كما قال تعالى: { وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} الآية،
وسمي الأخ المؤمن نفسًا لأخيه، لأن المؤمنين ينبغي أن يكون هكذا حالهم كالجسد الواحد، ولأنه إذا همز غيره، أوجب للغير أن يهمزه، فيكون هو المتسبب لذلك. { وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ} أي: لا يعير أحدكم أخاه، ويلقبه بلقب ذم يكره أن يطلق عليه وهذا هو التنابز، وأما الألقاب غير المذمومة، فلا تدخل في هذا. { بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ} أي: بئسما تبدلتم عن الإيمان والعمل بشرائعه، وما تقتضيه، بالإعراض عن أوامره ونواهيه، باسم الفسوق والعصيان، الذي هو التنابز بالألقاب. { وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} فهذا [هو] الواجب على العبد، أن يتوب إلى الله تعالى، ويخرج من حق أخيه المسلم، باستحلاله، والاستغفار، والمدح له مقابلة [على] ذمه. { وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}
فالناس قسمان: ظالم لنفسه غير تائب، وتائب مفلح، ولا ثم قسم ثالث غيرهما. تفسير قوله تعالي: «وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ». 17-09-2011, 20:10 PM
المشاركة رقم: 2 ( permalink)
صمت الفؤاد
May 2011
8940
718 [ +]
48
38
كاتب الموضوع:
رد: { وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}
تسلمي يا غالــــية على الموضوع الرووووووووعة
تـــسلم الأيـــــادي....
توقيع: صمت الفؤاد
تنبيه: JoJo.. in.. my.. heart
18-09-2011, 01:41 AM
المشاركة رقم: 3 ( permalink)
تذكار
سكر ذهبي
11221
3, 593 [ +]
0.
تفسير قوله تعالي: «وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ»
اللهم أكرمنا بتقواك، ووفقنا لهداك، واهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت؛ واصرف عنا سيئها؛ لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.
ما تفسير قولة تعالى ومن لم يتب فأولئك هم الظلمون - الداعم الناجح
لا؛ لأنه فرح بحياة بعد الإشراف على الموت, فلا فرح أشد من ذلك.
خطبة تفسير سورة الحجرات (2)
من أعظم نعم الله على عباده أنْ فتح لهم باب التوبة والإنابة ، وجعل لهم فيه ملاذاً آمناً ، وملجأً حصيناً ، يلجأ إليه المذنب ، معترفاً بذنبه ، مؤملاً العفو والرحمة في ربه ، نادماً على فعله ، ليجد في قربه من ربّه ما يزيل عنه وحشة الذَّنب ، وينير له ظلام القلب ، وتتحول حياته من شقاء المعصية وضيقها وشؤمها ، إلى نور الطاعة وسعادتها وبركتها. فقد دعا الله عباده إلى التوبة مهما عظمت ذنوبهم ؛ وجلَّت سيئاتهم ، بل وأمرهم بها ؛ ورغبهم فيها مراراً ، ووعدهم بقبول توبتهم ، وتبديل سيئاتهم حسنات ؛ رحمة منه ولطفاً بالعباد. ما تفسير قولة تعالى ومن لم يتب فأولئك هم الظلمون - الداعم الناجح. ومنزلة التوبة – كما قال العلماء – هي أول المنازل وأوسطها وآخرها ، لا يفارقها العبد ولا ينفك عنها حتى الممات ، وإن ارتحل إلى منزل آخر ارتحل بها ؛ واسْتصحبها معه ، فهي بداية العبد ونهايته ، ولذا خاطب الله بها أهل الإيمان الراسخ ؛ وخيار خلقه وأفاضلهم ، وأمرهم أن يتوبوا إليه سبحانه ؛ مع إيمانهم وصبرهم وجهادهم ، وعلق الفلاح بها، فقال سبحانه: ( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) النور:31. وقسَّم العباد إلى تائب وظالم ، قال سبحانه: ( ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون) الحجرات: 11. وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إنَّ الله يبسط يده بالليل ؛ ليتوب مسيء النهار ؛ ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ؛ حتى تطلع الشمس مِنْ مغربها ".
ثم نهى الله عن صفة أخرى ذميمة وهي صفةُ التجسسِ والتتبعِ والتفتيشِ عن عورات المسلمين، إذ الواجبُ أن يعاملَ الناسُ بظواهرهم؛ وتُتْركَ سرائرُهم إلى الله الذي يعلم السرَّ وأخفى؛ وهو الذي سيحاسبُ الجميع. ثم نهى الله عن فعلٍ قبيحٍ ربما يتساهل فيه الناس؛ ويظنونه هيِّنا وهو عند الله عظيم، إنها الغيبة وهي: ذكرك أخاك بما يكره مما هو فيه؛ (قيل: يا رسول الله، إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته؛ وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتّه)، ثم ذكر الله مثلاً منفِّرًا عن الغيبة؛ فشبَّه المغتابَ بمن يأكلُ لحمَ أخيه المسلمِ ميّتا؛ فكذلك فلتكرهوا أكل لحمه حيًا بهذه الغيبة. وختم الله هذه الآيةَ بالدعوة إلى تقواه والتوبة إليه؛ فهو التواب؛ الذي يأذن بتوبة عبده فيوفقَه لها، ثم يمنُّ عليه بقبول توبته، وهو الرحيم بعباده؛ حيث دعاهم إلى ما ينفعُهم؛ وهو يقبلُ منهم توبتَهم.