تفسير القرآن الكريم
الاستهزاء بالرسل طبيعة الكفرة في القرآن الكريم
وجملة (ذلك الفوز.... الفوائد: 1- تنوين العوض.. الاستهزاء بالرسل طبيعة الكفرة في القرآن الكريم. التنوين الذي يلحق (إذ) عند ما تتصل باليوم أو الحين وما في زمرتهما كالوقت والساعة والقرن إلى آخر ما هنالك من هذه الأسرة.. نحو يومئذ وحينئذ وساعتئذ، وقد أطلق عليه النحاة تنوين العوض لأنه حلّ محلّ الجملة التي كان حقها أن تذكر بعد الظرف وبالتالي يضاف الظرف إليها وهو ضرب من الإيجاز الذي استأثرت به لغة الضاد وغايته تحسين اللفظ إلى جانب الاختصار. وأما الكسرة التي لحقت (الذال) فليست كسرة اعراب لأن (إذ) ملازمة للبناء وإنما هي لالتقاء الساكنين.
قوله: أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ [الأنبياء:36] أي: أهذا الذي يعيبها ويشتمها؟ لقد استكبروا على النبي صلى الله عليه وسلم أن ينفر من الأحجار والأوثان، ومن الأباطيل والأضاليل، وينفي عنها العقل والحياة، والضر والنفع، قالوا عن هذا: عيب، وقالوا: شتيمة، وقالوا: تنقيص. قوله: أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ [الأنبياء:36] أي: يعيبها في ذكره، ويتنقصها، ويعنون آلهتهم كهبل وغيره من الأصنام التي كانوا يضعونها في جوف الكعبة، وفي خارجها. والكلام عن هؤلاء وعن كل من يتخذ الأوثان والأصنام آلهة من دون الله، من اليهود الذين اتخذوا العزير والعجل إلهاً، ومن النصارى الذين عبدوا عيسى و مريم ، والذين اتخذوا الأخشاب والأصنام والحجارة آلهة يعبدونها من دون الله، أو يعبدونها مع الله، فكانوا يهزءون بالنبي صلى الله عليه وسلم عندما يقول هذا عن آلهتهم، حتى إذا رأوه ماراً أو طائفاً بالكعبة أخذوا يقولون: أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ [الأنبياء:36] أي: يعيبها ويتنقصها، يقول الله عنهم: وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ [الأنبياء:36]. ولقد استهزئ برسل من قبلك فامليت للذين. هؤلاء الذين يكفرون بالرحمن، ويكفرون بالله، ويتخذون معه شريكاً يصفونه بما لا يليق أن يوصف به، لا يعدون ذلك عيباً، ولا يعدون ذلك تنقيصاً، فهم يأتون إلى سيد الخلق والبشر صلى الله عليه وسلم عندما يعظهم ويرشدهم، ويوجههم إلى اتباع الحق، واتباع الصراط المستقيم، وأنهم ليسوا على شيء، وأنهم لا يتبعون إلا باطلاً، وديناً كاذباً، فهم يأتون لهذه الدعوة الكريمة يهزءون بها، ويعتبرون من تنقص أوثانهم وأحجارهم وآلهتهم المزيفة كافراً، مع أنهم يكفرون بالرحمن ولا يؤمنون به إلهاً واحداً، ولا يؤمنون به رباً قادراً، أهناك شيء في العجب أكبر من ذلك!