بما أن يقظة الظالم هي مصدر بلاء لمن حوله، فإن نومه منجاة، فهو السبيل اللاإرادي للكف عن إيذاء وظلم الآخرين. وهكذا فإن النوم، وفق المثل الشائع "نوم الظالم عبادة"، يعد بمثابة فعل من أفعال الخير يرقى إلى مستوى العبادة والتقرب إلى الله. ومع ذلك، فإن المثل لا يعنى ذلك حرفيا، فهو ككثير من الأمثال الشعبية ينطوي على سخرية، وليس المقصود أن نوم الظالم يضاف إلى ميزان حسناته، هذا إذا كان لديه حسنات. حديث موضوع : ( نوم العالم خير من عبادة الجاهل ) - الإسلام سؤال وجواب. أقول ذلك، لأن البعض كالعادة يناقش الأمر من الزاوية الفقهية، وكأن نوم الظالم كالصلاة أو الصوم أو الإحسان، وهو بكل تأكيد جدل فى غير موقعه ولا معنى له. وفى الحقيقة أن السخرية من الظالم فى هذا المثل لها هدف عملى، وهو مطالبة الظالم بأن يكف عن ظلمه، والنوم يرمز إلى فعل سلبى يؤدى إلى إبطال مفعول الظالم Deactivation، فليس المطلوب فعل شئ ولكن المطلوب فقط التوقف عن الفعل، وهكذا تتحقق الفائدة ويتم رفع الظلم. وشخصية الظالم هنا متعددة ومتدرجة بداية من الشخص المزعج فقط وصولا إلى ذلك الشخص الذى يمارس أفعالا مدمرة بحق الآخرين. وفى الحقيقة أن أكثر استخدامات هذا المثل شيوعا، على ما يبدو، هي للتعبير عن مشاعر الغضب الخالى من الكراهية، بل الغضب الودود، وأقصد بذلك استخدامه من قبل الأمهات عندما يضيق بهن الحال بسبب إزعاج أطفالهن.
- حديث موضوع : ( نوم العالم خير من عبادة الجاهل ) - الإسلام سؤال وجواب
- نوم الظالم [ عبادة ] .!
حديث موضوع : ( نوم العالم خير من عبادة الجاهل ) - الإسلام سؤال وجواب
الظلم في كل مكان، ولا شك أن الظلم جريمة كبيرة، والسؤال... هل يعلم الظالم أنه جزء من هذه الجريمة! وهل يشعر براحة الضمير وينام مطمئناً وهو من الظالمين؟ يقال في المثل: (نوم الظالم عبادة)، فكيف يكون في نومه عبادة ؟! نوم الظالم [ عبادة ] .!. نوم الظالم فرصة للناس في العبادة... نومُه مَنجاة واستقرار وراحة لكل من ظلمه ولكل من جاوره، وكلما ابتعد الظلم والجور ارتقى مستوى الناس في الطاعة، وليس المقصود أن نوم الظالم يضاف إلى ميزان حسناته، بل ابتعاده يكُف بلاه وشره عن الناس ويشعرهم بالاطمئنان، وهناك من يتمنى أن هذا النائم الظالم لا يصحو من نومته، حتى يجني الناس الخير الكبير، فإنه في مدة نومه لا يأمر جوارحه بشرٍّ، ولا يُرغمها على معصية فتستريح منه أبعاضه، ويستريح الناس والدنيا من شره، ففي يقظة الظالم بلاء لمن حوله، والنوم يرمز إلى إبطال أذاه، وتوقفه عن الفعل، وبذلك تُفتح أبواب الخير والطاعة للناس، ففي نومه عبادة لهم. المثل فيه نوع من السخرية من الظالم ولكنها تعني مطالبته بالكف عن ظلمه، حتى تتحقق الفائدة ويتم رفع الظلم بكل أشكاله؛ فالظلم ربما يكون بكلمة أو خذلان للحق وأهله، أو إيذاء في نفس أو عرض أو مال أو شماتة أو تدليس في المواقف أو إخفاء حقيقة.
نوم الظالم [ عبادة ] .!
ما من لعنةٍ لاحقت الحكّام العرب، مثل لعنة "ضياع فلسطين"، يلعنهم بها شعوبهم كلّما ألمّت بأهل فلسطين ملمّة، أو أصابتهم مصيبة، يلعنونهم، ويلعنون صمتهم، وتخاذلهم، وتقاعسهم عن مواجهة الاحتلال الذي هزمهم جميعًا، وقتل منهم ألوفًا، وجثم على موضع القلب من وطنهم العربيّ. ثمة اعتقادٌ قويّ لدى الفلسطينيين والعرب عامّة -وهو صحيحٌ برأيي- أنّ "إسرائيل" لم تكن لتقوم، ولا لتعيش عمرها الطويل، لولا خيانة الأنظمة العربية، ونصبها نفسها سياجًا حاميًا، بهشاشة نظامها السياسيّ المبنيّ على القمع والدكتاتورية، وبفسادها وإنهاكها البلاد، وجعلها أضعف من مواجهة عدوٍّ بحجم "إسرائيل" وداعميها، وكذلك بتحالفها الحقيقيّ مع قادة الاحتلال، تحالف يرعى المصلحة الشخصية لقادة هذه الأنظمة، والمصلحة القومية لدولة الاحتلال.
" أخاف الربيعُ العربيّ أصحاب العروش، فعاثوا في بلاده تحريشًا وتخريبًا، وبذلوا في ذلك مواردهم المالية، وأبواقهم الإعلامية، وقنواتهم الدبلوماسية، واجتهدوا -وهم الكسالى الفسدة- أن يدفنوا الحلم في مهده، وأن يمنعوا رياح التغيير "
كثيرًا تساءل العربُ عن جيوشهم التي تتسلّح بالمليارات، طائراتهم التي لم يعرفوها إلا في الاستعراضات، ودبابتهم التي علاها الصدأ، وبنادق جنودهم التي سكتت طويلًا، تمنوها أن تفتح فوهاتها يومًا، فتنطق بالحقّ رصاصًا في وجوه القتلة السارقين، وتساند أهل فلسطين في معركتهم التي امتدّت أكثر من مائة عام!
تاريخ النشر: الخميس 6 شوال 1425 هـ - 18-11-2004 م
التقييم:
رقم الفتوى: 55816
40923
0
289
السؤال
هل (نوم الصائم عبادة) هو حديث شريف تأكد وروده عن النبي صلى الله عليه وسلم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فحديث نوم الصائم عبادة قد جاء في بعض الكتب التي لا تحترز عادة من الأحاديث الضعيفة، فقد ورد في مسند ابن أبي أوفى: أخبرنا يحي قال حدثنا محمد بن أحمد بن داود بن أبي نصر السراج نا سريج بن يونس ثنا سليمان بن عمرو بن عبد الملك بن عمير عن ابن أبي أوفى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نوم الصائم عبادة، وسكوته تسبيح، ودعاؤه مستجاب، وعمله متقبل. أورده الألباني في السلسلة الضعيفة، وقال عنه صاحب فيض القدير إن في سنده معروف بن حسان وهو ضعيف، وفيه سليمان بن عمر النخعي وهو أضعف منه، وقال الحافظ العراقي: فيه سليمان النخعي أحد الكذابين، وقد نص جمع من أهل الحديث على تضعيف رجاله فهو إذا ضعيف، ولم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.