وينبغي للصائم أن يتفرغ آخر النهار لتلاوة القرآن والذكر والدعاء ولا يخرج إلا لمهنته أو لما لا بد منه، فإن هذا من الأوقات التي ينبغي للصائم اغتنامها في الطاعة وعدم إضاعتها هنا أو هناك في مجالس لا تنفع، ومن الناس من يخرج من منزله بعد العصر على عادته لا لحاجة، فيدع قراءة القرآن وذكر الله تعالى فيفوته خير كثير وفضل جزيل، وقد يؤذن المؤذن للإفطار وهو في الطريق إلى منزله فيأتي ثائر النفس قد أضاع وقت الدعاء وفوت المبادرة بالإفطار. وينبغي للصائم أن يرطب لسانه بذكر الله تعالى ودعائه طوال يوم صومه، فإن الصوم يجعله في حالة تقربه من الله تعالى، وتجعله في مظنة الاستجابة لدعائه فهذا مطلوب طوال النهار. فقد ورد إجابة دعاء الصائم بلا قيد وذلك فيما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم ودعوة المسافر.
- ثلاث دعوات مستجابات – تجمع دعاة الشام
ثلاث دعوات مستجابات – تجمع دعاة الشام
أسباب إجابة الدعاء وموانعه
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً: «ثلاثُ دَعواتٍ مُستجابات لا شك فِيهن: دعوةُ المظلومِ، ودعوةُ المسافرِ، ودعوةُ الوالدِ على وَلدِه». شرح الحديث:
ثلاث دعوات من ثلاثة أصناف من الداعين لا شك أن الله يستجيب لها: دعوة من مظلوم؛ حتى ولو كان المظلوم كافرًا وظُلِمَ، ثم دعا الله، فإن الله يستجيب دعاءه، ودعوة المسافر إذا دعا الله -عز وجل- حال سفره ودعوة الوالد؛ سواء كان الأب أو الأم؛ وسواء دعا لولده أو عليه. معاني الكلمات:
لا شك فيهن
أي في استجابتهن من الله -عز وجل-. فوائد من
الحديث:
استحباب إكثار الدعاء في السفر؛ لأنه مظنة الإجابة. التحذير من الظلم، ودعوة المظلوم مستجابة ولو كان كافراً. التحذير من عقوق الوالدين، واتقاء دعوة الوالد فإنها لا ترد. المراجع:
رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين، للإمام أبي زكريا النووي، تحقيق د. ماهر الفحل، دار ابن كثير، دمشق، الطبعة الأولى، 1428ه. بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، تأليف سليم الهلالي، دار ابن الجوزي - الطبعة الأولى، 1418ه. نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، تأليف د. مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الرابعة عشر، 1407هـ.
وتذَكَّر أخيرًا أيُّها الابْنُ أنكَ لَنْ تُوَفّيَ حقَّ أُمّكَ ولا بِطَلْقَةٍ واحِدةٍ مِنْ ءالامِ الوِلادَةِ، فَمَنْ أرادَ النجاحَ والفلاحَ فلْيَبَرَّ أبَوَيْهِ، فإنَّ بِرَّ الوالِدَيْنِ بَرَكَةٌ في الدُّنْيا والآخرةِ.