ولفت مفتي الجمهورية إلى أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قد أخذ برأي زوجته السيدة أم سلمة رضي الله عنها في أمر من أشقِّ الأمور؛ اعترافًا بصواب رأيها وحكمتها، وفي هذا دليل على ضرورة تقدير دَور المرأة في الحياة الأسرية. وأثنى فضيلتُه وبشدَّة على صُلح الحديبية قائلًا: "صُلح الحديبية في غاية البراعة؛ لأنه أرسى مبدأً أصيلًا هو أنَّ لوليِّ الأمر أو الدولة أن تتصرَّف بما تُمليه المصلحة، وقد تكون المصلحةُ غائبةً عن البعض؛ إذ ليس عندهم المعلومات الكافية، وهو ما أُتيح للنبيِّ صلى الله عليه وسلم عن طريق الوحي، فعَلِم ما ستئول إليه الأمور في المستقبل. من قال هلك الناس فهو أهلكهم صحة الحديث. والناظر لحال الصحابة عند خروجهم لهذا الصلح يرى أنهم لم يكونوا مجيَّشين أو مسلحين، بل ذهبوا لأداء العمرة، وبرغم أنهم عاهدوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم عندما بايعوه تحت الشجرة على بذل النفس في الدفاع عن الدين، فإنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم ينتقم، بل كان أول المتشوفين إلى تجنُّب إراقة الدماء وعصمتها وهو ما حدث. وأشار المفتي إلى أنَّ المصلحة الشرعية تقتضي في كثير من الأمور اتِّخاذ السياسة الناجحة التي تؤدي إلى عصمة الدماء، وهو ما حدث في تجاوز النبيِّ صلى الله عليه وسلم عن بعض الأمور من أجل المصلحة الشرعية، كشطب ألفاظ في وثيقة الصلح مثل: "باسمك اللهم" أو "رسول الله"، وهو الحق الذى لا حقَّ بعده، ولكن أراد أن يعطي القدوة للمسلمين من التعامل المرن مع الأحداث، برغم تعجُّب بعض المسلمين في بداية الأمر كقول سيدنا عمر: يَا رَسُولَ اللَّهِ!
قوله ﷺ من قال هلك الناس فهو أهلكهم | الشيخ صالح الفوزان - Youtube
انتهى. وفي هذا المعنى قال أبو الدرداء رضي الله عنه: لن يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس كلهم في ذات الله ، ثم يعود إلى نفسه فيكون لها أشد مقتاً. فـ
يا أمتي لستِ عقيمة = ما زلت قادرة على الإنجابِ
هلك الناس
(شرح النووي على صحيح مسلم، الحديث في كتاب البر والصلة والآداب، باب النهي عن قول هلك الناس، ص 135، الحاشية 1)
فالمعترض ليس له تعريف الآن إلا أَنَّهُ: معارضٌ للجماعة الإسلامية الأحمدية! من قال هلك الناس فهو أهلكهم. ولا تصنيف له ولا تعريف آخر على الإطلاق. فالمعترض مثلاً يقبل أن تكون الأحاديث الشريفة كلها كذب، وأن المسيح لا يهمّ إذا كان حياً في السماء أو ميتاً مدفوناً في الأرض، أو أن نزول المسيح ليس مُهِمّاً أن يحدث أو لم يحدث، وهو يقبل بكل الاّراء المتناقضة، فقط في سبيل الاصطفاف مع خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية! الواقع أن المعترض بعد أن انتشله الْمَسِيحُ الموعودُ عَلَيهِ السَلام عبر جماعته الإسلامية الأحمدية انتشله من مستنقع التكفير (لأن المعترض قبل الأحمدية كان من جماعة التكفير المتشددة) عرفَ المعترض لأول مَرَّةً بفضل الله تعالى ومسيحه الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام معنى الرأي والرأي الآخر والتسامح الديني والعزوف عن تكفير الآخرين ومنعهم من حرية المُعتقد، وإلا فهو مجرد داعشي حاقد على المجتمع. وما نقوله الآن هو في الحقيقة موثق في تسجيل محفوظ يعترف فيه المعترض بأن الجماعة الإسلامية الأحمدية هي التي انتشلته من براثن جماعة التكفير!
من قال هلك الناس فقد هلك - إسألنا
تتبعها الرادفة. قلوب يومئذ واجفة) [ النازعات: 6 - 8] ، فتكون الأرض ، كالسفينة الموبقة في البحر ، تضربها الأمواج تكفؤها بأهلها ، وكالقنديل المعلق بالعرش ترجحه الأرواح. فيمتد الناس على ظهرها ، فتذهل المراضع ، وتضع الحوامل.
فناج مسلم ، ومخدوش مسلم ، ومكور في النار على وجهه ". والأحاديث في أهوال يوم القيامة والآثار كثيرة جدا ، لها موضع آخر ، ولهذا قال تعالى: ( إن زلزلة الساعة شيء عظيم) أي: أمر كبير ، وخطب جليل ، وطارق مفظع ، وحادث هائل ، وكائن عجيب. والزلزال: هو ما يحصل للنفوس من الفزع ، والرعب كما قال تعالى: ( هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا) [ الأحزاب: 11].