السنة هي سنة الله التي لا تبديل لها ولا تحويل - والحب لله وحده ، والإتباع للرسول.. :
مجرد غيض من فيض
لقد أتاحت لنا نعمة الأسباب الإلكترونية السائدة أن نتمتع بمشاهدة عشرات الندوات والمقابلات وحتى النقاشات الحادة ( بما فيها تلك الموصوفة بالبيزنطية)، المتعلقة بالدين الإسلامي، ذلك الدين المفروض أن يكون قيما ، ولا شك أنه كذلك، كما أراده الله لنا، لولا ما أردناه نحن، وما طرأ عليه من "رهبانية".
غيض من في الموقع
هذه الذكرى هي الزوادة التي بها نعيش ، بها نشعل الزيت في المشكاة التي ستضيء لنا درب الطريق إلى الأمام، تغذ فينا الخطى وتبعث فينا العزائم والهمم والإرادة والتصميم؛ لنكابرالصعاب ونتحدى ما ظنناه مستحيلا فنجدد الثقة بأن لا مستحيل بين الكاف والنون. يا ترى! كيف يعيش من لا ذاكرة له ، من ليس له تاريخ ، من فقد الذاكرة لمرض أو حادث أو عرض ما ، سيعيش رغما عن أنف الصعاب ، يتولاه الله ويصنع ذاكرة تتسع مع الزمن ومرور الأيام ويبدأ من جديد وتكون انطلاقته يضرب بيد من حب وأمل وقلب نابض بالرضا وويصنع بصمة له حيث يوجد، ويقوى ويحفر له عنوانا يكون تأريخا وتسجيلا ونقطة انطلاق وارتكاز تدفعه للمضيّ قدما فيقف على أرض صلبة بقدم ثابتة، مستعد لأي طارئ مباغت، لا يحتاج سندًا؛ إذ هو السند لنفسه ولسواه، وسنده نابع من إيمانه وثقته بعزيمته التي لا تلين. لكن، تبا لتلك الأفكار التي تضج في عقلي وتسبب لي الأرق ، خلتها باتت نسيا منسيا مركونة في زاوية الذاكرة هناك، وإذا بها كل ليلة تجدد عهد الحب بيننا لتعلن حضورها وتجليها مجددا، وددت لو تعود الساعة عقاربها إلى الوراء لأمحوها إلى غير رجعة. لو كان هذا الخيار متاحا لاحترنا في عدد الأشخاص قبل الأحداث الذين كنا سنقدم على إلغائهم من حضورنا وحياتنا.
إذ إن الطبيعة والعناصر المتواجدة فيها هي للاستخدام الحر لكل شخص صديق معروف من أجل استخدامها في أغراضه الخاصة وليس أكثر، والنتائج المنطقية هي في تقلص هذه الرخصة ليقتصر امتيازها على رجال الصحراء، وقسوتهم وصلابتهم بالنسبة للغرباء غير المزودين بالتعريف أو الضمان، حيث الأمن المشترك يكمن في المسؤولية المشتركة للأقارب"
يقول عنهم ( ويثسغنر) المستشرق الإنجليزي: " لقد حصلت على حرية ما كنت لأحصل عليها في المدن. وعشت فيها حياة لا تعرف القيود. إن ما ليس ضرورياً يمكن الاستغناء عنه. عرفت معنى الصحبة وواجبات الزمالة.. ذقت طعم الهدوء والطمأنينة والمتعة الحقيقية التي تنبع من القناعة والزهد"
فلا يمكن بأي حال من الأحوال وجود الخيانة أو النكوص على العهد، أو التفريط في أي مستجير أو وافد على هؤلاء الرجال. فيقول لورنس العرب:
"وعند مرافقتي، فقد أمكننا أن نثق به. فإن الإخلاص والأمانة في مرافق الطريق هو شيء عزيز ومحبوب جداً بالنسية لأبناء القبائل والعشائر العربية". فالدليل المرافق قد يخاطر بحياته إذا ما فرّط بالذي يرافقه ويعرض سمعته للخطر أمام أبناء قومه. فلو سولت نفس-الذي ينتمي إليه- الذي كان وعد ليرشد ذلك الرجل (لورانس) إلى المدينة، أن ينكث بوعده ويقتله في الطريق.. ولو كان مسيحيا، فإنه عندئذ سينبذ بمنأى عن أبناء قومه ومن الرأي العام كذلك، بالرغم من أن الدافع الديني إلى جانبه، سيعيش حياة تعسة، منفياً وحيداً بين الجبال، ولن يصادقه أحد، ولن يسمح له بالزواج من أية ابنة في القبيلة..
كانوا بدوا وأنا أوروبي وكانوا مسلمين وكنت مسيحيا.