حدثني المثنى ، قال: ثنا أبو حذيفة ، قال: ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد " وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال " مكر فارس. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة إبراهيم - قوله تعالى وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم- الجزء رقم8. وزعم أن بختنصر خرج بنسور ، وجعل له تابوتا يدخله ، وجعل رماحا في أطرافها واللحم فوقها. أراه قال: فعلت تذهب نحو اللحم حتى انقطع بصره من الأرض وأهلها ، فنودي: أيها الطاغية أين تريد؟ ففرق: ثم سمع الصوت فوقه ، فصوب الرماح ، فتصوبت النسور ، ففزعت الجبال من هدتها ، وكادت الجبال أن تزول منه من حس ذلك ، فذلك قوله " وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ". حدثا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، قال: قال ابن جريج ، قال مجاهد: "وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كاد مكرهم " [ ص: 40] كذا قرأها مجاهد "كاد مكرهم لتزول منه الجبال" وقال: إن بعض من مضى جوع نسورا ، ثم جعل عليها تابوتا فدخله ، ثم جعل رماحا في أطرافها لحم ، فجعلت ترى اللحم فتذهب ، حتى انتهى بصره ، فنودي: أيها الطاغية أين تريد؟ فصوب الرماح ، فتصوبت النسور ، ففزعت الجبال ، وظنت أن الساعة قد قامت ، فكادت أن تزول ، فذلك قوله تعالى " وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ". قال ابن جريج: أخبرني عمرو بن دينار ، عن عكرمة ، عن عمر بن الخطاب ، أنه كان يقرأ " وإن كاد مكرهم لتزول منه الجبال ".
- إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة إبراهيم - قوله تعالى وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم- الجزء رقم8
إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة إبراهيم - قوله تعالى وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم- الجزء رقم8
وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) وقد روى شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن [ بن دابيل] أن عليا - رضي الله عنه - قال في هذه الآية: ( وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال) قال: أخذ ذاك الذي حاج إبراهيم في ربه نسرين صغيرين ، فرباهما حتى استغلظا واستعلجا وشبا. قال: فأوثق رجل كل واحد منهما بوتد إلى تابوت ، وجوعهما ، وقعد هو ورجل آخر في التابوت قال: - ورفع في التابوت عصا على رأسه اللحم - قال: فطارا [ قال] وجعل يقول لصاحبه: انظر ما ترى ؟ قال: أرى كذا وكذا ، حتى قال: أرى الدنيا كلها كأنها ذباب. قال: فقال: صوب العصا ، فصوبها ، فهبطا. قال: فهو قول الله - عز وجل -: " وإن كاد مكرهم لتزول منه الجبال ". قال أبو إسحاق: وكذلك هي في قراءة عبد الله: " وإن كاد مكرهم ". قلت: وكذا روي عن أبي بن كعب ، وعمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - أنهما قرآ: " وإن كاد " كما قرأ علي. وكذا رواه سفيان الثوري ، وإسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن أذنان عن علي ، فذكر نحوه. وكذا روي عن عكرمة أن سياق هذه القصة لنمرود ملك كنعان: أنه رام أسباب السماء بهذه الحيلة والمكر ، كما رام ذلك بعده فرعون ملك القبط في بناء الصرح ، فعجزا وضعفا.
وجملة: (برزوا... ) لا محلّ لها استئنافيّة، أو حال بتقدير قد. الصرف: (مخلف)، اسم فاعل من أخلف الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. البلاغة: - الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: {وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ} فقد شبه بقوله لتزول منه الجبال مكرهم لتفاقمه وشدته، وافتتانهم فيه وبلوغهم الغاية منه، وشبه شريعته وآياته وما أنزله على نبيه من تعاليم سامية، وحجج بينة، شبهها بالجبال في رسوخها وتمكنها من نفوس المؤمنين. الفوائد: 1- مُخْلِفَ وَعْدِهِ: مخلف مفعول به ثان للفعل (تحسبنّ) وهو مضاف. ولو قرئ منقطعا عن الإضافة منونا (مخلفا وعده) لكان عمل عمل اسم الفاعل، وأصبح وعده مفعولا به لاسم الفاعل. ولهذا البحث تتمة سنوفيه حقه فيما سيأتي. (2) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ. ذهب المفسرون والمفكرون مذاهب في التبديل أهمها مذهبان: الأول أن التبديل من حال إلى حال مع بقاء الأصل كما هو. والثاني أن التبديل هو الذهاب بالشيء واستبداله بآخر.. إعراب الآيات (49- 51): {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ (49) سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (51)}.