ومن فضل الصبر على المصائب؛ أنها تطهر الذنوب والخطايا فيلقى الله تعالى نقيًّا، فهو بمثابة منحةٌ من الله - جل وعلا - يمنحُها لعباده؛ لأن فيه الخيرَ الكثير، فإن كل ما يقرب إلى الله، فهو خيرٌ، وقد نبه سول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك فقال: "من يرد الله به خيرًا، يُصِبْ منه"؛ رواه البخاري عن أبي هريرة. أما الهم والحزن فهما مما يبتلي بهما الله عبده، كما في الصَّحيحَين عن أبي سعيدٍ: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: "ما يُصيب المؤمنَ من وصبٍ ولا نصبٍ، ولا همٍّ ولا حزنٍ، ولا غمٍّ ولا أذًى، حتَّى الشَّوكة يُشاكُها - إلاَّ كفَّر الله بها من خطاياه". وشأن المؤمن عند الابتلاء الصبر والتسليم، واحتساب الأجر، والرجوع إلى الله بالتوبة، والاستغفار، والتفكر في حكمة الله من وراء الابتلاء التي تأبى أن يدخل الجنة بغير جهاد ولا صبر. أما أدعية تفريج الهم فكثيرة منها: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلحْ لي شأني كله، لا إله إلا أنت. اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي.
- ملتقى الخطباء الصبر على البلاء
- صور الصبر علي البلاء والابتلاء
- فضل الصبر على البلاء
ملتقى الخطباء الصبر على البلاء
الصبر على البلاء والمصائب - مقطع رائع للشيخ الشعراوى - YouTube
صور الصبر علي البلاء والابتلاء
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الصبر نعمة كبيرة على من يمن الله تعالى بها، وهو إما صبر على البلاء، أو صبر على الطاعة، والمسلم مأجور في كل الأحوال ما دام صابرا. وعلى الإنسان أن يسلم بما يقع له من ابتلاءات، وأن يستعين عليها بالذكر والقرآن الكريم. يقول الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي:
للصبر في القرآن مجالات كثيرة يجمعها أحد أمرين: إما حبس النفس عما تحب، أو حبسها على ما تكره. ولهذا الإجمال تفصيل في كتاب الله تعالى. فهناك الصبر على بلاء الدنيا ونكبات الأيام. وهذا ما لا يخلو منه بر ولا فاجر، ولا مؤمن ولا كافر، ولا سيد ولا مسود، لأنه راجع إلى طبيعة الحياة، وطبيعة الإنسان، وما رأينا أحدًا يسلم من آلام النفس، وأسقام البدن، وفقدان الأحبة، وخسران المال، وإيذاء الناس، ومتاعب العيش، ومفاجآت الدهر. وهذا ما أقسم الله على وقوعه حين قال: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة: 155 – 157).
فضل الصبر على البلاء
الصبر مع الدعاء هم باب النجاة والنجاح. لا ترسم لنفسك باب من الأحزان، تدخل منه كل الابتلاءات إليك ولكن قل دائماً الحمد لله، وأغلق كل الأبواب التي يمكن أن تدخل منها هواجس النفس. الصبر هو أفضل علاج الأوجاع سواء في نفسك أو في جسدك. الصبر يساعدك على توفير الطاقة التي تحتاجها إلى الخروج من المصاعب. لا تكن سريع التذمر فهذه صفة قد تؤدي بك إلى الهلاك. أصبر على ما أصابك كانت من نصائح لقمان لولده. لا تجعل البلاء يتغلب عليك وينسيك كيف صبر سيدنا أيوب رضي الله عنه على البلاء والمرض طوال سنوات وسنوات. القوي هو الذي تجده عند البلاء والمصائب واقف على قدمية يحتسب عند المولى أجره وثوابه. أما الضعيف هو الذي تجده يشتكي لله ولكن حوله سوء حاله. حين ترغب في الشكوى من البلاء فليكن بينك وبين المولى في جوف الليل حتى لا يسمعك أحد، وأن يكون الرضا في داخلك لكنك تعلم أنك تتحدث مع الغني الكريم. ولا يفوتكم قراءة موضوع: أقوال وحكم مأثورة عن الصبر
عبارات عن الصبر
يرتبط الصبر مع الحب بشكل كبير، فقد يصبر كل منهم على طبع الآخر أو يصبر على ظروف، وقد يصبر على بلاء يصيب من يحبه فكل هذا يحتاج إلى كلام عن الصبر على البلاء، ومنه:
الصبر في العلاقات هو القارب الذي تعبر به هذه العلاقة إلى بر الأمان.
ترتيب خيرات الدنيا والآخرة على الصبر:
رتب القرآن خيرات الدنيا والآخرة على فضيلة الصبر، فالنجاح في الدنيا والفلاح في الآخرة، والفوز بالجنة والنجاة من النار، وكل خير يحرص عليه الفرد أو المجتمع، منوط بالصبر، من هذه الخيرات التي ذكرها القرآن:
1- معية الله تعالى للصابرين: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة: 153)، وقد ذكرت هذه المعية في القرآن في عدة مواقع:
أ-في سورة البقرة حيث أمر تعالى المؤمنين أن يستعينوا على أمورهم بالصبر والصلاة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة: 153). ب-وفي السورة ذاتها على لسان المؤمنين من أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر، ولم يشربوا منه إلا من اغترف غرفة بيده: (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة: 249). ج-وفي سورة الأنفال حيث أمر الله المؤمنين بما يلزمهم لمواجهة العدو من شرائط النصر، وأحدها الصبر: (وَاصْبِرُوا، إِنِّ اللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال: 46).