والنصوص النبوية عديدة ومتنوعة في تأكيد هذا المعنى، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: " من يحرم الرفق يحرم الخير كله ". وفيه فضل الرفق وشرفه، ومن ثم قيل: الرفق في الأمور كالمسك في العطور. وقال -صلى الله عليه وسلم-: " إن الله تعالى يحب الرفق في الأمر كله ". أي لين الجانب بالقول والفعل والأخذ بالأسهل والدفع بالأخف وقوله ( في الأمر كله) في أمر الدين وأمر الدنيا، حتى في معاملة المرء نفسه، ويتأكد ذلك في معاشرة من لا بد للإنسان من معاشرته كزوجته وخادمه وولده، فالرفق محبوب مطلوب مرغوب، وكل ما في الرفق من الخير ففي العنف مثله من الشر. الرفق بالحيوان في الاسلام. وقال -صلى الله عليه وسلم-: " إن الله رفيق يحب الرفق ويرضاه ويعين عليه ما لا يعين على العنف ". وقال: " إن الله تعالى رفيق يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف ". فقوله: ( إن تعالى اللّه رفيق) أي لطيف بعباده يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر، فيكلفهم فوق طاقتهم، بل يسامحهم ويلطف بهم ( يحب الرفق) لين الجانب بالقول والفعل، والأخذ بالأسهل، أي يحب أن يرفق بعضكم ببعض ( ويعطي عليه) في الدنيا من الثناء الجميل ونيل المطالب وتسهيل المقاصد وفي العقبى من الثواب الجزيل ( مالا يعطي على العنف) وكل ما في الرفق من الخير ففي العنف من الشر مثله.
- الرفق بالحيوان في الإسلام - ملتقى الخطباء
- أهمية الرفق في حياة المسلم | معرفة الله | علم وعَمل
- الرفق في المنظور الإسلامي - مركز الرسالة - کتابخانه مدرسه فقاهت
الرفق بالحيوان في الإسلام - ملتقى الخطباء
كما أن القرآن الكريم ذكر فيه العديد من القصص القرآنية والتي دعت إلى الليونة في التعامل وأيضًا الرفق في التعامل، والتي من بينها القصة الشهيرة لسيدنا سليمان عليه السلام، والذي رفق فيها بالنمل عندما أوقف جنوده عن التحرك حتى لا يقوموا بإيذاء النمل، وهذا ما يدل على أن الرفق كان من صفات الأنبياء والصالحين، بالإضافة إلى لين سيدنا يوسف عليه السلام لإخوته بالرغم من كل ما فعلوه به، وغيرها من الكثير من القصص التي جاءت ووردت في كتاب الله العزيز القرآن الكريم، والتي لا يمكن عدها وإحصائها في هذه السطور. تأثير الرفق في حياة الإنسان:
إن للرف أثر كبير جدا على جياة الإنسان وعلى من حوله، حيث إن الإنسان الذي يتحلى بالرفق واللين في التعامل يناله الكثير من الخير والثواب من الله عز وجل، وتكون له مكانة عظيمة جدا عند الله عز وجل، كما أن الله وعد الأنسان اللين بأنه سوف يحرم على النار، وهذا الوعد من أجمل الوعود الربانية التي يمكن أن تجعل الإنسان يتحلى بهذه الصفة العظيمة، ولا يكمن تأثير الرفق على الآخرة فقط والثواب، بل إن الرفق يجعل للإنسان مكانة عظيمة بين أهله وقومه وتجعله محبوب دائما ممن هم حوله. كما أن الرفق يجعل الإنسان دائما يشعر بالسعادة والرضى عن نفسه، حيث إن الإنسان اللين المتساهل دائما مع من حولره يشعر دائما بالسلام والمحبة والإخوة بينهم، وهذا ما يجعله يشعر بالراحة والرضا في حياته، وأيضًا يشعر بأنه محبوب من الآخرين.
