[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] الحي ابقى من الميت! [/B][/CENTER]
على صحيفة حكايات، كنت قد طالعت قصة معاناة أرملة مع الأحزان على رفيق حياتها، وأفتقادها الشديد له الذي تمثل في مراقبتها للموبايل وكأنها تنتظر أن يرن بمكالمة منه، وتشممها لرائحته التي لم تفارق أنفها، وسماعها لصدى صوته يتردد في البيت رغم مرور أشهر على وفاته!! مستني تلك الشكوى وحنّ قلبي وأنا أتخيل مغالبة الأرملة الحزينة للوحشة والأحزان التي خلفها رحيل زوجها، ولكن ابليس اللعين أبى إلا أن يعكر عليّ صفو لحظة المشاركة الوجدانية تلك، عندما دفع لخيالي الصورة العكسية فقد همس الله يلعنو في أذني:
لو كانت هي الماتت.. الميت ابقى من الحي- سامان داؤد - العراق نت. أكان راجلا عرّس يوم تالتتا! كثيرا ما يختبئ الأرامل المتسبلين خلف مقولة الإمام أبا حنيفة ـ رحمه الله، عندما يرغبون في مداراة استعجالهم على الزواج قبل أن (ينشف حنك) المرحومة في تربتها، وذلك لأن الامام (أبا حنيفة) قد تزوج مباشرة بعد وفاة زوجته فسئل عن ذلك فأجاب: (كرهت أن أموت هذه الليلة فألقى الله عازبا).
الحي ابقى من الميت رجل فإن الإمام
م" 23 سنة، وشقيقه" ا. م" 26 سنة. ونقلت سيارة الإسعاف الجثة إلى مشرحة مستشفي بدر المركزى، تحت تصرف النيابة العامة التى انتدبت الطب الشرعى لتحديد أسباب الوفاة، وإعداد تقرير مفصل عن الجثة، واستخراج تصريح الدفن عقب الصفة التشريحية بعد ذلك وتسليمه لذويه. اقرأ أيضا: اليوم.. محاكمة 5 متهمين في قضية "داعش الزاوية الحمراء"
وأوضحت تحريات ومعلومات رجال مباحث القسم، أن سبب الجريمة هو نشوب مشادة كلامية بين الشقيقين، بعد أن حاول الجانى إيقاظ الضحية من النوم من نومه للذهاب معه لتقديم واجب العزاء في أحد المتوفين، تحولت إلى مشاجرة بالأيادي بينهما، قام على أثرها "أ. م"، بطعن شقيقه "ح. الحى أبقى من الميت | صوت الأمة. م، بسكين في القلب أودت في حياته في الحال. وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة التحقيقات.
الحي ابقى من الميت في
ولعل أبلغ صور الجحود هي تلك التي تجري في مراكش، في أحد أزقة المدينة العتيقة، حيث يتبول العابرون على قبر يوسف بن تاشفين دون رادع، ولا شك أن مؤسس الدولة المرابطية يأكل التراب ندما لأنه لم يوص بدفن جثمانه في الأندلس، التي كان يحكمها مثلما يحكم المغرب، هناك كان سيحظى قبره بالاحترام الواجب من طرف الإسبان! نحن شعب لا يحب أن يتذكر، شعاره المفضل في الحياة: «عفا الله عما سلف». والسبب، ربما، يرجع إلى «التروماتيزم» العميق الذي خلفته «سنوات الجمر» في العقليات والنفسيات. نعرف أن هناك أشياء جميلة في الماضي، لكن نعرف، أيضا، أن فيه أوفقير وتازمامارت والصخيرات والبصري وبنبركة وجثث تفتش عن قبور، ونفضل النسيان. الميت أبقى من الحي..!. ولا يبدو أننا سنُشفى عما قريب. «الوصفة الطبية» التي أوصت بها «هيئة الإنصاف والمصالحة» في عهد المرحوم إدريس بن زكري لم يتم احترامها: أن تجلس المريض على أريكة كي يتكلم ليست إلا بداية العلاج، ونحن توقفنا عند مرحلة الأريكة، وبدل أن نكمل الحصص، أعطينا للضحايا نقودا كي تساعدهم على النسيان، لذلك مازالت أعراض المرض على حالها. وها هو التضييق على الحريات، وقمع التظاهرات، والاعتقالات العشوائية، والمحاكمات الصورية، وسجن الصحافيين، والتحرش بالجمعيات الحقوقية، وشتى أصناف الانتهاكات… تعود إلى المشهد ونتعود عليها بالتدريج، كأننا لم نستفد شيئا من دروس الماضي.
لقد وهبنا الله العقل كى نستخدمه ونفكر ونميز ونحاول الوصول للأنفع فيما يخص الشئون الدنيوية تحديدا، فليضع كل منا نفسه مكان المريض أو مكان أهله ويفكر ويجيب بمنتهى الصراحة ألن يصبح حينها من أشد المؤيدين للفكرة ؟. ومن منطلق مبدأ أن من أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا أبدأ بنفسى وأعلنها إننى أتمنى التبرع بأعضائى بعد وفاتى، من أجل حياة إنسان آخر كصدقة جارية سأكون فى أشد الحاجة إليها فى حياتى الآخرة.