العالم - اليمن
وتُظهر الأهداف التي تعرّضت للقصف في الداخل السعودي، أن القيادة اليمنية قرّرت التعامل بالمثل مع الرياض، فتعمّدت، للمرّة الأولى، استهداف محطّات الكهرباء ومحطّات تحلية المياه والتكرير. وعلى هذا المنوال، إنْ لم يتمّ رفع الحصار عن اليمن بحلول الصيف، سيكون النظام السعودي أمام وضع بالغ الخطورة، من شأن تداعياته أن تطاول كلّ أنحاء البلاد. خريطة اليمن قبل الاحتلال السعودي الفرنسي. وإنْ تعمّدت المملكة استغلال حاجة السوق العالمية إلى نفطها، عبر الضغط على حلفائها الغربيين المشغولين بالأزمة الأوكرانية، إلّا أن هذه الأزمة تشكّل، من جهتها، فرصة للقوى المعادية لواشنطن، إذ تعطيها مجالاً أوسع للمناورة، وهو ما بدأت مؤشراته بالظهور في بعض الأحداث والتطورات، بدءاً بالضربة الإيرانية التي استهدفت مقرّاً لـ«الموساد» في أربيل، وليس انتهاءً عند عمليات «كسر الحصار» اليمنية. وعليه، لم يَطُلْ الوقت كثيراً ليرتفع صراخ السعودية وحلفائها الذين تداعوا إلى قمة شرم الشيخ، وهم يحضّرون لعقد أخرى في تل أبيب. ولعلّ أبرز المفارقات في عمليات «كسر الحصار» التي ينفّذها الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» ضدّ أهداف حيوية في الداخل السعودي، التغطية الإعلامية الواسعة والمباشرة على الهواء من قِبَل الفضائيات ووسائل الإعلام السعودية المختلفة، سواء تلك الموجّهة إلى الداخل أو الخارج.
خريطة اليمن قبل الاحتلال السعودي الفرنسي
العالم – ما رأيكم
قصف آرامكو الأخير كان موجعا وهو ما دفع تحالف العدوان السعودي الى تغيير المعادلة بشأن حل الأزمة اليمنية، فبادر عبر مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي والأمم المتحدة بمبادرة لإنهاء عدوانه الغاشم على اليمن. المعطيات تشير الى لعب الأمم المتحدة دور الوسيط لكن الحقيقة تشير الى غير ذلك، فالامم المتحدة كانت قد لعبت الدور نفسه عدة مرات لكنها فشلت برفض دول تحالف العدوان واليوم تأتي بوساطة جديدة تتضمن قبول بعض شروط صنعاء، وهو الأمر الذي ينبئ باعتراف جديد لتحالف العدوان بالهزيمة. خريطة اليمن قبل الاحتلال السعودي اليوم. الاعلاميون اليمنيون يقولون ان الوفد اليمني المفاوضات لم يتحدث عن المشاورات في الرياض ولا عن خطوات حكومة عبد ربه منصور هادي بشأن هذه المفاوضات بل رحب بخطوة الامم المتحدة بشأن الهدنة في اليمن لأن الهدنة تتضمن شروطا أساسية لصنعاء. وأكد الاعلاميون اليمنيون ان صنعاء ستبقى حذرة من الهدنة بسبب الخروق السابقة للتحالف، مشيرين الى ان ترحيب صنعاء جاء بسبب ان الهدنة تتعلق بملف كسر الحصار. وأضاف الاعلاميون ان تحالف العدوان السعودي يهرب الى مسارين، المسار الأول هو ان السعودية لا تريد أن تقول بأنها مسؤولة بشكل مباشر في الحرب على اليمن.
في 22 يناير 1838 وقع سلطان لحج محسن بن فضل العبدلي معاهدة بالتخلي عن 194 كيلومتر مربع (75 ميلا مربعا) لصالح مستعمرة عدن وذلك تحت ضغوط البيرطانيين مقابل شطب ديونه التي يقال انها كانت تبلغ لاتتجاوز 15 ألف وحدة من عملة سلطنته، مشترطا أن تبقى له الوصاية على رعاياه فيها. وفي عام 1839م نفسه أعدت حكومة الهند البريطانية عدة إجراءات للاستيلاء على عدن ، ففي 16 يناير دفع القبطان «هينس» بعدد من السفن الحربية بهدف احتلال ميناء صيرة فقاوم اليمنيون بشراسة مستميتة الأمر الذي أجبر السفن البريطانية بالتراجع والانسحاب، ولعل هذه الخطوة من قبل البريطانيين كانت بمثابة بالون اختبار لمدى إمكانات المقاومين اليمنيين والذين بالطبع كانوا يمتلكون أسلحة بدائية ومنها عدد قليل من المدافع التقليدية الرابضة فوق قلعة صيرة المطلة على ميناء عدن القديم. وبعد ثلاثة أيام في 19 يناير 1839م قصفت مدفعية الأسطول البريطاني مدينة عدن ولم يستطع الأهالي الصمود أمام النيران الكثيفة وسقطت عدن في أيدي الإنجليز بعد معركة غير متكافئة بين أسطول وقوات الإمبراطورية البريطانية من جانب وقوات قبيلة العبدلي من جانب آخر.