توفي، الاثنين، الكاتب والمعارض السوري، #ميشيل_كيلو، متأثراً بإصابته بفيروس #كورونا، وفقَ ما أفادت وسائل إعلام فرنسية. وقال عضو "الائتلاف السوري المعارض"، "محمد دندل"، لـ (الحل نت)، إن «"كيلو" كان قد أصيب منذ أسبوعين بفيروس كورونا، وتوفي بعد تدهور حالته الصحية، واستدعى وضعه في الأيام الماضية نقله إلى إحدى مستشفيات العاصمة باريس، حيث يقيم هناك منذ سنوات». ويعدّ "ميشيل كيلو" من أبرز السياسيين والمعارضين السوريين، وهو من مواليد مدينة اللاذقية عام 1940، وكان عضواً بارزاً في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، قبل أن يغادره عام 2016. لم يتفق السوريون على شخصية منخرطة في العمل السياسي المعارض منذ أكثر من 50 عاماً، مثلما اتفقوا على "ميشيل كيلو"، الذي درس الصِّحافة في مصر وألمانيا، وعمل عام 1966 في دائرة التَّرْجَمَةً بوزارة الثقافة في دمشق. وغادر "كيلو" البلاد خَشْيَة التنكيل به، بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية في مارس/آذار 2011، كما فعل أغلب المعارضين المعروفين، ليؤسس مع مجموعة من المعارضين في العاصمة المصرية القاهرة عام 2012 "المنبر الديمقراطي السوري". ثم أطلق كيلو، الذي انخرط في العمل السياسي المعارض منذ سبعينيات القرن الماضي، هيئة "سوريون مسيحيون من أجل العدالة والحرية"، بهدف «ردم الهوّة بين المسيحيين وبقية الشعب»، كما قال حينها.
المعارض السوري ميشيل كيلو غرام من التمور
"سيبقى مدلول هذه الثورة وسيبقى معناه التاريخي والشعبي والمجتمعي الوطني خالد الذكر في ذاكرة العرب وذاكرتنا وذاكرة الناس وربما في ذاكرة التاريخ"... ميشيل كيلو، في حديث سابق لنون بوست. رحل اليوم الإثنين، المعارض السوري البارز والعنيد ميشيل كيلو، متأثرًا إصابته بفيروس كورونا، في العاصمة الفرنسية باريس، رحل كيلو بعد نضال كبير لنظام الحكم الأسدي على مدار العقود الماضية، ويعد من الوجوه المعارضة البارزة في فترة ربيع دمشق، ومن الموقعين على وثيقة "إعلان دمشق"، ومن أبرز وجوه المعارضة خلال الثورة السورية كذلك. يقول ميشيل كيلو إن والده قال له مرةً: "كيف تستطيع أن تكون مجرد مسيحي فحسب في بيئة تاريخية أعطتك ثقافتك ولغتك وحضارتك وجزءا مهما من هويتك"، ولد ميشيل في مدينة اللاذقية الساحلية عام 1940 لأب واسع الثقافة. وتلقى كيلو تعليمه في مدارس مدينته وبعدها درس الصحافة في مصر وألمانيا، وعمل عام 1966 في دائرة الترجمة بوزارة الثقافة في دمشق. هاجم ميشيل كيلو"الجبهة الوطنية التقدمية" التي شكّلها الأسد من أحزاب تدور في فلك حزب البعث، وذلك في مداخلة له أمام "اتحاد الكتّاب العرب" عام 1979. عمل كيلو على ترجمة بعض الكتب إلى العربية منها "الإمبريالية وإعادة الإنتاج" و"كتاب الدار الكبيرة"، و"لغة السياسة" و"كذلك الوعي الاجتماعي".
المعارض السوري ميشيل كيلو بايت
كما انتهى كيلو من كتابه "من الأمة إلى الطائفة سوريا في حكم البعث والعسكر" روى فيه حكم البعث لسوريا خلال 50 عامًا وكيف حول الأسد الأب والابن سوريا إلى دولة تعيش في الفقر والاستبداد. يعتبر كيلو من الوجوه البارزة في فترة ربيع دمشق، ومن الموقعين على وثيقة "إعلان دمشق"، وتعرض للاعتقال عدة مرات بداية من السبعينيات حتى 2009، حيث أفرج عنه عقب اعتقال دام ثلاث سنوات، بعد إدانته من قبل المحكمة العسكرية بـ "نشر أخبار كاذبة، وإضعاف الشعور القومي، والتحريض على التفرقة الطائفية". بعد اعتقاله في فترة السبعينيات سافر كيلو إلى فرنسا ليقيم فيها حتى نهاية الثمانينيات، أما اعتقاله الثاني فكان في مايو/ أيار 2006 بتهمة "إضعاف الشعور القومي والنيل من هيبة الدولة وإثارة النعرات المذهبية"، بعد ذلك أحيل كيلو إلى المحكمة العسكرية. وأصدرت المحكمة عليه حكمًا بالسجن لمدة 3 أعوام، حيث جرى الإفراج عنه كيلو في مايو/ أيار 2009. أعلن كيلو تأييده المطلق للثورة السورية منذ بداياتها، ومع ازدياد المضايقات الأمنية عليه غادر كيلو إلى العاصمة المصرية القاهرة، ليؤسس فيها "المنبر الديمقراطي السوري". ثم أطلق كيلو هيئة "سوريون مسيحيون من أجل العدالة والحرية"، بهدف "ردم الهوّة بين المسيحيين وبقية الشعب".
وأشار كيلو إلى أن ما وصفه بـ "الغزل الروسي ـ الأمريكي" ومحاولة البحث عن مخارج للأزمة السورية، والحديث عن امكانية الموافقة على دور للرئيس بشار الأسد لن يكون له أي نصيب من الحقيقة. وقال: "الشعب السوري لن يقبل بأي دور لبشار الأسد الذي قتله وشرده ودمره تحت أي ظرف، ولو تمت إبادته بالكامل. ومن الواضح أن دعوة إيران وهي منحازة بالكامل لصالح النظام ومصر أيضا إلى المفاوضات المقبلة هي محاولة لتقوية الجناح المطالب بدور للأسد، وهذه أطروحة لا مستقبل لها على الإطلاق في سورية". وحول زيارة وزير الخارجية العماني إلى دمشق ولقائه بالرئيس بشار الأسد، قال كيلو: "هذه زيارة مسيئة للشعب السوري وللمجتمع الدولي بشكل عام، وهي معيبة وغير مقبولة، لكن عمان مشهورة بعلاقاتها مع إيران ومع إسرائيل، وتحاول أن تمسك العصى من الوسط". وأضاف "عمان لا تحمل رسالة من إيران لسوريا، لأن إيران موجودة في سورية بجيوشها، ولذلك ليس لها من هدف إلا أن إما أنها تحمل رسالة من إسرائيل أو من أحد أطراف المعارضة السورية، وهذا مستبعد، لأن رفض الأسد في أي مرحلة مقبلة قاسم مشترك بين السوريين جميعا"، على حد تعبيره. وتستضيف العاصمة الفرنسية باريس اليوم الثلاثاء (27|10) اجتماعا حول سوريا، في مسعى جديد للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة، قبيل لقاء موسع يضم روسيا في نهاية الأسبوع.