الحمد لله. لصق شعر الرأس بشعر آخر: يعتبر من الوصل المحرم، سواء لصق بشعر طبيعي أو صناعي؛ لما روى البخاري (5937) ومسلم (2122) عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ). وروى البخاري (5477) ومسلم (2127) عن حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ عَامَ حَجَّ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ وَتَنَاوَلَ قُصَّةً مِنْ شَعَرٍ كَانَتْ بِيَدِ حَرَسِيٍّ أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْ مِثْلِ هَذِهِ ، وَيَقُولُ: ( إِنَّمَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ حِينَ اتَّخَذَ هَذِهِ نِسَاؤُهُمْ). حكم توصيل الشعر الطويل. وروى البخاري (5938) ومسلم (2127) عن سَعِيد بْن المُسَيِّبِ، قَالَ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ المَدِينَةَ، آخِرَ قَدْمَةٍ قَدِمَهَا، فَخَطَبَنَا فَأَخْرَجَ كُبَّةً مِنْ شَعَرٍ، قَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى أَحَدًا يَفْعَلُ هَذَا غَيْرَ اليَهُودِ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمَّاهُ الزُّورَ.
- حكم توصيل الشعر
حكم توصيل الشعر
[٥]
حُكم وَصل الشّعر
اتّفق الفُقهاء في الجملة على تحريم وصل الشّعر ، واستدلّواعلى ذلك بأحاديث نبويّة كثيرة، ورد فيها لعن من يصل الشّعر، ذكراً كان أو أنثى؛ فاللعن لا يكون إلّا على أمر مُحرَّم، [٦] ومن هذه الأحاديث:
ما رواه الصحابيّ الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (لَعنَ اللَّهُ الواصِلَةَ والمُستَوصِلَةَ، والواشِمةَ والمُستوشِمَةَ). [٧]
ما روَتْه أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- حيث قالت: (سألتِ امرأةٌ النبيّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- فقالت: يا رسولَ اللهِ، إنّ ابنَتِي أصابَتْها الحَصْبةُ، فامَّرَقَ شَعْرُها، وإني زَوَّجْتُها، أَفَأَصِلُ فيه؟ فقال: لعنَ اللهُ الواصلةَ والمستوصِلَةَ). [٨]
ما رواه الإمام البخاريّ في كتابه: (قدِمَ معاويّةُ المدينةَ، آخرَ قدْمةٍ قدِمَها، فخطبنا، فأخرج كُبّةً من شعَرٍ، قال: ما كنتُ أرى أحداً يفعلُ هذا غيرَ اليهودِ، إنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- سمّاهُ الزورَ؛ يعني الواصلةَ في الشّعرِ). حكم توصيل الشعر العربي. [٩]
وصل الشّعر بشعر آدميّ
اتفق كل من فقهاء الحنفيّة، والمالكيّة، والحنابلة، والشافعيّة ، والظاهريّة على حُرمة أن تصِلَ المرأة شعرها بشعر آدميّ؛ بقصد التجمُّل والتزيُّن، أو التّحسين، وسواءً كان الشّعر الذي يوصَل به هو شعر زوجها، أو شعر امرأة أخرى؛ وذلك لعموم الأحاديث الواردة في النّهي عن وصل الشّعر، ولحرمة الانتفاع بشعر الآدميّ، وسائر أجزائه.
القول الرابع: التفريق بين إن كان غير شعر الآدميّ شعراً أو غير شعر؛ فإن كان شعراً، مثل: شعر الماعز، أو شعر البهيمة، يحرُم الوصل به لعموم الأحاديث الواردة في النّهي، وإن كان غير شعر، مثل: الصّوف ، والخِرق، ونحوه، فإن كان لحاجة مثل: ربط الشّعر وشدّه فلا بأس به، وإن كان لغير حاجةٍ فعندهم قولان: الحُرمة، والكراهة، وقد رجّح ابنُ قدامة أنّه يُكرَه الوصل به، وإلى هذا القول ذهب فقهاء الحنابلة. الحِكمة من تحريم وصل الشّعر
يرجع سبب تحريم الشريعة الإسلاميّة لوصل الشّعر إلى أمور، منها:
حصول الغشّ، والتّكذيب، والتّزوير، والتّغيير لحقيقة الشّعر؛ بحيث يظهرأكثر كثافةً، أو أكثر طولاً، وهكذا. [١١]
لما فيه من تغيير لخَلق الله سبحانه وتعالى. [١٢]
يرجع سبب تحريم وصل الشّعر إلى أصل الشّعر الذي يتمّ به وصل الشّعر الأصليّ ونوعيّته، فيُمكن أن يكون هذ الشّعر ذا أصل نجِس؛ مثل: الحيوانات الميتة التي قد يتسبب بحدوث مرض في فروة الرأس. [١٢]
يرجع سبب التّحريم أيضاً إلى حُرمة الانتفاع بشعر الآدميّ رجالاً ونساءً؛ وذلك للحفاظ على كرامتهم. حكم توصيل الشعر – لاينز. [١٠]
المراجع
↑ سورة الأعراف، آية: 31. ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 4/167، صحيح.