والعبد المؤمن الذي يتعبّد الله باسمه الرزاق هو من يوقن بأن الرزق سيصله كأمر محتوم وأن السعي في الأسباب كما قيل إنما هو وقوع الأحكام على المحكوم، وفي هذا روى أحمد من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِن اللهَ قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلاَقَكُمْ كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ، وَإِن اللهَ يُعْطِى الدنْيَا مَنْ يُحِب وَمَنْ لاَ يُحِب، وَلاَ يُعْطِى الإيمان إِلا مَنْ أَحَب).
- الرازق - الرزاق - خير الرازقين | صحيفة الخليج
- معنى قول الله تعالى وهو خير الرازقين - إسلام ويب - مركز الفتوى
- وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
الرازق - الرزاق - خير الرازقين | صحيفة الخليج
ومن أصلَح آخِرتَه صلحت دنياه، ولا يُنال ما عندَ الله إلا بطاعتِه، قال جلّ وعلا: وَأَلَّوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا [نوح: 16]، قال أبو الدرداء: (صلاحُ المعيشة من صلاحِ الدين، وصلاح الدين من صلاحِ العقل، وبالطاعةِ يُرزق العبد)، قال عليه الصلاة والسلام: ((إن الكافرَ إذا عمِل حسنةُ أُطعِم بها طعمةً مِنَ الدنيا، وأمّا المؤمنُ فإنَّ الله يدَّخرُ له حسناتِه في الآخرة، ويُعقِبُه رِزقًا في الدنيا على طاعته)) رواه مسلم. والمتَّقِي يُرزَق من حيث يحتَسِب ومن حيث لا يحتَسِب بأسبابٍ مُباحة، ويكون كَسبه طيِّبًا سهلاً، قال عزّ وجلّ: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق: 2، 3]. وغَيرُ المسلِم قَد يُرزَق لكن بتكلُّفٍ أو بأسبابٍ محرَّمة، وتُنزَع البركةُ من ماله. وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. والاستغفارُ يُكثر الأموالَ والأولادَ، فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا [نوح: 10-12]، قال بعض السلف رحمه الله: "آثارُ الحسناتِ والسيِّئات على القلوبِ والأبدان والأموالِ أمرٌ مشهود في العالم".
معنى قول الله تعالى وهو خير الرازقين - إسلام ويب - مركز الفتوى
رواه البخاري ( 3036) ومسلم ( 2643). قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -:
( رِزْقه) الرزق هنا: ما ينتفع به الإنسان وهو نوعان: رزق يقوم به البدن، ورزق يقوم به الدين. معنى قول الله تعالى وهو خير الرازقين - إسلام ويب - مركز الفتوى. والرزق الذي يقوم به البدن: هو الأكل والشرب واللباس والمسكن والمركوب وما أشبه ذلك. والرزق الذي يقوم به الدين: هو العلم ، والإيمان ، وكلاهما مراد بهذا الحديث.
" شرح الأربعين النووية " ( ص 101 ، 102) طبعة الثريا. ولهذا فإن الرازق والرزاق على الحقيقة هو الله وحده لا شريك له ، وقد استدل الله برزقه للعباد على إبطال الشرك وتسفيه المشركين ، فقال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) فاطر/ 3. رابعاً:
ونختم جوابنا هذا برائعة جامعة في الموضوع:
قال الدكتور عبد الله دراز - رحمه الله -:
اقرأ قوله تعالى ( وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) البقرة/ 222 ، وانظر هل ترى كلاماً أبين من هذا في عقول الناس ، ثم انظر كم في هذه الكلمة من مرونة:
فإنك لو قلت في معناها:
1. إنه سبحانه يرزق من يشاء بغير محاسب يحاسبه ولا سائل يسأله لماذا يبسط الرزق لهؤلاء ويقْدِره على هؤلاء: أصبتَ.
وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
والله عز وجل هو خير الرازقين، يرزق كل مخلوق بما كتبه له، ويرزق المؤمنين خير الرزق وأحسنه، ورزقه لهم خير من اللهو ومن التجارة: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللهِ خَيْرٌ منَ اللهْوِ وَمِنَ التجَارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرازِقِينَ) (الجمعة: 11).
5. رزق الله مخلوق من عدم – ومنه المطر والذهب والثمر - ولم يكن بيد غيره قبله بلا شك ولا ريب ، ورزق العباد موروث عمن قبلهم وتتناقله الأيدي ، ولا يخلقون شيئاً من عدم ، ثم هو ـ فوق ذلك كله ـ مستفاد من خزائن الله تعالى وعطائه لعباده. قال تعالى ( أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) الرعد/ 16 ، وقال ( أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ. أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ) الواقعة/ 68 ، 69. 6. رزق الله تعالى مملوك له لا يشاركه فيه أحد ، ورزق العباد ملَّكهم الله تعالى إياه ، ولولا تسخير الله تعالى لهم أسبابه ما ملكوه. قال تعالى ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئاً وَلا يَسْتَطِيعُونَ) النحل/ 7 ، وقال ( وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ) النور/ 33 ، وقال ( وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ) الحديد/ 7 ، وقال ( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ) فاطر/ 13.