سوشال: متابعات
اللاذقية على كف عفريت.. ماذا يجري هناك؟
لم تخرج اللاذقية طوال سنوات الحرب عن سلطة النظام السوري بالمعارك، لكن ما تعيشه المحافظة مؤخرا من انفلات أمني وعمليات سطو وتشليح، بعضها في وضح النهار وفرض إتاوات على التجار يثير الكثير من التساؤلات حول سلطة النظام وقدرة أجهزة الشرطة والأمن على إيقاف تلك المجموعات التي تعرف بسطوتها وتبعتيها. قبل أيام قليلة شهدت مدينة اللاذقية جريمة سطو مشابهة للأفلام، حين اقتحمت مجموعة مسلحة غير ملثمة مطعما مشهورا في المدينة وسلبوا منه مبلغ يُقدّر بملونين و350 ألف ليرة بقوة السلاح، ثم أكملوا عمليتهم بالسطو على محطة وقود (محطة النصر) في قرية سقوبين بريف اللاذقية واعتدوا على أحد العمال وأكملوا طريقهم بسياراتهم من دون أي اعتراض بحسب ما ذكرت مصادر محلية في اللاذقية لـ موقع تلفزيون سوريا. قصّتنا مع العفريت | مقالات مختارة | وكالة عمون الاخبارية. وفي 26 كانون الأول الماضي انتهت حادثة سطو في قرية حرف المسيترة بريف مدينة جبلة بجريمة بشعة راح ضحيتها شاب، حيث أقدم شخص على طعن الشاب في رقبته بعد أن رفض تسليم جواله للسارق. سبقها بأيام قليلة قيام رجل بقتل فتاة، بعد أن أوهمها بقدرته على تأمين طريق للتهريب، عبر البحر، إلى أوروبا، فاستدرجها إلى منطقة في الغابة بحجة تسفيرها تحت جنح الظلام وقتلها بأداة حادة، وسلب أموالها وهاتفها.
- على كف عفريت فيلم
على كف عفريت فيلم
المسيحيون في لبنان يشبهون من يقف على رماد نارٍ تحتها كثير من الجمر الملتهب. فقد حطوا السلاح جانبا بعد اتفاق الطائف، بعد أن وضعت الحرب الأهلية أوزارها، وبين عشيةٍ وضحاها، خرج سلاح الجمهورية الإيرانية ووُجه إلى صدورهم، البعض منهم طأطأ الرأس وانحنى؛ وكثير من الشرفاء لم يرتضوا بذلك الأمر؛ الذي يشي بمرحلة دينيةِ فاشية يكفلها حزب الله الإرهابي، بالضرورة أن تمر على البلاد وتخرجه من إطاره ومحطيه؛ وتكسر الصورة الرومانسية عن الدولة الأقرب في وصفها إلى سويسرا الشرق، برغم أنها أجمل وأزهى من سويسرا الغرب. رضي أو ارتضى جماعة من الأصدقاء المسيحيين بالأمر الواقع مع عدم ترك الحبل على الغارب؛ من خلال انتهاج المناكفة السياسية التي يكفلها المناخ السياسي في لبنان، وانتقلت الحرب من الشارع؛ إلى إعلامية في وسائل الإعلام، وبرلمانية تحت قبة البرلمان، يكفلها وجود حزبٌ تابعٌ لخارج حدود الوطن، شكله الظاهري سياسي، لكنه في حقيقة الأمر مُتطرفٌ إرهابي، له أكثر مما لهم، وعليه أدنى مما عليهم، وسلّم بالأمر الشعب قبل الدولة – هذا إن كان هناك دولة في الأساس -.
والقائمة تطول، وقد تكون بحاجة إلى مقالٍ كامل. وعلى ذكر القتل وقوائم التصفيات، أذكر أنني قد أجريت حوارا مع الدكتور سمير جعجع رئيس أو زعيم حزب القوات اللبنانية في 29 أكتوبر 2012، كان الحكيم وقتها صريحا ربما أكثر من اللازم؛ وأكد حينها بعد أن انتقد حكومة نجيب ميقاتي؛ وإنه لو كان مكانه لرحل من رئاسة الوزراء، بالقول «أنا أول اسم على قوائم التصفيات. وحزب الله دولة داخل دولة، وإيران تسلحه بكل أسف تحت شعارٍ المقاومة شعارٌ برّاق، وهو حقُ يُراد به باطل. فإذا كانت المقاومة حقيقية فهي القوة الحقيقية التي يلتقي حولها الشعب اللبناني، وليس حزب، أو مذهب، وانطواءه خلف هذا الشعار. واللواء وسام الحسن قتل نظير وجوده في خانة المنفلتين من محور – إيران، سورية، حزب الله -. علينا أن نواجه بما نؤمن به، لا بما يدفعنا الآخرون لمواجهته. شاهد فيلم على كف عفريت - Artify. لا تستطيع دولة وثورة أن يتعايشا في نفس الأرض». واستعادتي لذلك اللقاء بعد أن مضى عليه ما مضى، لم يكن مصادفةً، إنما كان لغبطة البطريرك بشارة الراعي الدور في تقليب أوراق الذكريات، حين أرجعني هجومه قبل أيام، ضد حزب الله؛ لحديث الحكيم الذي سمعته منه قبل 11 عاما. فلم يتوان غبطته بحضور رئيس الجمهورية ميشال عون – حليف حزب الله والمُمتثل لأمره -، عن مطالبته صراحةً بضرورة أن تبسط الدولة سلطتها على كامل أراضيها؛ وتوحيد السلاح والقرار، امتثالا لقرارات مجلس الأمن، واعتماد الخيارات الاستراتيجية التي تعزز علاقات لبنان بمحيطه العربي، والعالم الديمقراطي.