* -حَدَّثَنَا ابْن عَبْد الْأَعْلَى, قَالَ: ثنا ابْن ثَوْر, عَنْ مَعْمَر, عَنْ قَتَادَة, مِثْله. وَقَوْله: { وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوت} الَّذِي حَبَسَهُ فِي بَطْنه, وَهُوَ يُونُس بْن مَتَّى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُعَاقِبك رَبّك عَلَى تَرْكك تَبْلِيغ ذَلِكَ, كَمَا عَاقَبَهُ فَحَبَسَهُ فِي بَطْنه. ' يَقُول: إِذْ نَادَى وَهُوَ مَغْمُوم, قَدْ أَثْقَله الْغَمّ وَكَظَمَهُ, كَمَا: 26898 -حَدَّثَنِي عَلِيّ, قَالَ: ثنا أَبُو صَالِح, قَالَ: ثني مُعَاوِيَة, عَنْ عَلِيّ, عَنْ ابْن عَبَّاس, قَوْله: { إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُوم} يَقُول: مَغْمُوم. فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. 26899 -حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو, قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِم, قَالَ: ثنا عِيسَى; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث, قَالَ: ثنا الْحَسَن, قَالَ: ثنا وَرْقَاء, جَمِيعًا عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح, عَنْ مُجَاهِد, فِي قَوْله: { مَكْظُوم} قَالَ: مَغْمُوم. يَقُول: إِذْ نَادَى وَهُوَ مَغْمُوم, قَدْ أَثْقَله الْغَمّ وَكَظَمَهُ, كَمَا: 26898 -حَدَّثَنِي عَلِيّ, قَالَ: ثنا أَبُو صَالِح, قَالَ: ثني مُعَاوِيَة, عَنْ عَلِيّ, عَنْ ابْن عَبَّاس, قَوْله: { إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُوم} يَقُول: مَغْمُوم. '
فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: (مَكْظُومٌ) قال: مغموم. وكان قتادة يقول في قوله: (وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ): لا تكن مثله في العجلة والغضب. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ) يقول: لا تعجل كما عَجِل، ولا تغضب كما غضب. { وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ} | بصائر. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، مثله.
{ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ} | بصائر
وأريد فقط أن أقف على معنى قوله تعالى: (فظن أن لن نقدر عليه) لو سمحتم لي:
القدرة هنا كما تعلمون معناها التضييق. يقال قَدَرْتُ عَلَى فُلاَنٍ: إِذَا ضَيَّقْتُ عَلَيْهِ. أي أن يونس ظن أن الله تعالى لن يعاقبه ولن يضّيق عليه. وفي هذا المعنى قوله تعالى وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ أي من ضيّق عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله. والله أعلم.
وسفينة النجاة واحدة، تتمثل في حمل الدعوة إلى آخر كلمة، والسعي بها الى آخر لحظة، والاستمساك بمبادئها إلى آخر رجل على وجه الأرض. بطن الحوت مصير محتوم
قضى الله على يونس عليه السلام أن يلتقمه الحوت، حيث الظلمة والضيق والموت، ليجد من ترك الألواح نفسه في بطن الحوت، حوت القهر والشدة، حوت الضيق والظلمة، حوت غياب المنطق وضياع الأسباب وانعدام الرؤية. بطن الحوت، حيث يونس عليه السلام، وكل يونس، تيارًا كان أم رمزًا، نظامًا، كان أم منظومة، أعدادًا ضخمة كانت أم صغيرة، فهذا مآل من ترك ميدان جهاده، وبحث عن سفينة للنجاة وفق رؤيته الخاصة ومراده، فمن ألقى الألواح لا يتوقع أن يجد في بطن الحوت الفلاح أو النجاح. فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت. في بطن الحوت لهيب يحرق الجميع، وضيق يخنق الجميع، وشدة تعصف بالجميع. بطن الحوت حيث لا متسع لتنازع ينشب على مكانة أو مقام، لا مجال للشكوى من شدة الضيق أو الزحام، لا مجال للتنظير ومعسول الكلام، لا مجال للبحث عن الرفاهية وإضاعة الزمان. فليس ثمة تنازع أو خصام، فأزمتك ليست في أخيك المحشور معك، فأنتما في أحشاء الحوت سواء! إنما أزمتك في منهجية قيادتك، واعوجاج مسلكك، وواجب بطن الحوت يختلف عن واسع الأيام، وفُسحة المكان، وكثرة الأحباب والخلان.