أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - لم يتركنا في حاجّة إلى البحث عن سبب التحريم في هذه الأمور، بل صرّح بذلك في قوله:" للحسن المغيّرات خلق الله "، فلا وجه لأن يقال:" إنّ العلة هي التدليس فيباح ذلك بإذن الزّوج ". وأمّا ما هو معنى النّمص على وجه الخصوص، فقيل: أنّه نتف شعر الوجه، وقيل: هو الأخذ من شعر الوجه، وقيل: إنّ ذلك مختص بالحاجبين، قال أبو داود في سننه بعد ذكر الحديث السّابق:" والنّامصة التي تنقش الحاجب حتى ترقّه، والمتنمّصة المعمول بها "، وقد قصر الحنابلة التّحريم على النتف وأجازوا الحلق، وقد خالفهم في ذلك الشّافعية والمالكيّة، فمنعوا مطلق الأخذ، وممّا يرجّح اختصاص النّمص المحرّم بالحاجبين، ما جاء عن عائشة رضي الله عنها من الترخيص للمرأة أن تحفّ جبينها لزوجها، أخرجه الطبري ، كما قال الحافظ في الفتح. (2)
الحكمة من النهي عن النمص
إنّ مسألة النّمص تدخل تحت بند التجميل، وهو نوعان:
الأوّل: ما كان منه من أجل إزالة عيب مشين مشوِّه للخلقة، وبالتالي فإنّه لا بأس به ولا حرج فيه، وذلك لأنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قد أذن لعرفجة بن سعد رضي الله عنه، وكان قطعت أنفه في الحرب، أن يتخذ أنفا من ذهب، وذلك فيما رواه الترمذي.
- حكم تشقير الحواجب بالليزر اسلام ويب - الجواب - سؤال وجواب - أسئلة و اجابات
حكم تشقير الحواجب بالليزر اسلام ويب - الجواب - سؤال وجواب - أسئلة و اجابات
وكذلك ما رواه أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:" لُعنت الواصلة والمستوصلة، والنّامصة والمتنمّصة، والواشمة والمستوشمة من غير داء "، وهناك اتفاق عند الفقهاء على تحريم نتف الحاجبين لغير المزوجة، وللمزوجة إذا لم يأذن زوجها في ذلك. وقد اختلفوا في ما عدا ذلك، وسبب اختلافهم يرجع إلى أمرين:
أنّهم قد اختلفوا في معنى النّمص، هل هو النّتف خاصّةً، أم مطلق الأخذ من الشّعر، سواء أكان ذلك بالنتف أو الحفّ. أنّهم قد اختلفوا في علة المنع، فمنهم من رأى أنّها التدليس والغشّ، وأجازوا ذلك بإذن الزّوج، ومنهم من رأى أنّها تغيير لخلقة الله ابتغاء الحسن، وذلك كما هو مصرح به في الأحاديث، ومنعوا ذلك الأمر مطلقاً، سواءً أأذن الزّوج أو لم يأذن، ويعتبر هذا هو الصّواب في المسألة، ويدلّ عليه أمور، منها:
أنّه لم يرد أي استثناء للمرأة المتزوّجة عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم. حكم تشقير الحواجب بالليزر اسلام وب سایت. أنّ النّمص والوشم والوصل يعتبرون جميعاً من جنس واحد، وقد علل النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - تحريمه بعلة وهي أنّ فيه تغييراً للخلق لأجل الحُسن، وقد ثبت أنّه - صلّى الله عليه وسلّم - لم يرخص للمرأة المتزوّجة أن تصل شعرها، حتى مع إذن زوجها، بل وأمره لها بذلك، فقد جاء في الصّحيحين وهذا لفظ البخاري: عن عائشة رضي الله عنها أنّ امرأةً من الأنصار زوّجت ابنتها فتمعّط شعر رأسها، فجاءت إلى النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - فذكرت ذلك له، فقالت:" إنّ زوجها أمرني أن أصل في شعرها، فقال: لا، إنّه قد لُعن الواصلات ".
[6] وفي نهاية مقال بعنوان أقوال العلماء والأطباء في تشقير الحواجب ، تعرفنا على معنى تشقير الحواجب ، وحكم تبيض الحاجبين في الإسلام ، وأحاديث العلماء المختلفة في حكم تبييض الحواجب ، و أقوال الأطباء في أضرار تشقير الحواجب ، كما علمنا في حكم صبغ شعر الحاجب وأثره على الوضوء. المصدر: