وهذا النظم المختصر الذي بين أيدينا -وهو ثلاثمائة وأربعة عشر بيتاً- نظم أراد به مؤلفه شرح حديث جبريل عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان. وقد ابتدأه المؤلف رحمه الله في مقدمة عقدية أراد بها شرح الإيمان، ولكنه أتى بها على مذهب الأشاعرة، فلذلك سنتجاوزها، وبعدها جاء بما يتعلق بالإسلام فعرفه وذكر أركانه، ثم بدأ بشرح هذه الأركان فعقد كتاباً للصلاة، وكتاباً للزكاة، وكتاباً للصوم، وكتاباً للحج، حتى أكمل أركان الإسلام, ثم بدأ فيما يتعلق بشرح أركان الإيمان ثم الإحسان. وسنفتتح شرح كلامه رحمه الله بقوله: [ فصل: وطاعة الجوارح الجميع قولاً وفعلاً هو الإسلام الرفيع] أولاً: لفظة (فصل) من البيت, ولا يتزن البيت بدونها, فهي من البيت. اركان لا إله إلا الله | معرفة الله | علم وعَمل.
تعريف الإسلام
المؤلف عرف الإسلام المذكور في حديث جبريل بأنه: طاعة الجوارح لله تعالى أي: عمل الجوارح، وذلك عندما يقترن بالإيمان، فالإيمان والإسلام إذا افترقا اقترنا, وإذا اقترنا افترقا، ومعنى ذلك: أنهما إذا جاءا في سياق واحد كان معناهما مختلفاً، فكان الإيمان لعمل القلب, والإسلام لعمل الجوارح، وإذا افترقا فجاء أحدهما وحده في السياق فالمقصود بهما واحد, وهو هذا الدين الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند الله، فهذا الدين يسمى الإيمان, ويسمى الإسلام.
- اركان لا إله إلا الله | معرفة الله | علم وعَمل
- أركان شهادة أن لا إله إلا الله هي - منبع الفكر
اركان لا إله إلا الله | معرفة الله | علم وعَمل
الشرط الرابع الانقياد: الانقياد وراء أوامر الله تعالى ورسله بدليل قول الله عز وجل: "وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى". أركان شهادة أن لا إله إلا الله هي - منبع الفكر. الشرط الخامس الصدق: أن يقول العبد تلك الكلمة بصدق دون كذب، حيث قال الله تعالى: "الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ" وما روي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار". الشرط السادس الإخلاص: وهو إخلاص الو بالعمل الصالح لله عز وجل حيث قال الله تعالى: "فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّين". شاهد أيضًا: ما هي اركان شهادة ان لا اله الا الله والاثبات
ما هي أركان الإيمان؟
أركان الإيمان ستة وهم كما يلي:
شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا رسول الله، حيث قال الله تعالى: "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ".
أركان شهادة أن لا إله إلا الله هي - منبع الفكر
إذاً: لابد من الجمع بين هاتين الشهادتين في كل عبادة نتعبد الله بها، وفي كل أمر من الأمور، سواء كان فعلاً أو تركاً لابد أن نجمع فيه بين مقتضى هاتين الشهادتين، فالشهادتان حاضرتان في كل أمر، فجلوسك هنا لطلب العلم عبادة لله, فلابد أن تحقق فيها شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فتحقق فيها شهادة أن لا إله إلا الله بالإخلاص لله، وتحقق فيها شهادة أن محمداً رسول الله فلا تطلب علماً عن الله إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم. الصلاة
الزكاة
الصوم
وقوله: (الصوم): هذا الركن الرابع من أركان الإسلام، والقاعدة الرابعة من قواعده, وهي صوم شهر رمضان في حق من يجب عليه صيامه، وهو البالغ المقيم الذي ليس مريضاً، وليس متلبساً بعذر مانع من الصيام كالحيض والنفاس، فهذا يجب عليه صيام رمضان؛ لأن الله تعالى يقول: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ [البقرة:185]، ومن أنكر وجوبه كفر، ومن أقر بوجوبه وامتنع من صيامه حيل بينه وبين الطعام والشراب، فحبس طيلة النهار بحيث لا يستطيع أن يشرب ولا أن يأكل حتى تغرب الشمس؛ وذلك لا ينفعه في الآخرة، وإن كان ينفعه في الدنيا أن يرفع عنه القتل. الحج
فالإسلام يشمل عمل القلب وعمل اللسان وعمل الجوارح، والإيمان كذلك يشمل عمل القلب وعمل اللسان وعمل الجوارح، ولذلك عرف السلف الإيمان بأنه: قول باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان، يزيد بالطاعات وينقص بالعصيان، ولكنه عندما يرد الإيمان والإسلام في سياق واحد فيقصد بالإيمان: عمل القلب، وبالإسلام: عمل الجوارح. والمؤلف هنا أراد شرح الإسلام مقترناً بالإيمان في سياق واحد؛ وهو حديث جبريل، فعرف الإسلام بأنه طاعة الجوارح أي: عمل الجوارح، والجوارح المقصود بها: أركان البدن، فيشمل ذلك الأوامر والنواهي الراجعة إلى البدن، فالطاعة تشمل طاعة الأوامر أي: امتثالها، وطاعة النواهي أي: اجتنابها، وذلك راجع إلى الجوارح كلها، فما من جارحة من بدن الإنسان إلا وقد كلفها الله سبحانه وتعالى بطاعات, وحرم عليها محرمات. فالامتثال والاجتناب (قولاً وفعلاً) أي: ما كان منه من عمل اللسان، وما كان منه من عمل سائر البدن (هو الإسلام الرفيع). والإسلام: مصدر أسلم الإنسان وجهه لله، ومعنى ذلك: أنه اتخذ قراراً من عند نفسه صادقاً بطاعة الله سبحانه وتعالى, والانقياد لأوامره, والانتهاء عن نواهيه. المراد بالأركان
حكم من أنكر ركناً من أركان الإسلام
وقوله: (واجبات) أي: يجب على كل إنسان اعتقاد أنها من أركان الإسلام، ومن أنكر وجوبها كفر كفراً مخرجاً من الملة، ويجب كذلك على كل مكلف أن يؤديها.