وصل خير الدين بربروسا إلى جزيرة كابري Capri التي تقع على مسافة خمسة كيلو مترات فقط من شاطئ مدينة نابولي؛ بينما هي بعيدةٌ للغاية عن تونس (حوالي خمسمائة وخمسين كيلو مترًا! ). في هذه الجزيرة بنى بربروسا قلعةً حصينةً ما زالت موجودةً إلى الآن، وما زالت تحمل اسمه Castello Barbarossa، واتخذها قاعدةً له[14]. كان الهدف هو القيام بقصفٍ موجعٍ للموانئ التابعة لشارل الخامس؛ وذلك للضغط عليه ليرفع يده عن تونس وشمال إفريقيا. قصف الأسطول العثماني عدَّة موانئ في إيطاليا وصقلية، وطوَّر عمليَّاته باحتلالٍ مؤقَّتٍ لمدينة ماهون Mahon عاصمة جزيرة مينورقة Menorca في جزر البليار القريبة من إسبانيا ذاتها، ومن هذه المدينة الأخيرة استطاع خير الدين بربروسا أسر خمسة آلاف وخمسمائة إسباني، أتى بهم إلى الجزائر[15]. الدولة العثمانية - .. في أوائل 1536م، يمَّم القبطان وجهه شطر إسطنبول للتباحث مع السلطان سليمان القانوني في وضع الدولة العثمانية بشكلٍ عام، والأسطول بشكلٍ خاص، في المرحلة القادمة[16]، وقد تزامنت عودة خير الدين بربروسا إلى إسطنبول مع عودة السلطان إليها بعد حملته الطويلة في إيران، والعراق[17]. [1] التر، عزيز سامح: الأتراك العثمانيون في أفريقيا الشمالية، ترجمة: محمود علي عامر، دار النهضة العربية، بيروت، الطبعة الأولى، 1409هـ=1989م.
قصة السلطان سليمان القانوني - الدكتور طارق السويدان
محاربة البرتغاليين: قام حاكم مدينة أحمد آباد بإرسال رسالة يستغيث فيها من سيطرة البرتغاليين على بلادة وبناء الحصون ، فأمر السلطان سليمان أحمد باشا والي مصر بإرسال السفن إلى هناك وقام السلطان بإرسال الجيش العثماني ، وقامت معركة كبيرة بين الجيشان ، وتمكن الجيش العثماني في النهاية من هزيمة البرتغاليين والسيطرة على كافه الحصون الذي بناها البرتغاليون.
الدولة العثمانية - .
* اللغة الرسمية التركية و العربية العاصمة إسطنبول (القسطنطينية) المساحة (6. 3 ميل مربع سنة (1902) / 19. 9 ميل مربع سنة 1595 كاقصى امتداد) سنة تأسيس الدولة 1299 سنة انهيار الدولة 29 أكتوبر 1929
* الدولة العثمانية في أقصى اتساعها من 1560 حتى 1682مالعثمانيون، آل عثمان، الأتراك: سلالة تركية حكمت في تركيا (البلقان و الأناضول) و في أراض واسعة أخرى، مابين سنوات 1280-1922 م. المقر: ياني شهير: 1280-1366 م، إدرنة (إدرين): 1366-1453 م، استانبول (القسطنطينية): منذ 1453 م. * أصولهم ونشأة الدولة ينحدر العثمانيون من قبائل الغز (أوغوز) التركمانية، مع موجة الغارات المغولية تحولوا عن مواطنهم في منغوليا إلى ناحية الغرب. أقامو منذ 1237 م إمارة حربية في بتيينيا (شمال الأناضول، و مقابل جزر القرم). تمكنوا بعدها من إزاحة السلاجقة عن منطقة الأناضول. قصة السلطان سليمان القانوني - الدكتور طارق السويدان. في عهد السلطان عثمان الأول (عثمان بن ارطغل) (1280-1300 م)، و الذي حملت الأسرة اسمه، ثم خلفاءه من بعده، توسعت المملكة على حساب مملكة بيزنطة (فتح بورصة: 1376 م، إدرين: 1361 م). سنة 1354 م وضع العثمانيون أقدامهم لأول مرة على أرض البلقان. كانت مدينة غاليبولي (في تركية) قاعدتهم الأولى.
