". فلما كان الصّبح، وجده ملقىً في البئر مربوطًا بكلبٍ ميّت. فلمّا رأى هذا عمرو، غضب أيّما غضب، وحينها انتهز أصحابُ النّبي المؤمنين اضطراب خاطره وشرحوا له أنّ الله أحقُّ بالإيمان والعبادةِ مَن له مقاليد ومُلك كل شيءٍ في السّماوات والأرض، لا ذلك الحجر الذي لا يملك عن نفسه دفعًا. وهنا رقّ قلب عمرو، وأسلم وجهه لله مؤمنًا وشهد بأنّه لا إله إلّا الله وأنّ محمدًا عبده ورسوله. شهادة النّبي في عمرو بن الجموح: عُرف عمرو بن الجموح قبل الإسلام بالجود والكرم، فلمّا أسلم صار أكثر جودًا وكرمًا. وقد شهِد فيه النّبي شهادة مشرّفةً ومكرّمة. خلاد بن عمرو بن الجموح - ويكيبيديا. فقد سأل النّبي يومًا جماعةً من قوم عمرو بن الجموح وقال: " من سيّدكم، بني سلمة؟" قالوا: "الجدُّ بن قيس، على بخلٍ فيه" فقال النّبيّ عليه السّلام "وأيّ داءٍ أدوى من البُخل؟ بل سيّدكم الجعدُ الأبيض: عمرو بن الجموح"..
وقد قال فيه شاعر الأنصار:
فسُوِّد عمرو بن الجموح لجُوده.. وحقٌّ لعمرو بالنَّدى أن يُسوِّدا. إذا جاءه السُّؤّال أذهبَ ماله.. وقال: خـــــــذوه، إنّه عائدٌ غــدا
إصراره على الجهاد في سبيل الله: ومثلما عُرف عنه الجود والكرم، فقد أراد أن يعرفه الله بالجهاد في سبيله.
- عمرو بن الجموح رضي الله عنه
- خلاد بن عمرو بن الجموح - ويكيبيديا
- حكاية صحابي | الحلقة 19 ( عمرو بن الجموح ) | رمضان 2022 - YouTube
عمرو بن الجموح رضي الله عنه
[8] [9] وقيل أن النبي محمد اختار لهم بشر بن البراء بن معرور. [10]
وقد أنشد أحد شعراء الأنصار في ذلك، فقال: [11]
وقال رسول الله والحق قوله لمن قال منا: من تعدون سيدا
فقالوا له جد بن قيس على التي نبخله فينا وما كان أسودا
فسود عمرو بن الجموح لجوده وحق لعمرو بالندى أن يسودا
إذا جاءه السؤال أذهب ماله قال خذوه إنه عائد غدا
لما دعا النبي محمد أصحابه للخروج إلى غزوة بدر ، همّ عمرو بن الجموح بالخروج، فمنعه أبنائه لعرجه. [12] فلما كان يوم أحد أراد بنوه أن يحبسوه وقالوا: « أنت رجل أعرج، ولا حرج عليك، وقد ذهب بنوك مع النبي ﷺ ». قال: « بخ! يذهبون إلى الجنة وأجلس أنا عندكم! » ، فقالت هند بنت عمرو بن حرام امرأته: « كأني أنظر إليه موليا، قد أخذ درقته، يقول: اللهم لا تردني إلى أهلي خزيا! » ، فخرج ولحقه بنوه يكلمونه في القعود، فأتى النبي محمد، فقال: « يا رسول الله، إن بني يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه والخروج معك، والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه الجنة ». فقال النبي محمد: « أما أنت، فقد عذرك الله تعالى ولا جهاد عليك ». فأبى فقال النبي محمد لبنيه: « لا عليكم أن لا تمنعوه؛ لعل الله يرزقه الشهادة ». الصحابي عمرو بن الجموح. وقبل المعركة، قام النبي محمد، فخطب وقال: « قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين » [13] فقام عمرو وهو أعرج، فقال: « والله لأقحزن عليها في الجنة » ، [1] فقاتل هو وابنه خلاد لما انكشف المسلمون، حتى قُتلا.
خلاد بن عمرو بن الجموح - ويكيبيديا
فلما أصبح لم يجده مكانه بل وجده بالحفرة نفسها، ولم يكن وحيدًا بل كان مشدودًا مع كلبٍ ميتٍ في حبلٍ وثيق. عمرو بن الجموح رضي الله عنه. وبينما هو في غضبه وأسفه، اقترب منه بعض أشراف المدينة الذين سبقوا إلى الإسلام، وراحوا وهم يشيرون إلى الصنم يخاطبون عقل عمرو بن الجموح، محدِّثينه عن الإله الحق الذي ليس كمثله شيء، وعن محمد r الصادق الأمين، وعن الإسلام الذي جاء بالنور. وفي لحظات ذهب عمرو بن الجموح فطهر ثوبه وبدنه، وتطيب وتألق، وذهب ليبايع خاتم المرسلين محمد r... وقال في ذلك أبياتًا منها...
تالله لو كنتَ إلـهًا لم تكـنْ *** أنتَ وكلبٌ وسْطَ بئرٍ في قَرَن
أفّ لمصرعِك إلـهًا يستـدن *** الآن فلنثنانك عن سوء الغبـن
فالحمـد لله العلي ذي المنـن *** الواهـب الرزق وديان الدّيـن
هو الذي أنقذني مـن قبل أن *** أكـون في ظلمة قبـر مرتهن. أثر الرسول r في تربية عمرو بن الجموح:
أسلم عمرو بن الجموح t قلبه وحياته لله رب العالمين، وعلى الرغم من أنه مفطور على الجود والكرم، فإن الإسلام زاد من جوده وعطائه في خدمة الدين والأصحاب، فقد سأل الرسول r جماعة من بني سلمة -قبيلة عمرو- فقال: "من سيِّدكم يا بني سلمة؟" قالوا: الجد بن قيس، على بخـل فيـه)، فقال r: "وأيُّ داء أدْوَى من البخـل، بل سيدكم الجعـد الأبيـض عمرو بن الجمـوح" فكانت هذه الشهـادة تكريمًا لابن الجموح.
حكاية صحابي | الحلقة 19 ( عمرو بن الجموح ) | رمضان 2022 - Youtube
فقال: " « والذي نفسي بيده لقد رأيته يطأ في الجنة بعرجته » ". المصادر
طالع كذلك
غزوة أحد
[/FONT]
[FONT="] وجاءت غزوة أحد فذهب عمرو الى النبي صلى الله عليه وسلم يتوسل اليه أن يأذن له وقال له: [/FONT]
[FONT="] " يا رسول الله انّ بنيّ يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك الى الجهاد.. [/FONT]
[FONT="] ووالله اني لأرجو أن، أخطر، بعرجتي هذه في الجنة".. [/FONT]
[FONT="] وأمام اصراره العظيم أذن له النبي عليه السلام بالخروج، فأخذ سلاحه، وانطلق يخطر في حبور وغبطة، ودعا ربه بصوت ضارع: [/FONT]
[FONT="] " اللهم ارزقني الشهادة ولا تردّني الى أهلي".