وموقعها عند مدخل الصعيد في منتصف المسافة بين النيل وسلسلة المقطم الشرقية، وبينها وبين النهر بقعة صالحة للزراعة في أكثر أجزائها. ويزيد عرضها على ميل في المناطق الشمالية (حيث يقع ميناء بولاق)، ولكنها في الجنوب أقل من نصف ميل. ومساحة العاصمة تبلغ تقريباً ثلاثة أميال مربعة. وقد أُحصى عدد سكانها أثناء زيارتي الثانية فبلغ زهاء مائتين وأربعين ألفاً؛ وقد زاد هذا العدد بعد ذلك كثيراً بسبب إنقاص عدد الجيش ولأسباب أخرى. والقاهرة محاطة بسور تقفل أبوابه ليلاً، وتشرف عليها قلعة كبيرة تقع في زاوية من المدينة بالقرب من الجبل، وشوارعها ليست مبلطة وأكثرها ضيق غير منتظم، وهي أحرى بأن تسمى أزقة
وتبدو القاهرة للأجنبي العابر في شوارعها ضيقة جداً تغص بالسكان؛ ولكن الحال تختلف في نظر من يشرف على المدينة من سطح منزل أو مأذنة مسجد. الوسط البيئي (الجزء 2) - ويكي الكتب. وأكبر الشوارع يكون فيه عادة صف من الحوانيت على كل جانب، وفوق الحوانيت غرف لا تتصل بها، وقلما تكون مشغولة بمستأجري الدكاكين وتوجد على أيمان الشوارع الكبيرة وعلى شمائلها دروب وحارات، وأغلب الدروب طرق مزدحمة لكل منها بوابة من الخشب كبيرة على مدخليها تقفل ليلاً، ويحرسها بواب من الداخل يفتح لكل من يطلب الدخول.
صور عن المناخ
وأما عبارة (هو الخلاق الباقي) التي سنشرح موضوعها عند الكلام على خرافات المصريين فترى على أبواب كثيرة. وهي تنقش عادة بحروف سوداء أو بيضاء. وقلما تصبغ الأبواب ما عدا أبواب البيوت العظيمة. ويكون لها على العموم سماعة من الحديد وضبة من الخشب، وعلى جانب الباب درجتان من الحجر للركوب
(يتبع)
عدلي طاهر نور
صور عن المناخ المملكه
وأنا نسوق اليوم لهذه النهضة التأليفية مثلا جديدا هذا الكتاب الجديد: قلب جزيرة العرب الذي دبجته يراعة قديرة ونسقه فكر قدير. ولقد كان أول ما اختلج في نفسي من خواطر، حينما تناولت يدي هذا الكتاب، دهشة عميقة، فيها كثير من السخرية بالماضي، وفيها كثير من الأمل في المستقبل، فقد تساءلت: أفهذا أول كتاب حديث يكتب عن جزيرة العرب وهي تلك الديار التي تنزل منزلا ساميا من العقول والقلوب جميعا، والتي تضطرب لها كل نفس بأدق المشاعر وأجمل الذكريات؟! عجيب لعمري أن يظل هذا النقص دون أن ينهض من الكتاب من يسد ثغرته، وإذن فقد ملأ هذا الكتاب الذي نحن بصدده فراغا شاسعا وأكمل نقصا معيبا شعر به المؤلف الفاضل الأستاذ فؤاد حمزة، وشعرنا به جميعا، فقد حمله على وضع كتابه هذا شعوره (بنقص خزانتنا العربية وافتقارها إلى مؤلف جامع لأحدث المعلومات الجغرافية والطبيعية والاجتماعية عن البلاد العربية، وحاجة الجمهور إلى مرجع حديث، سهل التناول، يجمع ما تفرق من المعلومات العامة في الكتب العربية القديمة، وكتب المستشرقين والرواد الأوروبيين مما لا وجود له في اللغة العربية.
صور عن المناخ المعتدل
مجلة الرسالة/العدد 1013/على هامش الدفاع عن الشرط الأوسط
5 - على هامش الدفاع عن الشرط الأوسط
للدكتور عمر حليق
1 - الصراع العقائدي وعلاقته بفكرة الدفاع في الشرق
الأوسط
ضرورة التعرف على جوهر سلوك السوفيتي
المنطق الرئيسي الذي تلجأ إليه الحكومتان الأمريكية والبريطانية معها بقية الحلف الأطلنطي لإقناع الدول والشعوب العربية بالتعاون معهما في نظام الدفاع المشترك عن الشرق الأوسط يستند إلى خطر تعتقد دول الحلف الأطلنطي أنه كامن في مطامع روسيا السوفيتية للتوسع في الشرق الأوسط ورابض في صميم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية (والسياسية كذلك) التي تعيش عليها شعوب الشرق العربي وبعض الشعوب الإسلامية المجاورة. وفي اعتقاد كاتب هذه السطور أن من أهم الأمور التي يجب أن يشغل بها صناع السياسة والمصلحون الاقتصاديون والاجتماعيون في الشرق العربي هو محاولة التعرف على دقائق السلوك السياسي والفكري للشيوعية العالمية ممثلة في مركزية الاتحاد السوفيتي وفي الحركات الشيوعية المحلية وفي مختلف البقاع - حركات تدين لموسكو بالولاء وتستوحي منها الإرشاد والتوجيه. فإن ابرز ما في هذه الاتجاهات السياسية والفكرية في حاضر الشرق إجمالاً والعالم العربي على وجه الخصوص هي البلبلة السياسية والفكرية التي تعتري القادة والمواطنين حتى يحاولوا مخلصين صادقين في تحديد موقفهم السياسي ومبادئهم الاقتصادية والاجتماعية إزاء التنافس الحاد الذي يشهده الشرق العربي (بل العالم بأسره) بين المعسكرين المتطاحنين الشيوعي وحلف الأطلنطي.
