وللعبد بين يدي الله موقفان: موقف بين يديه في الصلاة، وموقف بين يديه يوم لقائه، فمن قام بحق الموقف الأول هون عليه الموقف الآخر، ومن استهان بهذا الموقف ولم يوفه حقه شدد عليه ذلك الموقف. قال تعالى: ((ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا، إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا))( سورة الإنسان : الآية رقم :(26- 27). القران الكريم |إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا. ).
فقفوا عند حدود الله وامتثلوا أوامره.. لتتقوا ذلكم الموقف العظيم.. يوم الوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى للحساب، يوم أن يتخلى عنا أقرب الأقربين: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ))[عبس:34-37]. محتوي مدفوع
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الانسان - الآية 26
واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا
أي أقبل على شأنك من الدعوة إلى الله وذكر الله بأنواع الذكر. وهذا إرشاد إلى ما فيه عون له على الصبر على ما يقولون. والمراد بالبكرة والأصيل استغراق أوقات النهار ، أي لا يصدك إعراضهم عن معاودة الدعوة وتكريرها طرفي النهار. ويدخل في ذكر الله الصلوات مثل قوله ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين). وكذلك النوافل التي هي من خصائص النبيء - صلى الله عليه وسلم - بين مفروض منها وغير مفروض. فالأمر في قوله ( واذكر) مستعمل في مطلق الطلب من وجوب ونفل. وذكر اسم الرب يشمل تبليغ الدعوة ويشمل عبادة الله في الصلوات المفروضة والنوافل ويشمل الموعظة بتخويف عقابه ورجاء ثوابه. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الانسان - الآية 26. [ ص: 406] وقوله ( بكرة وأصيلا
يشمل أوقات النهار كلها المحدودة منها كأوقات الصلوات وغير المحدود كأوقات النوافل ، والدعاء والاستغفار. وبكرة هي أول النهار ، وأصيلا عشيا. وقوله ( ومن الليل فاسجد له) إشارة إلى أن الليل وقت تفرغ من بث الدعوة كما تقدم في قوله ( قم الليل إلا قليلا) إلى قوله ( علم أن لن تحصوه فتاب عليكم) الآية وهذا خاص بصلاة الليل فرضا ونفلا.
روائع العوائد من بدائع "الفوائد" لابن قيِّم الجوزية - السبيل
ودخلت { من} على الظرف للتبعيض، كما دخلت على المفعول في قوله تعالى { يغفر لكم ذنوبكم} [الصف: 12].
القران الكريم |إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا
وقوله: ( إن هؤلاء يحبون العاجلة) يقول تعالى ذكره: إن هؤلاء المشركين بالله يحبون العاجلة ، يعني ، الدنيا ، يقول: يحبون البقاء فيها وتعجبهم زينتها ( ويذرون وراءهم يوما ثقيلا) يقول: ويدعون خلف ظهورهم العمل للآخرة ، وما لهم فيه النجاة من عذاب الله يومئذ ، وقد تأوله بعضهم بمعنى: ويذرون أمامهم يوما ثقيلا وليس ذلك قولا مدفوعا ، غير أن الذي قلناه أشبه بمعنى الكلمة. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا مهران ، عن سفيان ( ويذرون وراءهم يوما ثقيلا) قال: الآخرة.
ما هي صلاة التهجد؟ .. تعرّف على فضلها ودعائها وكيفية صلاتها - ثقفني
فضل صلاة التهجد
حرص النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة التهجد حتى تفطرت قدماه، فهي من أعظم أسباب قبول المسلم وصلاح حالة ورفع درجاته في الجنه. اختص الله أهل قيام الليل بالمدح في جملة عباده الأبرار فقال (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا). يضحك الله للعبد المسلم الذي يقوم ليلًا من أجل الصلاة لربه حيث ورد عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة يضحك الله إليهم: الرجل يقوم من الليل، والقوم إذا صفوا للصلاة، والقوم إذا صفوا للقتال. رواه أحمد في مسنده.
الثبيتي في خطبة المسجد النبوي: كلما خبّت عليك نسائم الخيرات فاسجد لله شكراً - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ
تحدّث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري بن عواض الثبيتي، عن أثر السجود لله تعالى على النفس وطمأنينة القلب ولذة العبادة والخضوع للواحد القهار. وقال في خطبة الجمعة: السجود أشرفُ حالات العبد، فيه متعة الخضوع للعزيز الكريم، وجمال الإذعان للرحمن الرحيم، وهي لحظات كرم وبركة لا حدود لها، في السجود لذة لا توصف، وانشراح لا يحيط به قلم، ينقل المسلم من قطعة ضيقة على الأرض إلى ارتفاع في فساحة السماء؛ ولذلك وصفت عائشة رضي الله عنها في الصحيح قيام النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: (يسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه) رواه البخاري. وأضاف: السجود يضفي على وجه صاحبه نور الإيمان، وعلى قلبه تباشير الاطمئنان، ويكسبه سكينة، ويكسوه جلال الوقار، قال الله تعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعًا سجدًا يبتغون فضلًا من الله ورضوانًا سيماهم في وجوههم من أثر السجود}. وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي، أن السجود تتجلى فيه علامات التصديق والإيمان، وتبرز أمارات اليقين والتسليم؛ فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان من دعائه صلى الله عليه وسلم في سجوده: (اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوّره وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين).
الرئيسية
إسلاميات
عبادات
04:42 م
الأربعاء 23 أبريل 2014
504484416_64ed345e78
بقلم – هاني ضوَّه:
إذا كان عند أحدنا مقابلة مع مسئول كبير أو شخصية مهمة نحضر لهذا اللقاء ونستعد له قبلها بأيام، ونجد ونجتهد في أن يكون هذا اللقاء على أحسن حال، وأن يكون وقوفنا بين يدي هذه الشخصية المهمة فيه من المودة والألفة والأطمئنان ما يهون علينا هول الموقف.. فما بالكم بالوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى. في يوم القيامة سنقف بين يدي الله سبحانه وتعالى حفاة عراة، ننتظر كلمة أو علامة رضا من الجليل جل وعلا، فكل منا يعرف ما اقترفه من ذنوب يندى لها الجبين، فهذا آكل لمال اليتيم، وهذا قاطع لرحمه، وهذا مرتشي، وهذا ظالم لمن حوله، وذاك مسئ لجاره، وأخر منتهك للحرمات، وغيره تارك لفرائض الله. في هذا المشهد لا ينطق أحد.. ولن ينفعك أو يشفع فيك أحد، (يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا). حينها ينادي المنادي باسمك.. يا فلان ابن فلان استعد للوقوف بين يدي الله.. فلن ينفعنا في هذا اليوم إلا ستر الله سبحانه وتعالى ورحمته..
يقول الصحابي الجليل ابن عمر رضي الله عنهما: "يدني الله العبد منه يوم القيامة حتى يضع عليه كنفة - يعني سترة- ثم يقرره بذنوبه.. يقول: فلان ؟ أتذكر يوم كذا وكذا ؟.. أمّا من تاب وآمن.. أمّا من لقي الله بقلب منيب.. أمّا من لقي الله خائفاً خاشعاً.. فيقرره الله بذنوبه ، حتى إذا ظن العبد أنه هلك!