سليمان القانوني - الإنجازات الحضارية - الدكتور طارق السويدان
السلطان سليمان بن سليم هو عشر سلاطين الدولةالعثمانية والخليفة الثمانين للمسلمين ، ويعد السلطان سليمان ابن سليم من أعظم السلاطين العثمانيين حيث أتسعت في عهدة الدولة العثمانية ووصلت إلى أقصى أتساع لها وأصبحت أعظم أقوى دولة في العالم ، وكان الغرب المسيحي يخشى قوة السلطان سليمان كثيرا ولقب عندهم بلقب سليمان العظيم ، أما في الشرق فقد لقب بلقب سليمان القانوني وذلك لما عرف عنه من تطبيق القوانين والعدل وعمل العديد من الإصلاحات في القوانين ، فقد أستطاع هذا السلطان العظيم حقا أن يرفع مكانه الدولة الأسلامية وكان العالم المسيحي كله يهاب من قوته.
ملخص المقال
في سنة 1533م أخرج السلطان سليمان القانوني جيشًا عظيمًا يُقَدَّر بمائةٍ وأربعين ألف جنديٍّ بقيادة الصدر الأعظم إبراهيم باشا إلى حرب الدولة الصفوية. التفرُّغ لمشكلات الأعداء الآخرين غير النمسا: الصفويون وغيرهم (1533-1540م)
هدأت الجبهة النمساوية المجرية إلى أجل، وعلى الرغم من إدراك السلطان سليمان القانوني احتمال غدر الأوروبيين في أيِّ لحظة، فإنه كان مطمئنًّا إلى أن هذا لو حدث فلن يكون إلا بعد عدَّة سنوات؛ نظرًا إلى شدَّة إقبالهم على توقيع المعاهدة معه، ولظروفهم السياسية الداخلية التي يعرفها العثمانيون جيدًّا. هذه الثقة أعطت الدولة العثمانية الفرصة لفتح ملفَّاتٍ كبرى مؤجَّلة، ويمكن مناقشة هذه الملفَّات تحت العناوين التالية:
الصدام مع الدولة الصفوية، وغزو تبريز، وضمُّ العراق: (1533-1535م)
كانت منطقتا العراق والخليج العربي تُعانيان في هذه المرحلة التاريخيَّة من وطأة عدوَّين شرسين في آنٍ واحد؛ الدولة الصفوية، ودولة البرتغال. كانت البرتغال قد احتلَّت ميناء هرمز في مدخل الخليج العربي في عام 1515م، واحتلَّت البحرين وقطر عام 1521م[1]، وصارت بذلك القوَّة المهيمنة على التجارة في هذا الخليج المهم، الذي يُسيطر على التجارة الوسيطة بين آسيا وأوروبا.
أما الاتساع بحريا من جهة البحر الأحمر فقد كانت أساطيل البرتغاليين القوية تحد منه وتعيقه. لم يكن الاتساع الجغرافي الهائل عائقا لتحرك الجيوش العثمانية فقط بل أدى إلى انقطاع التواصل بين من يحكم في القسطنطينية وبين الشعوب العثمانية. ذلك البعد الهائل بين الولايات العثمانية كمصر والجزائر وبين مركز الحكم في القسطنطينية أدى إلى استبداد كثير من الولاة ومن يليهم بالحكم وظلمهم وبطشهم بالرعية باسم الخليفة في الوقت الذي كان يصعب فيه على أولئك الرعايا الوصول إلى الخليفة وعرض المظالم عليه لبعد المسافات ومشقة السفر وقلة ذات اليد. ولعل مصر خير مثال على ذلك فكم وكم استبد ملك الأمراء الذي كان يعينه الباب العالي بالحكم وكم وكم ظلم من المصريين وكم أعدم منهم على الشبهة وكم فسد جنوده وعدو على أموال الرعية وأعراضهم بالباطل. ومن سخرية القدر أن تكون الجيوش العثمانية نفسها أحد أسباب الضعف الذي ألم بالدولة وأودى بها إلى مهاوي التخلف والانحطاط. إن المتأمل في تاريخ الجيوش العثمانية يلاحظ أنها اعتمدت حتى فترة السلطان القانوني على كتائب الخيالة. تلك الكتائب كانت تمول بالضرائب التي تفرض على الأراضي العثمانية إلا أن فساد بعض رجالات الحكم في هرم السلطة واختلاسهم لجزء من تلك الواردات جعل الأموال المتبقية لجنود تلك الكتائب قليلة الأمر الذي أدى إلى انخفاض واضح في عدد جنود كتائب الفرسان حيث وصلت بحلول عام 1630م إلى 7000 فارس أي واحد على ثلاثين مما كانت عليه أيام القانوني.