إن فضل المساهمة في تعليم القرآن هو فضل كبير وعظيم فهو كلام الله وخير ما تكلم به الإنسان وما تحرك به اللسان ، وللقرآن فضائل كثيرة وعظيمة ؛ فهناك أجر عظيم عند قراءته وتلاوته فقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها) ، وهذا كله أجر تلاوته فماذا لو هناك من تعلمه أو ساهم فى تعليمه ، فهناك وجوه كثيرة للمساهمة في تعليم القرآن الكريم سواء المساهمة بالمال أو المجهود أو الوقت أو العلم الذى تعلمه من القرآن أيا كان درجة التعلم ولو بآية من كتاب الله فلا تستهين بفضل المساهمة فى تعليم القرآن بأى شكل من الأشكال وإلى أى درجة. المساهمة في تعليم القرآن فضل المساهمة في تعليم القرآن فضل تعليم القرآن للناس بشكل عام هناك فضل عظيم من خلال تعليم الناس كتاب ربهم فهو أعظم وأجل ما يتعلمه الناس فهو كلام الله وفضله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه ، في تعليم القرآن للناس أجر عظيم فقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) ، وفضل معلم القرآن كبير وعظيم لعظم ما يحمله من علم وكبر المسؤولية التي على عاتقه ؛ فأمة الإسلام هى خير أمة أخرجت للناس ومعلم القرآن من خيار هذه الأمة فهو في منزلة الأفضل من الأفضلية.
فضل تعلم القرآن وتعليمه
وقد كان هذا منهج الصحابة في تعلم القرآن أنهم جمعوا بين العلم والعمل به، وكانوا لا يتجاوزون الآيات الخمس حتى يعلموا ما فيها من أحكام فيعملوا بها، وهكذا كان التابعون من بعدهم لأن ذلك يحقق المقصد الأعظم من إنزال القرآن وهو التلاوة والتدبر والعمل؛ ولذلك ظهر أثر القرآن في حياتهم وحقق الله لهم حياة طيبة وعزاً وتمكيناً. والمسلمون مطالبون في تعلمهم للقرآن أن يسيروا على هذا النهج المستنير في تعلم القرآن لا أن يكون تعلمه أجوفاً لا عمل معه ولا اتباع له. كذلك تعليم القرآن له فضل عظيم وأجر كبير ودلالة إلى أفضل عمل يحبه ويرضاه، فكما أن تعلمه عبادة وقربى إلى الله فكذلك تعليمه للآخرين عبادة وتقرب إلى الله لأنه داخل في التعاون على البر والتقوى، وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم وحث على تعلم القرآن وتعليمه، كما ثبت في صحيح البخاري من حديث عثمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه))، فمن تعلم القرآن وعمل به فقد نال خيراً عظيماً وأما مَن تعلم القرآن وعلّمه فقد تحصل على خير أكثر وأعظم ممن اكتفى بتعلمه فقط، فالخيرية هنا جاءت من النبي صلى الله عليه وسلم لمن جمع العلم والتعليم. ويحتمل أن يراد بالخيرية في الحديث من جهة حصول التعليم بعد العلم، والذي يُعلم غيره يحصل له النفع المتعدى بخلاف من يعمل فقط، بل من أشرف العمل تعليم الغير، فمن يُعلم غيره يستلزم أن يكون تعلمه، وتعليمه لغيره عمل وتحصيل نفع متعد، ولا شك أن الجامع بين تعلم القرآن وتعليمه مكمل لنفسه ولغيره جامع بين النفع القاصر والنفع المتعدي، ولهذا كان أفضل، وهو من جملة من عنى - سبحانه وتعالى - بقوله: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33].
