عرض سورة البقرة لتاريخ إبراهيم عليه السلام
وترى السورة في أثناء عرضها لتاريخ إبراهيم - عليه السلام - وإمامته للناس: لا ينسى أن يحكي كلماته التي دعا بها ربه أن يجعل من ذريته إمامًا للناس كما جعله هو. ثم تراه حين يروي قيام إبراهيم وابنه إسماعيل ببناء البيت المعظم الذي جعله الله حرمًا آمنًا ومثابة للناس وقبلة لصلاتهم، لا ينسى أن يحكي تضرعهما إلى الله أن يجعل من ذريتهما أمة مسلمة وأن يبعث فيهم رسولًا منهم يعلمهم ويزكيهم. ممهدًا بهذا وذاك لتقرير تلك الصلة التاريخية المتينة التي تربط هذا النبي وأمته، بذينك النبيين الجليلين؛ لا صلة النبوة النسبية فحسب، بل صلة المبدأ ورابطة الوحدة الدينية أيضًا، فهم من ذريتهما، ووجودهم تحقيق لقبول دعوتهم، وملتهم ملتهما؛ وقبلتهم قبلتهما، ومثابتهم في حجهم مثابتهما. موضوعات سورة البقرة (1). ومقررًا في الوقت نفسه انقطاع مثل هذه النسبة المشرفة عن اليهود الذين ينتسبون بالبنوة لإبراهيم ويعقوب، وهم عن ملتهما منحرفون ولوصيتهما مخالفون. فماذا يغني النسب عن الأدب؟ ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه.
موضوعات سورة البقرة (1)
والله أعلم. الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة لا تستطيع الرد على المواضيع لا تستطيع إرفاق ملفات لا تستطيع تعديل مشاركاتك قوانين المنتدى
15- وجوب الإيمان بالله، وبما أُنزِل على رسولنا صلى الله عليه وسلم وما أُنزِل على إبراهيم وعلى جميع الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وعدم التفريق بينهم، وبيان أن أهل الكتاب إنْ آمَنوا بمثل ما آمَنَ به المؤمنون من هذه الأمَّة فقد اهتدَوا، وإن تَوَلَّوْا فإنما هم في شقاق، ووعده عز وجل نبيَّه صلى الله عليه وسلم بكفايته إياهم، ثم ختم هذا بقوله: ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴾ [البقرة: 138]. 16- توبيخ أهل الكتاب في محاجتهم للرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين في الله، وفي قولهم: إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودًا أو نصارى، والردُّ عليهم، وبيان أنه لا أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله، وتهديدهم باطِّلاع الله عليهم، ثم ختم هذا بقوله: ﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 141]، وفي هذا تأكيد لما سبق من الإشارة إلى أنه لا ينفعهم كونُهم من نسل الأنبياء والصالحين ما لم يعملوا بعلمهم. المصدر: « عون الرحمن في تفسير القرآن »