(واصبر وما صبرك إلا بالله ولاتحزن عليهم ولا تك فى ضيق مما يمكرون) - YouTube
ولا تك في ضيق مما يمكرون
[٦]
معاني المفردات في آية: واصبر وما صبرك إلّا بالله
إنَّ معاني القرآن الكريم متعددة وقد تختلف من موضع إلى آخر ومن آية إلى أخرى، ولذلك يحتاج قارئ وحافظ القرآن الكريم إلى توضيح وبيان لمعاني مفردات الآيات التي يتدارسها؛ ليصل بذلك إلى فَهمِِ عميق وتثبيت للمعنى الذي يُريد، فيكون قد أخذ تفسير الآية الكريمة بجوانبها المتعددة، ومما جاء في معاني مفردات قوله تعالى: {وَٱصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِٱللَّهِ} ما يأتي:
واصبر: وهي من صَبَرَ، نقول: صَبرتُ، أَصبرُ واصبر: وهو حبس النّفس وضبطها، وقيل: التّحمل مع عدم الجزع. [١٠]
وما صبرك: وما: حروف لغة، صبرك: مصدرها: صَبَرَ وهو: حُسن الاحتمال، والتجلُّدُ وتحمل البلوى والمصاب. [١١]
إلا بالله: إلا: حرف لغة، ولفظ الجلالة اسم علم يدّل على الذَّات العليَّة، التي جمعت صفات الألوهيّة ، ولذلك لا يجوز أن يتسمَّى به أحد، بخلاف سائر أسماءه، وهو أول أسماء الله -عزّ وجلّ- وأعظمها. واصبر وما صبرك الا بالله ولاتحزن عليهم. [١٢]
إعراب آية: واصبر وما صبرك إلّا بالله
سبق و أنْ ذكرنا تفسير الآية الكريمة بأقوال علماء التفسير جُملة وتفصيلًا، ومما قد يزيد الآيات إعجازًا وحكمةً هو إعراب آيات القرآن الكريم و معرفتها، فهذا مما أجاد به العلماء والمفسرين وفتحوا به الآفاق أمام متعلم القرآن؛ لينال بذلك علم القرآن الكريم واللغة العربية في آن واحد، و إعراب قوله تعالى: {وَٱصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِٱللَّهِ} كالأتي: [١٣]
واصبر: الواو: حرف عطف، اصبر: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره "أنت"، والجملة {واصبر} لا محل لها من الإعراب وهي معطوفه على جملة {وإن عاقبتم} في بداية الآيات الكريمة.
واصبر وما صبرك إلا بالله - Youtube
واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون || مشاري العفاسي - YouTube
نسيم الشام › واصبر وما صبرك إلا بالله
ولكنَّ الأمرَ يحتاج إلى إيمانٍ باللهِ عزَّ وجلَّ أوّلاً. أقلُّ المراتبِ كما يؤمنُ المريض بطبِّ طبيبه، يحتاجُ إلى ثقةٍ باللهِ سبحانهُ وتعالى. أقلُّ المراتب كما يؤمنُ المريض بعبقريّةِ طبيبه، ثمَّ إنَّ الأمرَ يحتاجُ إلى ثباتٍ على ما أمرَ بهِ اللهُ سبحانهُ وتعالى. ألم يقل اللهُ عزَّ وجلّ: (َا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). وقد يقولُ قائلٌ: وأنّى لي بالصّبر؟ وكيفَ لي بالصّبرِ وأنا لا أطيقُه؟ يأتيكَ الجوابُ عن هذا في الآيةِ الأخرى: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ)، وربّما تشعرُ بمظهرٍ من مظاهرِ التّناقضِ في هذا الكلام، ولكنَّ الكلامِ متناسق. اصبر، ولكن ليسَ معنى صبرك أن تخلقَ شيئاً لا تملكه، أي اعزم على الصّبر ومن اللهِ سبحانهُ وتعالى إعطاءَ القوّة. ولا تك في ضيق مما يمكرون. فهل عزمتَ تجدَ ثمرةَ صبرك؟ وهل عجزَ إنسانٌ عن أن يعزم؟ أيّها النّاس: إنَّ أحبولة الشّيطانِ في هذا العصر واحدةٌ لا ثانيَ لها، إنّما تتمثّلُ هذه الأحبولة في المغريات، في الشّهوات، في الأهواء. هذه الأحبولة هي التي يمسكُ بها كلُّ محترفي الغزو الفكريّ ضدَّ الإسلام، والغزوَ الفكريَّ تحوّلَ من محاولة عقليّة إلى محاولةٍ غرائزيّة، وأنَّ المسلمَ اليومَ يبتغى أن يُصطادَ من غريزتهِ لا من عقله، فكيفَ السّبيلُ إلى ذلك؟ ونحنُ نعلمُ أنَّ الغريزةَ إنّما رُكِّبت في كيانِ الإنسان، وكلٌّ منّا يشعرُ بها.
وقال ابن السكيت: هما سواء; يقال: في صدره ضيق وضيق. القتبي: ضيق مخفف ضيق; أي لا تكن في أمر ضيق فخفف; مثل هين وهين. وقال ابن عرفة: يقال ضاق الرجل إذا بخل ، وأضاق إذا افتقر. ﴿ تفسير الطبري ﴾
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: واصبر يا محمد على ما أصابك من أذى في الله. واصبر وما صبرك إلا بالله - YouTube. ( وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللَّهِ) يقول: وما صبرك إن صبرت إلا بمعونة الله ، وتوفيقه إياك لذلك ( وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ) يقول: ولا تحزن على هؤلاء المشركين الذين يكذّبونك وينكرون ما جئتهم به في آن ولوا عنك وأعرضوا عما أتيتهم به من النصيحة ( وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ) يقول: ولا يضق صدرك بما يقولون من الجهل ، ونسبتهم ما جئتهم به إلى أنه سحر أو شعر أو كهانة ، مما يمكرون: مما يحتالون بالخدع في الصّد عن سبيل الله ، من أراد الإيمان بك ، والتصديق بما أنزل الله إليك. واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامَّة قرّاء العراق ( وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ) بفتح الضَّاد في الضيق على المعنى الذي وصفت من تأويله. وقرأه بعض قرّاء أهل المدينة ( وَلا تَكُ فِي ضِيقٍ) بكسر الضاد.