عليه السلام فجاءت طفولته غريبة عن دنيا الأطفال.. كان معظم الأطفال يمارسون
اللهو، أما هو فكان جادا طوال الوقت.. كان بعض الأطفال يتسلى بتعذيب
الحيوانات، وكان يحيي يطعم الحيوانات والطيور من طعامه رحمة بها، وحنانا
عليها، ويبقى هو بغير طعام.. أو يأكل من أوراق الشجر أو ثمارها. وكلما كبر
يحيي في السن زاد النور في وجهه وامتلأ قلبه بالحكمة وحب الله والمعرفة
والسلام. وكان يحيي يحب القراءة، وكان يقرأ في العلم من طفولته.. فلما صار
صبيا نادته رحمة ربه:
خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا
صدر الأمر
ليحيي وهو صبي أن يأخذ الكتاب بقوة، بمعنى أن يدرس الكتاب بإحكام، كتاب
الشريعة.. رزقه الله الإقبال على معرفة الشريعة والقضاء بين الناس وهو صبي..
كان أعلم الناس وأشدهم حكمة في زمانه درس الشريعة دراسة كاملة، ولهذا السبب
آتاه الله الحكم وهو صبي.. كان يحكم بين الناس، ويبين لهم أسرار الدين،
ويعرفهم طريق الصواب ويحذرهم من طريق الخطأ. من صفات يحيى عليه السلام. وكبر يحيي
فزاد علمه، وزادت رحمته، وزاد حنانه بوالديه، والناس، والمخلوقات، والطيور،
والأشجار.. حتى عم حنانه الدنيا وملأها بالرحمة.. كان يدعو الناس إلى التوبة
من الذنوب، وكان يدعو الله لهم.. ولم يكن هناك إنسان يكره يحيي أو يتمنى له
الضرر.
- صفات يحيى عليه السلام – المحيط
صفات يحيى عليه السلام – المحيط
مولده مُعجزة
يعتبر مولد رسول الله عيسى عليه السلام مولداً مُعجزاً لم يعهد التاريخ الإنساني له نظيراً قط، فقد ولد عليه السلام دون حدوث التزاوج الطبيعي بين الذكر والأنثى، حيث أرسل الله تعالى إلى مريم عليها السلام روحه؛ أي جبريل فنفخ فيها، فحملت بهذا الرسول العظيم، ثمّ ولدته، فقصة ميلاده عظيمة بما تحتويه من تفاصيل صغيرة من القصص الخالدة في التاريخ الإنساني. تكلَّمه في المهد
ممّا ميَّز الله تعالى به عيسى عليه السلام عن غيره من سائر الأنبياء، والناس عامّة، أن جعله يتكلَّم وهو لا يزال في المهد، وقد جاء كلامه في سياق الدفاع عن والدته البتول حينما استنكر عليها قومها إقبالها عليهم وهي تحمل بين يديها ابناً لها، على الرّغم من أنّها لم تتزوج، وقد خلَّد القرآن الكريم ردَّه الذي نطق به، وهو ردٌّ موجز، بليغ يدلُّ على سموِّه، ورفعة مكانته عليه السلام. ايجازه في الكلام
اشتهرت أقوال رسول الله عيسى عليه السلام بين الناس، وقد عُرف كلامه بالإيجاز، والبلاغة، وعمق المعنى، كما أنّ كلامه عليه السلام يدلُّ على ذكاء حاد، وخبرة في النفس الإنسانيّة، وروح سامية لا يمكن الاقتراب منها، أو الوصول إليها، وهذا كلُّه من أنعم الله تعالى التي ينعمها على الصالحين من عباده.
بتصرّف. ↑ المغامسي، تأملات قرآنية ، صفحة 21. بتصرّف. ↑ سبط ابن الجوزي، كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ، صفحة 299-300. بتصرّف. ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي ، صفحة 62. بتصرّف. ↑ محمد سليمان، كتاب رحمة للعالمين ، صفحة 540-541. بتصرّف. ↑ احمد غلوش، دعوة الرسل ، صفحة 465. بتصرّف.