بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فجزاه الله عنا خير ما جازى نبيا عن أمته ورسولا عن قومه، وسلم تسليما كثيرا. خطبة عن التستر التجاري - faid sofi. اللهم أحينا على سنته وتوفنا على ملته، واحشرنا تحت لوائه، واسقنا من يده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبدا؛ حتى ندخل رضوانك والجنة يا رب العالمين؛ اللهم آمين. الخطبة الأولى
أما بعد؛ فيا أيها الأخوة الكرام الأحبة، ويا أحباب رسول الله ‹صلى الله عليه أفضل صلاة وأزكاها›؛ يتساهل بعض الناس في بعض الذنوب والآثام والمعاصي، يستفتون فيها من يفتيهم بحِلها، ولو رجعوا إلى أنفسهم وسألوا قلوبهم لحاك في قلوبهم وتردد، وشعروا بهذا الإثم وهذا الذنب. وقد جاء في صحيح البخاري ومسلم عن النبي ‹صلى الله عليه وسلم› أنه قال «إن الحلال بين، والحرام بين، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه، وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى، يوشك أن يقع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب».
- خطبة عن التستر التجاري – المنصة
- خطبة عن التستر التجاري - faid sofi
- خطبة عن التستر التجاري - عربي نت
خطبة عن التستر التجاري – المنصة
وفي إطار تشديد العقوبة قضت المادة التاسعة من النظام بعقوبة السجن لمدة لا تزيد على خمس سنوات، وبغرامة لا تزيد على خمسة ملايين ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين، مع مراعاة أمور معينة يجب أخذها بعين الاعتبار عند الحكم بهذا، كحجم النشاط الاقتصادي محل الجريمة إيراداته ومدة مزاولة النشاط والآثار المترتبة على الجريمة. كما تضاعف العقوبة سالفة الذكر في حالة العود إلى ارتكاب هذه الجرائم خلال مدة ثلاث سنوات من تاريخ الحكم عليه. إن الحد من هذا التستر يساعد على تحقيق معدلات نمو عالية ويفتح مجالات عمل كثيرة لأبنائنا، وأنه يساعد على تخفيض تحويلات الأجانب غير النظامية التي تذهب سدى خارج المملكة ولا تستفيد منها، وإن مكافحة جريمة التستر التجاري واجب على كل سعودي يعيش على أرض هذا الوطن وينعم بخيراته، لقد آن للجميع أن يعوا ويتفهموا ما وراء نظام مكافحة التستر وغيره من الأنظمة الجديدة التي تصدر ضمن رؤية شاملة ومتكاملة لمتطلبات هذا الوطن، وأن الغرض منها هو رفعة هذا الوطن، ومحاربة الفساد أينما كان.
خطبة عن التستر التجاري - Faid Sofi
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، فيا فوز المستغفرين. الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ اللهم صلّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه. عباد الله؛ إن الدولة وضعت للمستثمر -غير المواطن- نظامًا، كما هناك أنظمة للمواطنين في الاستثمار؛ فليس كل مواطن يستثمر ويبيع ويشتري. هناك أنظمة وضعتها الدولة للمواطن، فلا يُسمَح لموظف الدولة -مثلا- أن يبيع ويشتري وأن يتاجِر. فكذلك وضعت للمستثمر غير المواطن أنظمة وضوابط؛ إن كان يريد فتح مصنع أو عمل تجاري أو شركات أو مؤسسات فردية، فكل واحدة منها لها نظام. وهذا من فضل الله -سبحانه وتعالى-. خطبة عن التستر التجاري – المنصة. فإذًا علينا أيها الأخوة الكرام الأحباء أن نتعاون على محاربة التستر التجاري الذي يضر بمصلحة الجميع، وأول ما يضر بالفرد نفسه الذي يظن أنه استفاد من هذا الأمر، وهو المتضرر الأول من هذا التستر. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدينا جميعا، وأن يُبصّرنا بما يحبه ويرضى، إنه سميٌ مجيب؛ نفعني الله وإياكم بهدي كتابه. الدعاء
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا. ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم قوي يقيننا وتوكلنا وصدقنا وإخلاصنا وثبتنا في زمن الفتن، وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها، اللهم آمنا في دورنا، اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفقهم لهداك، اللهم اجعل عملهم في رضاك، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة التي تذكرهم إذا نسوك، وتعينهم على الحق يا أكرم الأكرمين!
خطبة عن التستر التجاري - عربي نت
وهذه العمالة السائبة التي تدفع أتاوات وأقساط شهرية لهؤلاء الكُفلاء، وما ينتج عن ذلك من أضرار بالمجتمع، مع ما فيها من الإثم على فاعلها. فقد يعمل الإنسان في غير مجاله، وفي غير تخصصه، وفي غير خبرته؛ لأنه لم يجد العمل في مجاله وخبرته وتخصصه، فيضطر حتى يدفع هذه الأقساط والأتاوات، يضطر أن يعمل في أي عمل فيضر نفسه ويضر المجتمع. مع ما في ذلك -كما ذكرت- من المخالفة لولي الأمر والنظام الذي يهدف إلى المصلحة العامة. قال الله -تبارك وتعالى- {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}. وقد سُئِلَت اللجنة الدائمة برئاسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- عن العمالة السائبة أو الهاربة من كفلائهم؛ هل التستر عليهم والبيع والشراء منهم، بحجة أنهم ضعفاء أو أننا بحاجة لهم، جائزة شرعا أم لا؟
فأجابه "لا يجوز التستر على العمالة السائبة والمتخلفة والهاربة من كفلائهم ولا البيع والشراء منهم، لما في ذلك من مخالفة لأنظمة الدولة، ولما في ذلك من إعانتهم على خيانة الدولة التي قدموا لها، وكثرة العمالة السائبة مما يؤدي إلى كثرة الفساد والفوضى، وتشجيعهم على ذلك، وحرمان من يستحق العمل والتضييق عليه".
فإذا كنت تعمل العمل الصالح وتُسَر به، وإذا وقعت في العمل السيء تضايقت نفسُك وانزعجت من هذا الأمر فهذا كله من علائِم الإيمان والحمد لله رب العالمين. وفي الحديث الحسن «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل فيه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه». ولا شك أن من هذه الآثام -أيها الأخوة الكرام- التي يتساهل فيها بعض الناس تلك التي تتعلق بأنظِمة الدولة التي وضعها وليّ الأمر المسلم الذي أمرك الله -عز وجل- بطاعته. فقد يتساهل بعض الناس في هذه الأنظمة؛ أنظمة المرور، أنظمة الجوازات.. وغيرها. يقول هذه ليست من شرع الله -سبحانه وتعالى-. بلى هي من شرع الله عز وجل، لأن دين الله عز وجل قائمٌ على المصلحة العامة وليس فقط على المصلحة الفردية؛ فإذا تعارضت مصلحة الفرد مع مصلحة الأمة ومصلحة الجماعة قُدِّمَت مصلحة الجماعة. ومن هذه الآثام أيضًا أيها المؤمنون، التي يتساهل فيها بعض الناس، التستر في العمل وما يصاحب ذلك من بيع للتأشيرات، وكذلك العمالة السائبة التي يستخدمها هؤلاء الذين يبيعون التأشيرات بغير حق، ويتركونهم دون عمل؛ وكذلك هروب العمالة من كفلائها، خاصة السائقين والشغالات في المنازل، وعملهم عند غيرهم.