وعن حيّان بن أبي جبلة، عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: ما عدل بي رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً في حربه منذ أسلمنا. خالد بن الوليد رضي الله عنه اختصار. قال الذهبي: هاجر مسلماً في صفر سنة ثمان، ثم سار غازياً فشهد غزوة مؤتة، واستشهد أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلاثة: مولاه زيد، وابن عمه جعفر ذو الجناحين، وابن رواحة. وبقي الجيش بلا أمير، فتأمّر عليهم في الحال: خالد وأخذ الراية، وحمل على العدو، فكان النصر وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيف الله، فقال: "إن خالداً سيف من سيوف الله، سلّه الله على المشركين"، وشهد الفتح وخنيناً، وتأمر في أيام النبي عليه الصلاة والسلام، واحتبس أدراعه ولأمته في سبيل الله، وحارب أهل الردة ومسيلمة الكذاب، وغزا العراق واستظهر ثم إنه اخترق البرية السماوية بحيث أنه قطع المنازة، من حدّ العراق إلى أول الشام، في خمس ليالٍ في عسكر معه، وشهد حروب الشام، ولم يبق في جسده قيد شبر، إلا وعليه طابع الشهداء، ومناقبه غزيرة، أمره الصديق على سائر أمراء الأجناد، وحاصر دمشق فافتتحها هو وأبو عبيدة. وحدّث ضمرة بن ربيع بسنده، قال: قيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، لو عهدت يا أمير المؤمنين؟ لو أدركتُ با عبيدة ثم وليته، ثم قدمت على ربي فقال لي: لِمَ استخلفته؟ لقلت سمعت عبدك وخليلك يقول: لكل أمة أمين، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة، ولو أدركت خالد بن الوليد ثم وليته، فقدمت على ربي لقلت: سمعت عبدك وخليلك يقول: "خالد سيف من سيوف الله، سله الله على المشركين" رواه الشاشي في مسنده (سير أعلام النبلاء للذهبي 1: 37-372).
خالد بن الوليد رضي الله عنه عن الصبر
بينما الحقيقة أن تاريخنا السياسي والعسكري ملئ بهؤلاء القادة الاستراتيجيين ، ساسة وعسكريون ، الذين نجحوا في تقويض أركان الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية خلال فترة زمنية قياسية ، كما أنهم وخلال فترة قياسية نجحوا في التحول من حالة البدواة والرعي إلى بناة واحدة من ارقي المدنيات التي عرفها العالم وذلك وفق مبادئ استراتيجية في التخطيط الاستراتيجي للصراع مع الحضارات الأخرى سياسيا وعسكريا وفى مجال البناء على كافة المستويات. وعلى الرغم من أن الخبير العسكري المشهور ليدل هارت قد ألف العديد من الكتب حول الاستراتيجية ، فكرا وتاريخيا وتنظيرا، إلا انه تجاهل بشكل تام أي إشارة للحضارة الإسلامية وقادتها ، وكان هذا التجاهل مستفزا بشكل خاص في كتابه " الاستراتيجية وتاريخها في العالم " ، إذ انه قدم نظرة "بانورامية " لجذور الاستراتيجية وتطورها التاريخي بدءا من الحروب اليونانية ومعارك القائد القرطاجي هانبيال ، ثم يستعرض المؤلف الحروب البيزنطية ويركز بشكل خاص على بيليزيز الذي هزم الفرس في معركة داراس. وينتقل المؤلف بعد ذلك إلى حروب القرون الوسطى مشيدا بالفكر الاستراتيجي للقائد المغولي جنكيز خان ، ثم يحلل معارك القرن الثامن عشر وبشكل خاص معارك مارلبورو وفريدريك الثاني.
لقد اركب خالد جيشه هذه السفن إلا أن الفرس عندما علموا بذلك منعوا النهر بان أغلقوا سدود الحيرة فجف الماء. فما كان من خالد إلا أن أرسل بعض قواته لاحتلال القناطر وإطلاق المياه وحراستها ، وتبدو هذه العملية إذا ما قورنت باحتلال جسور الرين لتأمين عبور الحلفاء أثناء الحرب العالمية الثانية الأحكم تخطيطا والأدق تنفيذا. كما يمكن مقارنة تلك العملية بعملية احتلال جزيرة كريت من قبل القوات الألمانية أثناء الحرب العالمية الثانية. خالد بن الوليد رضي الله عنه وعمره. والفرق هنا أن قوات خالد ركبت الجمال أو الخيول بينما ركبت القوات الألمانية الجو ليتحقق لكليهما مفاجأة استراتيجية. المصدر وكالة الانباء الاسلامية ـ الكاتب مصطفى عبد الجواد