تاريخ النشر: الإثنين 1 جمادى الآخر 1430 هـ - 25-5-2009 م
التقييم:
رقم الفتوى: 122380
77794
0
387
السؤال
ماذا يفعل الإنسان حتى يغفر له ما تقدم وما تأخر من ذنبه؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ورد في بعض الأحاديث بيان أعمال تكفر عن فاعلها ما تقدم من ذنبه وما تأخر، لكنها لا تخلو من ضعف أو مقال فيما نعلم. لكن وردت أحاديث صحيحة تنص على أعمال يغفر لعاملها ما تقدم من ذنبه. فمن ذلك: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. متفق عليه. من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. متفق عليه
من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. متفق عليه
من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيها نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه. متفق عليه. شرح حديث: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه. متفق عليه. إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه. متفق عليه. من أكل طعاما فقال الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه.
- معنى من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه - ملتقى الشفاء الإسلامي
- أعمال من عملها غفر له ما تقدم من ذنبه - إسلام ويب - مركز الفتوى
- شرح حديث: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
معنى من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه - ملتقى الشفاء الإسلامي
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 17/10/2016 ميلادي - 16/1/1438 هجري
الزيارات: 26860
﴿ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ﴾
من خصائص التكريم: أن الله سبحانه غفر له صلى الله عليه وسلم ما تقدم من ذنبه وما تأخر. معنى من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه - ملتقى الشفاء الإسلامي. قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾ [1]. وأخرج الشيخان عن عائشة رضي الله عنها: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً " [2]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فضلت على الأنبياء بست لم يعطهن أحد كان قبلي: غفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد كان قبلي، وجعلت أمتي خير الأمم، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأعطيت الكوثر، ونصرت بالرعب، والذي نفسي بيده إن صاحبكم لصاحب لواء الحمد يوم القيامة، تحته آدم فمن دونه" [3].
أعمال من عملها غفر له ما تقدم من ذنبه - إسلام ويب - مركز الفتوى
الفائدة الثالثة: التوبةُ إلى الله تعالى من جميع الذنوب واجبةٌ، وهي وظيفة العمر في رمضان وغيره، فينبغي على المسلم الحرصُ على التوبة وتجديدُها دائمًا، فقد كان النبي يتوب إلى الله دائمًا، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((والله، إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة))؛ رواه البخاري [5]. [1] رواه البخاري 1/ 22 (38)، ومسلم 1/ 523 (760). [2] رواه البخاري 1/ 22 (37)، ومسلم 1/ 523 (759). [3] رواه البخاري 2/ 709 (1910)، ومسلم 1/ 523 (760). [4] رواه مسلم 1/ 209 (233). أعمال من عملها غفر له ما تقدم من ذنبه - إسلام ويب - مركز الفتوى. [5] رواه البخاري 5/ 2324 (5948). مرحباً بالضيف
شرح حديث: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
انتهى. وعلى ذلك فأعظم أسباب المغفرة على الإطلاق التوبة النصوح. قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ. {التحريم:8}. وعن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه وحسنه ابن حجر. ولمعرفة شروط التوبة النصوح راجع الفتوى رقم: 1909. ولمزيد بيان راجع كتاب معرفة الخصال المكفرة للذنوب المتقدمة والمتأخرة للإمام الحافظ ابن حجر. ولمزيد الفائدة عن أسباب مغفرة الذنوب راجع الفتوى رقم: 51247. والله أعلم.
رواه الترمذي وابن ماجه. من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه. متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر. رواه مسلم. لكن المراد في هذه الأحاديث تكفير الصغائر لا الكبائر، فالكبائر لا يكفرها إلا التوبة. قال في تحفة الأحوذي:
قال القاضي عياض: هذا المذكور في الحديث من غفر الذنوب ما لم يؤت كبيرة هو مذهب أهل السنة، وأن الكبائر إنما يكفرها التوبة أو رحمة الله تعالى وفضله. وقال القارىء في المرقاة: إن الكبيرة لا يكفرها الصلاة والصوم وكذا الحج وإنما يكفرها التوبة الصحيحة لا غيرها، نقل ابن عبد البر الإجماع عليه بعد ما حكى في تمهيده عن بعض معاصريه أن الكبائر لا يكفرها غير التوبة. ثم قال: وهذا جهل وموافقة للمرجئة في قولهم: إنه لا يضر مع الإيمان ذنب. وهو مذهب باطل بإجماع الأمة. انتهى. قال العلامة الشيخ محمد طاهر في مجمع البحار ما لفظه:
لا بد في حقوق الناس من القصاص ولو صغيرة وفي الكبائر من التوبة، ثم ورد وعد المغفرة في الصلوات الخمس والجمعة ورمضان، فإذا تكرر يغفر بأولها الصغائر وبالبواقي يخفف عن الكبائر وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة يرفع بها الدرجات.
شرح حديث: من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ متفق عليه [1]. يتعلق بهذا الحديث فوائد:
الفائدة الأولى: الفضلُ العظيم لمَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، بأن الله يغفِرُ له ما تقدَّم مِن ذنبه، والمراد بالإيمان التصديقُ بوجوبِ صومه، والاعتقادُ بحقِّ فرضيته، والاحتساب طلبُ الثواب من الله تعالى. الفائدة الثانية: أسبابُ المغفرة في رمضان كثيرةٌ؛ منها ما دل عليه هذا الحديث، وهو صيام رمضان إيمانًا واحتسابًا، وقد دلت النصوصُ الشرعية على أسبابٍ أخرى ينبغي أن نحرص عليها؛ منها:
السبب الثاني: قيامُ رمضان؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ متفق عليه [2]. السبب الثالث: قيامُ ليلةِ القدر؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن قام ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه)) متفق عليه [3]. السبب الرابع: اجتنابُ كبائرِ الذنوب، قال صلى الله عليه وسلم: ((الصلواتُ الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضانُ إلى رمضان: مُكفِّرات ما بينهن إذا اجتُنِبت الكبائر))؛ رواه مسلم [4].