أهمية الرفق في حياة المسلم | معرفة الله | علم وعَمل
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 26/8/2015 ميلادي - 12/11/1436 هجري
الزيارات: 266076
أَوْلَى الإسلامُ المرأةَ عنايةً فائقة، وبوّأها منزلة رائقة لم تقاربها - فضلاً عن أن تبلُغَها - في ظلِّ الدياناتِ والنُّظُم الأخرى، يُقِرُّ بهذا كلُّ مُنْصِفٍ مُطَّلِعٍ على نصوص الكتاب الكريم، وهَدْي إمام الأنبياء والمرسلين صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلَّم. فقد حثَّ الإسلام من خلال الكتاب والسُّنَّة على القيام بحقوق المرأة في تفصيل واضح، وبيان رائع، لا يَدَع المجالَ لإضافةٍ أو تعديل، ذلك لأنه نظام من لدن حكيم خبير. الرفق بالحيوان في الإسلام - ملتقى الخطباء. ولست بصدد سَرْدِ تلك الحقوق وبيانها، ففي الموضوع مؤلفات كثيرة تغني وتكفي، وإنما أردت هنا بيان جانب مهم عُنِيت به السُّنَّة الشريفة، ألا وهو الرِّفق بالمرأة. وقد حقَّق النبيُّ صلى الله عليه وسلم هذا المطلب في حياته العملية، وظلَّ يوصي بالمرأة عموماً إلى أن لَحِق بالرَّفيق الأعلى، ولما وقف في حجة الوداع في أعظم تجمّع إيماني خطيباً ليستعرض ركائز الدين وأهمّ قضايا الإسلام، كانت الوصية بالمرأة حاضرة في تلك الخطبة الهامّة، فقد قال فيها: ((... اتَّقُوا اللهَ في النِّساء، فإنكم أخذتموهُنَّ بأمان الله، واستَحْلَلْتُم فُروجَهُنَّ بكلمةِ الله... )) رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه [1].
الرفق في المنظور الإسلامي - مركز الرسالة - کتابخانه مدرسه فقاهت
ولم يقتصر ديننا الإسلامي المجيد على الرفق بالحيوان فقط، بل إن ديننا وعد الأشخاص اللينين والهينين في معاملاتهم مع غيرهم بالرحمة والمغفرة من الله عز وجل، كما أن الرفق هي واحدة من الصفات التي كانت في رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، وجاءت صور الرفق عن الرسول في كتاب القرآن الكريم، وذلك في قوله تعالى: ((فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك)) هذه الآية القرآنية تعبر عن مدى رفق النبي الكريم حتى بالكفار بالرغم من أنهم كانوا يسعون لتعذيبه أو قتله. كما ذكر الرسول الكريم أيضًا ضرورة التحلي بالرفق من قبل المسلمين، حيث جعل الله عز وجل النار محرمة على الأشخاص الذين يمتازون بطيبة القلب واللين ورفقهم، حيث قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ((حرم على النار كل هين لين))، وهذا ما يؤكد على ضرورة التحلي بالرفق واللين في معاملاتنا سواء مع غيرنا من الناس أو مع الحيوانات. ولا يمكن أن ننسى دعوة رسولنا الكريم أيضًا بضرورة الرفق مع السيدات، حيث قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ((رفقًا بالقوارير))، وهذا الأمر الذي يدعو فيه الرسول الكريم بضرورة اللين في التعامل مع الزوجات والسيدات، وهذا ما يدل على أهمية الرفق مع النساء ولما له من آثار جيدة على الشخص وعلى من حوله بالإضافة إلى ثوابه العظيم والكبير، وكان ذلك من بين الأمور التي حث فيها أيضًا ديننا الإسلامي على الرفق، والذي كان هنا المقصود به الرفق مع النساء.
وعَنِ ابنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قال: مَرَّ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى رَجُلٍ وَاضِعٍ رِجْلَهُ عَلَى صَفْحَةِ شَاةٍ، وهو يَحُدُّ شَفْرَتَهُ، وَهِيَ تَلْحَظُ إليه بِبَصَرِها، فقال: النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: " أتُريدُ أَنْ تُمِيتَها مَوْتَاتٍ؟! هَلاَّ حَدَدْتَ شَفْرَتَكَ قَبْلَ أَنْ تُضْجِعَهَا ؟ "(رواه الطبراني في "الكبير"، والحاكم في "المستدرك").