٧ < ﴿ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَالِيَ لاَ أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَآئِبِينَ * لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لاّذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّى بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴾ > ٧! < < النمل:( ٢٠ - ٢١) وتفقد الطير فقال..... > > ﴿ أَمْ ﴾ هي المنقطعة:نظر إلى مكان الهدهد فلم يبصره، فقال: ﴿ مَالِيَ لاَ أَرَى ﴾ على معنى أنه لا يراه وهو حاضر لساتر ستره أو غير ذلك، ثم لاح له أنه غائب فأضرب عن ذلك وأخذ يقول:أهو غائب ؟ كأنه يسأل عن صحة ما لاح له. ونحوه قولهم:إنها لإبل أم شاء، وذكر من قصة الهدهد أنّ سليمان حين تم له بناء بيت المقدس تجهز للحج بحشرة، فوافى الحرم وأقام به ما شاء، وكان يقرّب كل يوم طول مقامه بخمسة آلاف ناقة وخمسة آلاف بقرة وعشرين ألف شاة، ثم عزم على السير إلى اليمن فخرج من مكة صباحاً يؤم سهيلاً ؛ فوافى صنعاء وقت الزوال ؛ وذلك مسيرة شهر، فرأى أرضاً حسناء
__________
الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل - الجزء: 3 صفحة: 362
( وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون). قوله تعالى: ( وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون). اعلم أن سليمان عليه السلام لما تفقد الطير أوهم ذلك أنه إنما تفقده لأمر يختص به ذلك الطير ، واختلفوا فيما لأجله تفقده على وجوه:
أحدها: قول وهب أنه أخل بالنوبة التي كان ينوبها فلذلك تفقده. [ ص: 163] وثانيها: أنه تفقده لأن مقاييس الماء كانت إليه ، وكان يعرف الفصل بين قريبه وبعيده ، فلحاجة سليمان إلى ذلك طلبه وتفقده. وثالثها: أنه كان يظله من الشمس ، فلما فقد ذلك تفقده.
الطيور في الشعر العربي (1) ...بقلم الباحثة / ريم محمود معروف - صوت الخليج
{وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد... } تلاوة جميلة من قارئ الشيخ فارس عباد ❤️ - YouTube
قال سليمان عليه السلام: سوف ننظر فيما تقول ونتأكد إن كنت من الصادقين أم الكاذبين. ثم كتب سليمان عليه السلام رسالة ليسلّمها إلى ملكة (سبأ) يدعوها إلى الإيمان بالله تعالى، وطلب من الهدهد أن يلقي الرسالة في القصر دون أن يُشْعِرَ به أحداً، ثم ينتظر ليرى ماذا تفعل هي وقومها..
عندما رأت الملكة بلقيس الرسالة ونظرت فيها، جمعت حاشيتها وأطلعتهم عليها ثم طلبت منهم أن يشيروا عليها ويرشدوها ماذا تفعل؟
وأخيراً: قررت بلقيس أن ترسل إلى سليمان بهدية ثمينة لترى ماذا يفعل سليمان؟
وعندما جاء المرسلون بالهدية ردَّ عليهم سليمان الهدية ودعاهم إلى الإسلام ، وإلا.. فما كان من السيدة بلقيس إلا أن تذعن لسليمان وتُسْلِمَ وتقول:
(ربِّ إنّي ظلمتُ نفسي، وأسلمت مع سليمانَ لله رب العالمين). 📒 قصة الهدهد