّين بدينهم من أذى قريشٍ واضطهادها، محتمين بحمى النجاشي الملك العادل. ولما أرادت تلك الأسرة أن تهاجر إلى المدينة، واجهت الكثير من المصاعب والابتلاءات، فقد تسامع قومها بنو المغيرة بتأهّبها وزوجها للرحيل فقالوا لزوجها: "هذه نفسك غلبْتنا عليها، فعلام نتركك تأخذ أم سلمة وتسافر بها؟"، فنزعوا خطام البعير من يده وأخذوها منه، فغضب لذلك بنو عبد الأسد قوم زوجها وقالوا: "والله لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا"، فتجاذبوا الولد بينهم حتى خلعوا يده، وانطلق به بنو عبد الأسد، وظلّت أم سلمة عند بني المغيرة وانطلق الزوج مهاجراً لوحده.
ام سلمه رضي الله عنها من هي
كما يمكنكم الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات: السيرة النبوية مكانة المرأة في الإسلام المبشرون بالجنة من الرجال والنساء
قال ابن حجر: وإشارتها على النبي يوم الحديبية تدلُّ على وفور عقلها، وصواب رأيها. ومن مواقفها العظيمة التي سطرها التاريخ: موقفها يوم معركة الجمل، لما أتت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- حين أرادت الخروج إلى البصرة، فقالت لها: إنك سُدَّة بين رسول الله وأُمَّته، وحجابك مضروب على حرمته، وقد جمع القرآن ذيلك فلا تندحيه -توسعيه- من وراء هذه الأمة" فقد حثتها على البقاء وعدم الخروج إلى البصرة. ومن مواقفها -أيضاً-: نصحها وتوجيهها لأمير المؤمنين عثمان بن عفان -رضي الله عنه- حين دخلت عليه وقالت له: " مالي أرى رعيتك عنك نافرين، ومن جناحك ناقرين؛ لا تُعَفِّ طريقا كان رسول الله لَحَبَهَا، ولا تقتدح بزند كان أكباه، وتوخَّ حيث توخَّى صاحباك -أبو بكر وعمر- فإنهما ثَكَمَا الأمر ثَكْمًا، ولم يظلمَا، هذا حقُّ أمومتي أَقْضِيه إليك، وإن عليك حقَّ الطاعة، فقال عثمان -رضي الله عنه-: أمَّا بعد، فقد قلتِ فوعيتُ، وأوصيتِ فقبلتُ ". أم سلمة رضي الله عنها 2 - اختبار تنافسي. عباد الله: إنّ المقام لا يسع لذكر المزيد من سيرة أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها- ومواقفها الخالدة، لكننا نختم سيرتها بذكر موعد فراقها، ورحيلها إلى باريها وجوار خير البرية وأزكى البشرية -صلى الله عليه وسلم-، حيث توفيت في عهد يزيد بن معاوية -رضي الله عنهما- ولها من العمر أربع وثمانون عاما، ودُفنت بالبقيع -فرضي الله عنها وأرضاها- وجعل الفردوس مستقرّها ومأواها.