الفتوى رقم(181) ما حكم المنـي؟ السؤال: هل المني طاهر أم نجس؟ الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: المني: هو الماء الغليظ الدافق الذي يخرج عند اشتداد الشهوة(1). وقد اختلف فقهاء المذاهب الأربعة في طهارة المني: والصحيح أن المني طاهر ليس بنجس، و هو مذهب الشافعية في المنصوص عندهم والحنابلة في المشهور، وبه قال سعيد بن المسيب وعطاء وإسحاق بن راهويه وأبو ثور وداود وابن المنذر. قال النووي: وحكاه العبدري وغيره عن سعد بن أبي وقاص وابن عمر وعائشة(2). وذلك لما روت عائشة رضي الله عنها أيضاً أنها قالت:« كنت أَفْرُكُ الْمَنِيَّ من ثَوْبِ رسول الله ﷺ فَيُصَلِّي فيه »(3)، وليس هناك تعارض بين حديث الغسل وحديث الفرك؛ لأن الجمع بينهما واضح بأن يحمل الغسل على الاستحباب للتنظيف لا على الوجوب(4). وقال الماوردي رحمه الله: والدلالة على صحة ما ذكرنا قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً ﴾ [الفرقان:54]. فأطلق على المني اسم الماء فوجب أن ينطلق عليه حكمه في الطهارة، ولأنه أصل خلق الإنسان فوجب أن يكون طاهراً كالطين، ولأنه متولد من حيوان طاهر فوجب أن يكون طاهراً كالبيض(5).
ص747 - كتاب التجريد للقدوري - مسألة المني نجس - المكتبة الشاملة
هل المذي نجس ؟ 2- هل المني نجس ؟ 3- ما حكم الجنس بالفم هل ذلك حرام ؟ 4- ما حكم الجنس... ؟ السوال: السلام عليكم 1- هل المذي نجس ؟ 2- هل المني نجس ؟ 3- ما حكم الجنس بالفم هل ذلك حرام ؟ 4- ما حكم الجنس بدبر الزوجة ؟ الجواب: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد:
المذي ليس بنجس ، لكن المني نجس ، و يجوز الجنس بواسطة الفم ، لكن لا يجوز بلع المني ، و يجوز الجنس عن طريق دبر الزوجة برضاها ، لكنه مكروه.
أقوال الفقهاء في المني وحكم لعقه - إسلام ويب - مركز الفتوى
متفق عليه. ولو كان نجساً لما صحت الصلاة إلا مع غسله كغيره من النجاسات. والراجح هو القول الثالث وأن المني طاهر مستقذر، لما روى الإمام أحمد في مسنده بإسناد صحيح، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلت المني من ثوبه بعرق الإذخر، ثم يصلي فيه، ويحته من ثوبه يابساً، ثم يصلي فيه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهذا من خصائص المستقذرات، لا من أحكام النجاسات، فإن عامة القائلين بنجاسته لا يجوزون مسح رطبه. وإذا تقرر ذلك، فاعلم أنه لا يجوز لحس المني المذكور لأنه مستخبث، وقد قال الله تعالى: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِث [الأعراف:157]، وانظر الفتوى رقم: 2146. أما بالنسبة للوضوء فإن كان ذلك عن طريق مس الذكر فهو ناقض للوضوء عند جمهور العلماء، وإن يكن عن طريق المس، كأن يكون المني قد انفصل عن زوجها فلا يؤثر على الوضوء ما لم يكن قد خرج منها هي شيء. والله أعلم.
وذهب الحنفية والمالكية وقول شاذ عند الشافعية ورواية للإمام أحمد إلى أن المني نجس(9). واستدلوا على ذلك بحديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «كُنْت أَغْسِلُ الْمَنِيَّ (الْجَنَابَةَ) من ثَوْبِ رسول الله ﷺ فَيَخْرُجُ إلَى الصَّلاَةِ وَإِنَّ بُقَعَ الْمَاءِ لَفِي ثَوْبِهِ»(10). ووجه الدلالة من الحديث -كما يقول الحنفية- أن عائشة رضي الله عنها قد غسلت المني من ثوب رسول الله ﷺ، والغسل شأن النجاسات، وأن النبي ﷺ قد علم بذلك فأقره ولم يقل لها إنه طاهر، فلو كان طاهراً لمنعها من إتلاف الماء لغير حاجة، فإنه حينئذ سرف في الماء وإتعاب نفسها لغير الضرورة، وأنه خارج من أحد السبيلين فكان نجساً كسائر النجاسات(11). وقال المالكية: إن سبب نجاسة المني أنه دم مستحيل إلى نتن وفساد، وبأنه يخرج من مخرج البول موجباً لتنجيسه فأُلحقَ المنيُّ بالبول طهارة ونجاسة(12). إلا أن الحنفية والحنابلة على القول بنجاسته قالوا: يكفي في تطهيره فركه إن كان يابساً، وقال مالك: يجب غسله على كل حال سواء كان رطباً أو يابساً. المفتي: الشيخ الدكتور ياسر ابن النجار الدمياطي، مؤلف موسوعة الفقه على المذاهب الأربعة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)المغني(1/260) وكشاف القناع(1/139) وشرح مسلم للنووي(3/189).