وقلما ينتشر الطاعون فيما وراء القاهرة. وهو أكثر انتشاراً في مناطق المستنقعات القريبة من البحر المتوسط. وفي أثناء السنين العشر الأخيرة، قبل زيارتي الثانية لمصر، لم تحدث غير إصابات قليلة جداً، إلا في الأقاليم السابقة الذكر؛ وهذه لم يكن الوباء فيها شديداً، لأن البلاد تحسن صرف مياهها، وأدخلت فيها نظم المحاجر الصحية لمنع دخول هذا المرض من بلاد أخرى أو لوقفه. والرمد أكثر انتشاراً في الوجه البحري منه في الأقاليم الجنوبية. صور عن المناخ. وهو يحدث عامة من العرق؛ ولكن ضرره يتفاقم من الغبار ومن أسباب كثيرة أخرى. وقلما يستفحل خطر هذا المرض إذا أسرع المرضى في استعمال الدواء، ولكن كثيراً من الوطنيين لجهلهم طريقة العلاج، أو لإصرارهم على تفويض الأمر للقدر، يفقدون البصر كله أو بعضه
وكثيراً ما سألني السائلون هل في مصر معمرون؟ ومن المحقق أن قليلاً من أهل هذا البلد مَن يبلغ السن العالية؛ ولكن من النادر أن يبلغ المرء هذه السن في بلدنا دون أن يصاب مراراً بمرض مميت لولا عناية الطب التي لا ينالها إلا النزر القليل في مصر. وحرارة الصيف تنهك الجسم ولكنها تدفع المصريين إلى الإفراط في الملذات الشهوانية. وخصوبة الأرض تولد الكسل، فيكتفي المصري بالقوت القليل، وهذه الكفاية يحصل عليها بأدنى سعي وأقل مشقة
والعاصمة المصرية الحديثة التي يشغل الحديث عن سكانها أكثر صفحات هذا الكتاب، تسمى الآن (مَصر) أو باللفظ الأفصح (مِصر)؛ ولكنها كانت تسمى من قبل القاهرة فصفحها الأوربيون إلى (كايرو).
وبعد أن أقامت الجماعة بالإسكندرية قليلاً سافرت إلى رشيد وقد وصفها نيبور وصفاً يكاد يجعل رشيد اليوم نجعاً صغيراً بجانب رشيد الأمس، إذ كانت في ذلك العهد ثغراً من أكبر ثغور البلاد المصرية - قال نيبور وقد حدث أن فرداً منا يسمى فورسكال، أبى إلا أن يسافر إلي عن طريق البر، وكان المسافر عرضة لسطوا العرب الأفاقين المتجولين في ذلك الإقليم، وقد كان من هذه المخاطرة أن جاء زميلنا وليس عليه إلا بنطلونه فقط، لأن العرب باغتته في الطريق فسلبته كل ما يملكه، ولكن هزتها أريحية الكرم، فأبقت له بنطلونه. وانحدرت البعثة بعد ذلك إلى القاهرة، فبعد أن وصف كثيراً من آثارها وأحوالها وموقعها وقلعتها قصر الباشا والإنكشارية قال كثيراً ما يخطئ السائحون في تقدير عدد سكان المدن في الشرق، وكذلك القاهرة لأن ضيق شوارعها وطرقها تدعو إلى التوهم أنها آهلة بالسكان مزدحمة بالأهلين، وفي عدة من الأحياء دروب ضيقة طويلة لا تنتهي إلى شارع. ولا تحور إلى غاية ولا ترجع إلى طريق معين، وسكان هذه الأحياء يستطيعون أن يتحدثوا خلف بيوتهم، ولكنهم يمشون ميلاً كاملاً قبل أن يلتقوا، وهذه الحواري يسكنها الصناع، وهم يتركونها نهاراً إلى مصانعهم في الشوارع الكبرى ويغادرون نسائهم وأطفالهم في البيوت، ولهذا يندهش أهل الحارة وينزعجون عندما يرون رجلاً يمر بين بيوتهم ويظنونه قد ضل طريقه ويجتمعون حوله يمنعونه من المرور.