و أنا أُفكر بناصية الحلم و ما إذا وقفت عليها يومًا هل علي التراجع للخلف أم القتال, إن فكرنا بجدية و بواقعية سنجد أن الانسحاب للخلف هو الحل الأمثل فما الفائدة وراء القتال!! ظللت أُفكر حتى مل مني التفكير و على وزن (احبتني لم تحبني) ظللت اقول لنفسي أُقاتل أَمْ انسحب أُقاتل أَمْ انسحب! لو كان يعلم درويش عن مدى انشغالي بمقولته هذه لقال ( يا كلمة ارجعي مكانك) و ربما كان ليحبسها في قلبه ولما أطلقها يومًا, قررت أن انسى كعادتي, فخطرت على بالي عبارة جديدة بعد فترة و الغريب أنني احفظها و كنت أرددها عن ظهر قلب (كان ما سوف يكون) لكن كعادة ذاكرتي الخائنة خذلتني فلم أجد سوى العم قوقل لسؤاله فهو حتمًا سيعطيني جواب وافي و ليس كذاكرتي الخائنة, فهو وحده القادر على أن يقول لي مصدر العبارة فإذا ما كانت من كتاب سيمدني بعنوانه و إذا ما كانت مقولة سيذكر لي اسم صاحبها. أنور مرهون: قِف على ناصية الحُلم وقاتِل.. - صحيفة الأيام البحرينية. و ظهرت لي قصيدة موقعة باسم محمود درويش و كانت المقولة عنوانها. بدأت أقرأها حتى صدمتني تلك العبارة التي قررت نسيانها ( قف على ناصية الحلم و قاتل) و كأنها تقول لي لن انساك ويمنع تغير أي جزء من اجزائي فمن يقف على ناصية الحلم يقاتل ولا ينسحب. كنت أعلم انها عبارة في قصيدة لدرويش لكن لم أتوقع أن ألقاها في هذه القصيدة بالذات.
- أنور مرهون: قِف على ناصية الحُلم وقاتِل.. - صحيفة الأيام البحرينية
أنور مرهون: قِف على ناصية الحُلم وقاتِل.. - صحيفة الأيام البحرينية
لا ليس هذا وطني. لا ليس هذا بدني. فضحته السنبلهْ
ثم أهدته السنونو
لرياح القتلهْ..
مال على نافورة
الاسمنتِ. لا صفصاف في نيويورك. أبكاني. أعاد الظل للبيت. اختبأنا في الصدى. هل مات
منّا أحدٌ ؟ كلّاً. تغيّرت قليلاً ؟ لا. هل الرحلة
ما زالت هي الرحله والميناءُ في القلب ؟. نعم. كان بعيداً وبعيداً ونهائيّ الغيابْ
دَخّنَ الكأس..
تلاشى
كغزالٍ يتلاشى
في مروّج تتلاشى في الضبابْ
ورمى سيجارة في كبدي وارتاحَ
لم ينظر إلى الساعةِ
لم يسرقْهُ هذا القمر الواقفُ تحت الطابق العاشر في
منهاتنَ. التفّ بذكراهُ.. تغشّاه رنينُ الجرس
السريّ. مرّت بين كفينا عصافير عصافيرُ و موتٌ
عائليّ. ليس هذا ومني. عاد شتاء آخر. ماتتْ
نساء الخيل في حقل بعيد. قال إنّ الوقت لا يخرج
مني. فتبادلت و قلبي مدنا تنهار من أوّل هذا
العمر حتى آخر الحلمِ..
أنبقى هكذا نمضي إلى الخارج في هذا النهار البرتقاليّ
فلا نلمس إلاّ الداخل الغامضَ ؟
من أين أتيتَ ؟
إخترقتْ عصفورةٌ رمحاً
فقلتُ اكتشفتْ قلبي
أنبقى هكذا نمضي إلى الداخل في هذا النهار البرتقاليّ
فلا نلمس إلاّ شرطة الميناء ؟
يهذي خارج الذكرى: أنا الحامل عبء الأرض ،
و المنقذ من هذا الضلال. الفتياتُ انتعلتْ روحي
و سارت. و العصافير بَنَتْ عُشّاً على صوتي و شَقّتني
و طارت في المدى..
لم يتغيّرْ أيُّ شيء
و الأغاني شردتني شردتني
ليس هذا زمني.