رحم الله الشهيد عبد الرحمن الغافقي فلم تطفئ هذه المعركة بريقًا من مجده، فقد أجمع المؤرخون على تقديره وإكباره، وسجلت فدائيته العجيبة بسطور من ضياء، فقد قاتل قتالاً مستميتًا، وتقدم إلى الموت وهو لا يشك لحظة في استشهاده. منقول
عبد الرحمن الغافقي - منتديات منابر ثقافية
مدرسة عبدالرحمن الغافقي الابتدائية بحفر الباطن - YouTube
عبد الرحمن الغافقي| قصة الإسلام
بدأت أحداث معركة بلاط الشهداء في أوائل شهر رمضان سنة 114هـ، فنشبت بين الجيشين معارك جزئية مدة ثمانية أيام، وفي اليوم التاسع نشبت بينهما المعركة، وعلى مقربة من نهر اللوار هجمت فرسان المسلمين على صفوف الفرنسيين، حتى بدا الإعياء عليهم، ولاح النصر في جانب المسلمين وتكدست جثث القتلى من الجانبين طيلة النهار، حتى فصل الظلام بينهما واخترق الجنود المسلمون الصفوف وراء قائدهم الباسل عبد الرحمن الغافقي. واستشهد الغافقي في 11 أغسطس من عام 114هـ في المعركة الحامية "بلاط الشهداء"، وفيها أبدى المسلمون بقيادة عبد الرحمن الغافقي في الأيام الثلاثة الأولى من المعركة شجاعة نادرة جعلت كفتهم تقترب من التفوق العددي، غير أن تلك القوات وبزعامة الدوق أدوار قامت بحركة التفاف في الأيام التالية على صفوف المسلمين، مما أدى إلى خسارة المعركة واستشهاد قائدها. فريق موقع البوصلة
عبدالرحمن الغافقي قائد معركة بلاط الشهداء | المرسال
فكر الغافقي العسكري
تميَّز القائد عبد الرحمن الغافقي من الناحية العسكرية بالحسم، وهو مبدأ في غاية الأهمية، ويحتاج إليه القائد؛ حتى لا تتشتَّت الأمور ويبعد الهدف في ظلِّ التراخي عن اتخاذ القرار وتأخير ذلك عن وقته. كما تميَّز أسلوبه العسكري النابع من فكرة الصائب بالتوازن، بين ما يملك من قوى وما يُريد من أهداف، إضافة إلى اعتماد مبدأ الإعداد قبل التلاقي؛ أي: إعداد الجنود والشعب كله قبل المعركة إعدادًا قويًّا من كافَّة النواحي، والتأكُّد من توافر كل أنواع القوة؛ بداية من قوة الإيمان بالله، مرورًا بقوَّة التماسك والأخوة بين أفراد الجيش جميعًا، بل وأفراد الشعب، وانتهاءً بقوة الساعد والسلاح، وهي القوة المادية، وعدم الاستهانة أو التقليل من شأن أي نوع من أنواع هذه القوى؛ فإن أي قصور في أي نوع منها كفيلٌ بجلب الهزيمة على الجيش كله. وكان عبد الرحمان الغافقي من كبار القادة الغزاة الشجعان، برز قائداً في جيش والي الأندلس السمح بن مالك الخولاني، وفي سنة 102هـ/721م، قاد السمح بن مالك جيشا غزا به أرض الفرنجة في بلاد الغال (گاليا) انطلاقا من سپتمانيا ومركزها أربونة (نربونة) التي فتحها المسلمون قبلا في الجزء الجنوبي الغربي من كاليسيا واتخذوها قاعدة لهم.
كذلِكَ قادَ السَّمْحُ جُنْدَهُ إلَى طَرْسونَةَ واسْتولَى عَلَيْها، وحاصَرَ تولوزَ أُولَى مدائِنِ أَقْطانْيا. لكنَّ الدُّوقَ أودورَ مَلِكَها جمعَ جيشًا كبيرًا، ودارَتْ المعرَكَةُ بَيْنَهُم وانْتَصَـرَ الدّوقُ أودور واسْتُشْهِدَ كُلُّ جنودِ المسلمينَ حَتَّى السَّمْحُ بنُ مالِكٍ، الّذي سَقَطَ شهيدًا علَى أَرْضِ المَعْرَكَةِ وكانَ ذَلِكَ في سنةِ 102هـ: 720م. فتولَّى عَبْدُ الرَّحْمَن الغافِقِيُّ عَمَلِيَّةَ انْسحابِ فُلولِ الجَيْشِ الإسلامِيِّ بَعْدَ أنْ اختارَه الجنودُ قائِدًا لَهُم، ونَجَح عَبْدُ الرَّحْمَن الغافِقِيُّ في تِلْكَ المُهِمَّةِ نجاحًا كبيرًا، إِذْ قادَ الانْسِحابَ بِمهارَةٍ فائِقَةٍ إلَى مَدينَةِ أَرْغون الّتي كانَتْ قاعِدَةً عَرَبِيَّةً إِسْلامِيَّةً لِغَزْوِ ما وراءَ جبالِ البرت. ولَكِنْ نشأ خلافٌ بَيْنَه وبَيْنَ عَنْبَسَةَ بنِ سَحيمٍ، فعزلَ الوالِي عبدَ الرَّحمنِ الغافِقِيَّ وعيَّنَ عَنْبَسَةَ بن سحيمٍ واليًا علَى الأَنْدَلُس عام 105هـ: 723م. تابَعَ والي الأندلسِ الجديدُ عَنْبَسَةُ بنُ سحيمٍ عمليَّةَ الفَتْحِ إلاَّ أَنَّهُ اسْتُشْهِدَ هو أيضًا سنةَ 107هـ: 725م. وعيَّن الخليفةُ الأُمَوِيُّ هشامُ بنُ عبدِ المَلِكِ عبدَ الرحمنِ الغافِقِيَّ واليًا علَى الأَنْدَلُسِ عامَ 112هـ.
[6] المراجع [ عدل] ^ ابن عذاري 1980 ، صفحة 26 ^ المقري 1968 ، صفحة 18 ^ جمهرة أنساب العرب، ابن حزم الأندلسي، ص329 ^ عنان 1997 ، صفحة 81-82 ^ أرسلان - ، صفحة 297 ↑ أ ب عنان 1997 ، صفحة 84-85 ^ عنان 1997 ، صفحة 83 ^ عنان 1997 ، صفحة 85-89 ^ Arabs, Franks, and the Battle of Tours, 732: Three Accounts نسخة محفوظة 11 أكتوبر 2014 على موقع واي باك مشين. ^ عنان 1997 ، صفحة 90 ^ عنان 1997 ، صفحة 99-101 ^ مؤلف مجهول 1989 ، صفحة 31 ^ المقري 1968 ، صفحة 288 ^ المقري 1968 ، صفحة 15 ^ تهذيب الكمال للمزي» عَبْد الرَّحْمَن بن عَبْد اللَّه الغافقي نسخة محفوظة 10 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين. ^ الحميدي 1966 ، صفحة 274 ^ مؤنس 2002 ، صفحة 320 ^ مؤنس 2002 ، صفحة 637 المصادر [ عدل] مؤلف مجهول, تحقيق: إبراهيم الإبياري (1989)، أخبار مجموعة في فتح الأندلس ، دار الكتاب المصري، القاهرة - دار الكتاب اللبناني، بيروت، ISBN 977-1876-09-0. ابن عذاري, أبو العباس أحمد بن محمد (1980)، البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب ، دار الثقافة، بيروت. الحميدي, أبو عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح (1989)، جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس ، الدار المصرية للتأليف والترجمة.