ولربما أدعوك إلى عشاء ظاهره (العيش والملح) وحقيقته ما حذر الله منه بقوله «ولا تمنن تستكثر».
&Laquo; ولا تَمْنُن تستكثر&Raquo;
وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ (6) وقوله: ( ولا تمنن تستكثر) قال ابن عباس: لا تعط العطية تلتمس أكثر منها. وكذا قال عكرمة ، ومجاهد ، وعطاء ، وطاوس ، وأبو الأحوص ، وإبراهيم النخعي ، والضحاك ، وقتادة ، والسدي ، وغيرهم. وروي عن ابن مسعود أنه قرأ: " ولا تمنن أن تستكثر ". وقال الحسن البصري: لا تمنن بعملك على ربك تستكثره. وكذا قال الربيع بن أنس ، واختاره ابن جرير. وقال خصيف ، عن مجاهد في قوله: ( ولا تمنن تستكثر) قال: لا تضعف أن تستكثر من الخير ، قال: تمنن في كلام العرب: تضعف. ولا تمنن تستكثر التفسير الميسر. وقال ابن زيد: لا تمنن بالنبوة على الناس ، تستكثرهم بها ، تأخذ عليه عوضا من الدنيا. فهذه أربعة أقوال ، والأظهر القول الأول ، والله أعلم.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المدثر - الآية 6
وقد قيل: إن معنى هذا، لا تعط أحدا شيئا، وأنت تريد أن يكافئك عليه بأكثر منه، فيكون هذا خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم. { { وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}} أي: احتسب بصبرك، واقصد به وجه الله تعالى، فامتثل رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمر ربه، وبادر إليه، فأنذر الناس، وأوضح لهم بالآيات البينات جميع المطالب الإلهية، وعظم الله تعالى، ودعا الخلق إلى تعظيمه، وطهر أعماله الظاهرة والباطنة من كل سوء، وهجر كل ما يبعد عن الله من الأصنام وأهلها، والشر وأهله، وله المنة على الناس -بعد منة الله- من غير أن يطلب منهم على ذلك جزاء ولا شكورا، وصبر لله أكمل صبر، فصبر على طاعة الله، وعن معاصي الله، وعلى أقدار الله المؤلمة ، حتى فاق أولي العزم من المرسلين، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين. #أبو_الهيثم #مع_القرآن
4
1
33, 867
المقدمة + من الآية 1 الى الآية 7
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 14/10/2014 ميلادي - 20/12/1435 هجري
الزيارات: 5615
منارات قرآنية
﴿ وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرْ ﴾
نزلت هذه الآية الكريمة على الرَّسول وهو يدعو كلَّ نَهاره لله، ويلقَى من الكفَّار ما يلقاه، وهو على هذه الحالة جاءه التَّوجيه الكريم ينهى عن استِكْثار ما يقومُ به من أعمال، أو استِعْظام ما يقدم من نتائج. إنَّ هذا الدين يستحقُّ من أتْباعه - والدعاة بخاصَّة - الكثير من الجهْد والبذْل والتَّضحيات؛ لأنَّ المهمَّة ضخمة والرِّسالة عظيمة، يصغر أمامَها الجهد الكثير، ويتوارى البذْل الكبير، فهذا الدِّين لا يكفيه من الدُّعاة إليْه نوافل أوقاتِهم ولا زوائد أموالِهم؛ لأنَّه أكبر من أن يقوم بمثل هذا. وإذا كان الاستكثار داءً قاتلاً، يُصيب العمل فيُطيحه، فإنَّ المنَّ لا يقلُّ خطورةً عنه؛ لأنَّه يورث العُجْب فيقعد بصاحبه، وينسي أنَّ الفضل لله وحده، والمنَّ له سبحانه على اصطفائه من اصْطفى مِن عباده، ليكونوا ستارًا يتحقَّق من خلالِهم وعْدُ الله. « ولا تَمْنُن تستكثر». إنَّ استحضار هذه المعاني يُورث الشعور بالتَّقصير في جنْب الله تعالى، وأمَّا متطلَّبات هذا الدين وهو ما رأَيْناه في سيرة ذلك الصحابي الكريم [1] الذي بكى حين قُدِّم للقتْل ألا تكون له مائةُ نفس تَخْرُج الواحدة بعد الأخرى في سبيل الله.
وثيابك فطهّر
{وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} ربما كان المراد بذلك نظافة الثوب وطهارته من النجاسات والأقذار، فالله يريد للداعية، رسولاً كان أو غيره، أن يظهر بالمظهر النظيف الخالي من الأقذار، لأن الظهور بمظهر القذارة قد يبعد الناس عن احترامه، وعن الراحة في النظر إليه والانسجام معه في المجتمع، وقد يكون تفسير التطهير بتقصير الثياب، باعتبار ما يستلزمه ذلك من النظافة بارتفاعها عن قذارات الأرض.
تفسير آية (٥): وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ: سنعرض لكم أبسط التفاسير التى وردت فى تلك الآيتين، فقد جاء فى تفسير (والرجز فاهجر) الآتى: تفسير السعدى: { وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} يحتمل أن المراد بالرجز الأصنام والأوثان، التي عبدت مع الله، فأمره بتركها، والبراءة منها ومما نسب إليها من قول أو عمل. ويحتمل أن المراد بالرجز أعمال الشر كلها وأقواله، فيكون أمرا له بترك الذنوب، صغيرها وكبيرها ، ظاهرها وباطنها، فيدخل في ذلك الشرك وما دونه. تفسير ابن كثير: قوله: ( والرجز فاهجر) قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس: ( والرجز) وهو الأصنام ، فاهجر. وكذا قال مجاهد ، وعكرمة ، وقتادة ، والزهري ، وابن زيد: إنها الأوثان. وقال إبراهيم والضحاك: ( والرجز فاهجر) أي: اترك المعصية. تفسير الوسيط الطنطاوى: ثم أمره- سبحانه- بأمر رابع فقال: وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ والأصل في كلمة الرجز أنها تطلق على العذاب، قال- تعالى-: فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ، إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ. المقدمة + من الآية 1 الى الآية 7. والمراد به هنا: الأصنام والأوثان، أو المعاصي والمآثم التي يؤدى اقترافها إلى العذاب. أى: وداوم- أيها الرسول الكريم- على ما أنت عليه من ترك عبادة الأصنام والأوثان، ومن هجر المعاصي والآثام.