فضل تعلم القرآن وتعلمه
عن أبي عبد
الله عليه السلام قال: ينبغي
للمؤمن أن لا يموت حتى يتعلم
القرآن، أو
أن يكون في تعليمه. عن الوليد بن مسلم، عن عبد الله
بن لهيعة، عن
المسرج، عن
عقبة بن عمار قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: لا
يعذب الله قلبا وعى القرآن. عن النعمان بن سعد
بن علي عليه السلام، أن النبي صلى
الله عليه وآله وسلم قال: خياركم
من تعلم القرآن وعلمه. وفي (نهج البلاغة)
عن أمير المؤمنين عليه السلام،
أنه قال في خطبة له: وتعلموا
القرآن فإنه ربيع القلوب،
واستشفوا بنوره، فإنه شفاء
الصدور، وأحسنوا تلاوته فإنه
أنفع (أحسن) القصص، فإن العالم
العامل بغير علمه كالجاهل
الحائر الذي لا يستفيق من جهله،
بل الحجة عليه أعظم، والحسرة له
ألزم، وهو عند الله ألوم. وعن معاذ قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم يقول: ما من رجل
علم ولده القرآن إلا توج الله
أبويه يوم القيامة بتاج الملك،
وكسيا حلتين لم ير الناس مثلهما. قال رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم: إذا
قال المعلم للصبي: قل بسم الله
الرحمن الرحيم، فقال الصبي: بسم
الله الرحمن الرحيم، كتب الله
براءة للصبي وبراءة لابويه
وبراءة للمعلم. عن الفضيل بن يسار،
عن أبي عبد الله عليه السلام،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: تعلموا القرآن،
فإنه يأتي يوم القيامة صاحبه في
صورة شاب جميل، شاحب اللون،
فيقول له: أنا القرآن الذي أسهرت
ليلك، وأظمأت هواجرك، وأجففت
ريقك، وأسبلت دمعتك (إلى
أن قال) فأبشر، فيؤتى
بتاج فيوضع على رأسه، ويعطى
الأمان بيمينه الخلد بيساره،
ويكسى حلتين ثم يقال له: إقرأ
وارقأ، فكلما قرأ آية صعد درجة،
ويكسا أبواه حلتين إن كانا
مؤمنين، ثم يقال لهما هذا لما
علمتماه القرآن.
فضل تعلم القرآن
فيتقرر من الحديثين السابقين أن لمعلم الصغار القرآنَ من الأجر مثل أجورهم مدةَ قراءتهم للقرآن، وكذلك له أجر قراءة من تعلم ممن علَّمهم إلى ما شاء الله، ولذلك فإن نبينا -صلى الله عليه وسلم- يصل إليه ثواب كل عمل صالح تعمله أمته إلى قيام الساعة، وذلك لأن كل خير يحدث منها فإنه الدال عليه. هذا، وإن ثواب قراءة الحرف من القرآن عشر حسنات، وليس حسنة واحدة كما توهمتَ؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن: ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف" رواه الترمذي ، وغيره. والله أعلم.
وهانحن بفضل الله أولاً، ثم بفضل ولاة أمرنا وجهود العاملين المخلصين القائمين على تلك الحلقات المباركة، ودعم الواقفين المموِّلين الذين يبذلون لتعليم القرآن وتشجيع حفظته نرى انتشار حلقات تحفيظ القرآن الكريم على نطاق واسع في ربوع بلادنا. وأهيب بأصحاب الأموال من رجال الأعمال والأغنياء والمحسنين توفير المال اللازم لجمعيَّات تحفيظ القرآن الكريم، لنضمن لها الاستمرارَ في دورها المنوط بها، في تعليم القرآن ونشره بين المسلمين، خدمة لـه، وتبياناً لهديه وفضائله، ليستقيم أمر الأمة، ويعلو شأنها بين الأمم، فهو سبيل إسعادهم في الدنيا والآخرة. وهذه الجوائز المباركة؛ جائزة الفهد، والعضيب، والحلافي في محافظتنا الغالية لبناتٌ في هذا البناء الشامخ، فجزى الله العاملين المخلصين خير الجزاء. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، { إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}(فاطر: الآيتان 29، 30). بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والعظات والذكر الحكيم، واستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.