أكد رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل أن الراحل الأمير سعود الفيصل "ترك لنا إرثا وكنزا من المآثر والتفاني، ما علينا إلا أن نغترف منه لنستزيد ومهما غرفنا فلن نصل للقاع". وقال الفيصل خلال حفل تدشين مركز الأمير سعود الفيصل للمؤتمرات، اليوم بمقر الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بالرياض"ألتزم بمبدأ علمني هو إياه قل المختصر المفيد، كأنني أسمعه في هذه اللحظة وهو يخاطبني من جنان الفردوس "ليه هذه الحركات التي ما لها سنع انت تعرف انني وهبت نفسي للخدمة والمصلحة العامة، على العموم اشكر الاخوان، وقل لهم لا يتعودوها". وأضاف: لقد أفضى ذكره في هذه المناسبة وما سبقها من مناسبات كل ما يمكن أن يقال عن سعود الفيصل وما بقي لي ذكره هو عن إنسانيته مبينا أنه كان مثالا للتواضع؛ فإذا دخلت عليه في مجلسه أو مكتبه نهض واقفا مادا لك يده لتصافحه. وعن شجاعته قال: لن أنسى ارتداءه البدلة العسكرية ليتسلل لسقف البيت الحرام حين استولت عليه شرذمة الشيطان ليستطلع بنفسه الموقف معرضا نفسه لقناصتهم. ونوه الأمير تركي الفيصل بشهامة أخيه "سعود" في الأمم المتحدة لنصرة الأشقاء الكويتيين حين داهمهم الغزو الصدامي ، ودفاعه المستمر عن قضية الشعب الفلسطيني وتحرير القدس الشريف ،وعن بصيرته تساءل: كيف أتجاهل رده على بوتين في آخر مؤتمر للقمة العربية حضرها رحمه الله؟ وعن عاطفته قال: محفور في ذاكرتي جلوسي لجانبه حين سمعنا في المذياع نبأ احتلال الصهاينة لقدسنا الشريف فذرفت عيناه بدموع الحسرة.
- تركي الفيصل: "سعود" ترك لنا إرثاً وكنزاً وما علينا إلا أن نغترف منه
تركي الفيصل: &Quot;سعود&Quot; ترك لنا إرثاً وكنزاً وما علينا إلا أن نغترف منه
وعبر وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي عن خالص الاعتزاز بهذه المبادرة المهمة والأصيلة لتخليد ذكرى المغفور له بإذن الله الأمير سعود الفيصل طيب الله ثراه، وإطلاق اسم سموه على مركز المؤتمرات في مقر لاأمانة العامة لدول الخليج، في خطة تحمل في في مضمونها معالي التقدير والاجلال للراحل العزيز، وتجسد المكانة الغالية التي حفرها في قلوبنا جميعا بسجاياه وخصاله الحميد وأخلاقه الرفيعة وأعماله الخالدة ومواقفة العظيمة التي سجلها التاريخ وسيظل شاهدا عليها إلى الأبد. وأضاف: الأمير سعود الفيصل رحمه الله، رسم بكل اقتدار السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية الشقيقة، بما عزز ورسخ من دورها القيادي في نصرة قضايانا الخليجية والعربية والاسلامية، وأعلى مكانتها في جميع المحافل الدولية. وتابع: من منا يمكن أن ينسى دور سموه رحمه الله في تأسيس ركائز التعاون لدول الخليج العربية، حين شارك في وضع اللبنات الأساسية لمجلسنا، لينطلق بعد ذلك في مسيرة مباركة يشهد لها الجميع في تحقيق مصالح دول المجلس وشعوبها المترابطة، ويتبوأ مكانته كمنظمة إقليمية قوية يحسب لها دورها الفاعل والأساسي في تحقيق الأمن والسلم الدوليين.
وأضاف الشيخ صباح: "إنني حظيت شخصيا في السنوات الأخيرة بشرف التعامل المباشر مع المغفور له الامير سعود الفيصل ولمست عن قرب مناقب سموه ونبل اخلاقه فكان سخيا في بذله وعطاءه وعظيما بمواقفه وآرائه ومتفردا بدبلوماسيته وريادته". وأكد أن الأمير سعود أسس بثقافته الواسعه وحكمته وآرائه السديدة مدرسة راسخة في فنون السياسة والدبلوماسية وافنى جل حياته في خدمة الدين والوطن وقضايا الأمة والإسهام في تعزيز السلام العالمي وكان لسموه بصماته الواضحة في المسيرة المباركة لمجلس التعاون الخليجي. وتابع: شكرا للإخوة في الأمانة العامة ولجميع من دعم فكرة تسمية هذا المبنى تيمنا وتقدير لعطاءات سمو الامير سعود الفيصل طيب الله ثراه.