في معرض ردي لتبين ما يمكن اجماله ضمن عورة الإنسان من بدنه ذكرت اعضاءه التناسلية، وسجلت الدكتورة لطيفة الحياة رغبتها في نقاش المفهوم من داخل القرآن، أود إذن دراسة مفهوم العورة من داخل نص القرآن للوقوف على حقيقة المفهوم كاملاً واستجلائه لنؤسس المفهوم من داخل بنية النص القرآني، هل العورة هي ما درج على وصفه الأصوليون للرجل والأمة من النساء المنطقة التي يجب سترها من السرة للركبة وللمرأة كل بدنها عدا الوجه والكفين؟ وهل هي حصراً الأعضاء التناسلية؟ أم هي مفهوم تندرج ضمنه أعضاء الإنسان التناسلية؟ هل هو بدني أم معنوي؟ هل عورة الإنسان تقاس بالأعضاء أم عورته مفهوم ما؟
لنبحث داخل القرآن ونتعرف على الإجابة. - أحكام النّظر (1): تعريف العورة وتحريم إظهارها. العورات في القرآن ثلاث: عورة مكان وعورة زمان وعورات النساء. العورة ابتداء بتتبع الكلمة في القرآن هي الشيء الذي تجب حمايته لأن عدم حمايته تستتبع وقوع الضرر، فكل ما لا يحق لكل الناس هو عورة لإنسان. والعورة بعامة تشمل ما يسوء الإنسان انكشافه او نيله سواء كان من بدنه أو من أسرار حياته الخاصة أو علاقته بزوجه او من ماله وما يملك. وردت العورة في القرآن الكريم في مواضع ثلاث، فحددت ثلاث عورات هي عورة مكان وعورة زمان وعورات النساء.
- أحكام النّظر (1): تعريف العورة وتحريم إظهارها
أما التعريف السائد للعورة بأنها للرجل من سرته إلى ركبته وللمرأة كل بدنها عدا الوجه والكفين فخاطئ جملته وتفصيله ومناقض تماماً لنص القرآن نفسه، وسنأتي إلى بيان ذلك.
ما هي العورة
هنا الذين تعود على كل من سبق وهو الصواب عقلاً ولغة ، ذلك أن (أو) هنا حرف عطف ؛ وذلك أيضاً أنه يقول الذين لم يظهروا فالكلام جمع ولو كان الحديث على الطفل لقال الذي لم يظهر. لكن المشكلة الكبرى التي لا يستطيع المفسر مواجهتها عندما يجعل العورة هنا بدن او عضو هي تماماً مشكلة الظهور ولهذا لجأ حتى ينسجم قوله إلى جعل الذين لم يظهروا على عورات النساء الطفل حصراً لأنه كيف سيتعامل إذن مع كون الزوج لم يظهر على عورة النساء؟!!!!!
فلا الظهور هنا بمعنى الرؤيا وإلا لما كان الرجل يرى عورة زوجته إن كانت العورة بدنية ، ولا الظهور هنا بمعنى عدم التميز لأنه لا يجوز القصر هنا على الطفل وإلا لقال الذي لا يظهر فالطفل مفرد.