!, وحتى هؤلاء العشرة آلاف, أُهمل تدريبهم, وقُطعت رواتبهم, ووصل بهم سوء الحال, الى أن أخذوا بالاستجداء في شوارع بغداد, وعند أبواب مساجدها!!. ولأن (المصائب لا تأتي فُرادى), فقد كان الخليفة المستعصم, منصرفاً للّهوِ والطرب والتمتع بالجواري الحسناوات, بينما البلاد تعيش أشد الظروف العصيبة وأخطرها.
الفوضويون والفوضويات - عثمان بن حمد أباالخيل. وقد روى بعض المؤرخين, موقفاً مخزياً له, إبّان هجوم المغول على العراق؛ فقد طلب من (بدر الدين لؤلؤ)؛أمير الموصل, جماعة من (ذوي الطرب)، وفي تلك الأثناء, وصل مبعوث هولاكو إليه, يطلب منه منجنيقات وآلات الحصار، فقال بدر الدين: (انظُرُوا إِلِى المِطلُوبَينِ وَابْكُوا عَلَى الإِسلَامَ وَأَهلِهِ). وكما قال الشاعر إبن التعاويذي: إذا كان رَبُّ البيتِ بالدفِّ ضارباً *** فشيمةُ أهلِ البيت كلِّهِمُ الرَّقصُ. بدأ عليّة القوم في البلاد الإسلامية, بتقليد (الملأ), وفق قاعدة ؛(الناس على دين ملوكهم), فصار الترف والمجون والانحلال, دينهم وديدنهم, وانغمسوا في الشهوات الحرام؛ كالخمر والنساء والغلمان, لدرجة لا يصدّقها العقل, ووصل الحال بأحد قادة جيش خليفة المسلمين, وهو يتحدث عن غلام له, وقد بلغ به الوله والهيام, مبلغه, أن يقول:(ضياع هذا الغُلام مني, أشد عليَّ من أخذ بغداد من يدي، بل أرض العراق)!!!.