ومعنى الثاني: وأتاه ما كتب له من الدنيا ؛ وهو راغم ". انتهى من "شرح مشكاة المصابيح" (11 / 3372). من أصبح وهمه الدنيا سكر. ويتضح هذا بحديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللَّهَ ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا، وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، خُذُوا مَا حَلَّ، وَدَعُوا مَا حَرُمَ رواه ابن ماجه (2144)، وصححه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (6 / 209). ومعنى: وأجملوا في الطلب: أي: اطلبوا الرزق طلبا رفيقًا ، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم المراد بذلك ، بأن يأخذ الإنسان ما حل ، ويدع ما حرم. انظر: "فيض القدير" (3/207). والله أعلم.
- من أصبح وهمه الدنيا سكر حلقه
- من أصبح وهمه الدنيا سكر
- من أصبح وهمه الدنيا سكر 1
من أصبح وهمه الدنيا سكر حلقه
تاريخ النشر: الأحد 23 ربيع الآخر 1435 هـ - 23-2-2014 م
التقييم:
رقم الفتوى: 241387
203575
0
892
السؤال
ما صحة حديث: من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه؟.. وهل الله قال: على نياتكم ترزقون؟. وشكرا. من أصبح وهمه الدنيا سكر 2. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد روى الإمام أحمد عن زيد بن ثابت أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَنْ كَانَ هَمُّهُ الْآخِرَةَ، جَمَعَ اللهُ شَمْلَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ الدُّنْيَا، فَرَّقَ اللهُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ. ورواه ابن ماجه والدارمي وابن حبان، والبيهقي في شعب الإيمان، قال العراقي ـ رحمه الله ـ في تخريج الإحياء: رواه ابن ماجه من حديث زيد بن ثابت بإسناد جيد ـ وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في سلسلة الأحاديث الصحيحة. وأما قول: على نياتكم ترزقون ـ فلم نقف على هذا اللفظ في حديث قدسي عن الله، ولا حديث مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم، أو موقوف عن الصحابة، أو مقطوع عمن هو دونهم، وللفائدة يرجى مراجعة الفتويين رقم: 33818 ، ورقم: 72433.
من أصبح وهمه الدنيا سكر
القلب مليء بالدنيا وهمومها وشهواتها والحرص عليها.
من أصبح وهمه الدنيا سكر 1
الصفة الثالثة من صفا ت أصحاب هم الدنيا: الاغترار بالصحة والعافية والنعمة
فترى الواحد منهم يغتر بما أعطاه الله من نعمة وشباب وصحة حتى ينسى أنه يوماً من الأيام سيصير إلى الدود فبعد الحياة موت وبعد العافية مرض هذا الجسد الجميل سيأكله الدود وينخر في كل عضو من أعضاءه. هاهو يزيد الرفاشي كان يحاسب نفسه كل يوم ويتذكر الآخرة ويقول ويحك يا يزيد من ذا يصلي عنك بعد الموت من ذا يصوم عنك بعد الموت من ذا سيتصدق عنك بعد الموت من الموت طالبه من القبر بيته من الدود أنيسة من التراب فراشه من منكر ونكير جليساه ثم يقول أيها الناس تبكون وتنوحون على أنفسكم ما تبقى من حياتكم, ثم يبكي بكاء شديدا. وهاهو الحجاج يطلب من يأكل معه وهو في احد اسفاره فيمر عليه رجل من الصالحين فيقول له: تفضل فيقول قد دعاني من هو خيرً منك إلى ما هو خيرٌ من هذا قال الحجاج من هو خيرٌ مني قال الله الله دعاني إلى الصيام فأنا اليوم صائم
قال: يا هذا أفطر اليوم وصم غداً قال أتضمن لي حياتي إلى غدٍ قال لا قال دعني وشأني
قال يا هذا الطعام طيب قال ما طيبته أنت ولا طباخك طيبته العافية الله أكبر, الله أكبر انه الاعتزاز بطاعة الملك الوهاب نسأل الله ان يعزنا بطاعته وان لا يذلنا بمعصيته.
وكان يقول: " قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه ". ومثل هذا لا يستذل ولا يتلاعب به فهو حر عزيز؛ لأن الدنيا عنده ليست ذات قيمة وإنما يستذل الناس من قبل حبهم للدنيا. قال الحسن رحمه الله: أدركت أقواما ما كانوا يفرحون بشيء من الدنيا أقبل، ولا يتأسفون على شيء منها أدبر، لهي كانت أهون في أعينهم من التراب. ما صحة حديث من بات وهمه الآخرة أتته الدنيا راغمة - إسألنا. والحق ياعباد الله أن الغنى ليس بكثرة المال، وإن كان هو عند الناس الغني، ولكن الغني الحقيقي هو غنى النفوس وقناعة القلوب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس ". وبهذا يضمن العبد الحياة الطيبة التي قال الله تعالى فيها: { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}. وقد ذكر بعض المفسرين أنها حياة القناعة. وجمع له شمله: يعني أموره المتفرقة، فيجعل خاطره مجتمعا غير متفرق وقلبه هادئا ونفسه ساكنة وعيشه هنيئا.. فيكون في سرور وراحة بال، يجمع عليه الأهل والأبناء والجيران؛ لأن مَن كانت الآخرة نيته وهمه فهو ممن أحبهم الله تعالى، ومن أحبه الله وضع له المحبة في قلوب الخلق وجعل له القبول في الأرض كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أحَبَّ اللَّهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحْبِبْهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنَادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ ".