فردت عليه عقيلة بني هاشم (عليها السلام) قائلة: الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم و طهرنا من الرجس تطهيرا ، و إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر ، وهو غيرنا والحمد لله. فقال ابن زياد: كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك؟! فقالت: ما رأيت إلا جميلاً ، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل ، فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجون إليه وتختصمون عنده فانظر لمن الفلج يومئذ ، ثكلتك أمك يابن مرجانة!! فغضب ابن زياد واستشاط ، فقال له عمرو بن حريث: أيها الأمير ، إنها امرأة والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها. فقال ابن زياد: لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك. فرقّت زينب وبكت وقالت له: لعمري لقد قتلت كهلي ، وقطعت فرعي ، واجتثثت أصلي ، فإن كان هذا شفاؤك فقد اشتفيت. فقال ابن زياد: هذه سجاعة ، ولعمري لقد كان أبوها سجاعاً شاعراً. جيفه عبيد الله ابن زياد مسلسل المختار الثقفي - YouTube. فقالت: يا بن زياد ما للمرأة والسجاعة، وان لي عن السجاعة لشغلاً ثم التفت ابن زياد إلى الامام علي بن الحسين زين العابدين وقال له: من أنت ؟ فقال: أنا علي بن الحسين. فقال: أليس الله قد قتل علي بن الحسين؟ فقال علي: قد كان لي أخ يسمى علي بن الحسين ، قتله الناس.
- عبيدالله بن زياد العمري
- قصة مسلم بن عقيل
- مسلم بن عقيل في الكوفة
- مسلم بن عقيل لطمية
عبيدالله بن زياد العمري
ثم اتفق خروج ابن الأشتر إليه في سبعة آلاف، وكان مع ابن زياد أضعاف ذلك، ولكن ظفر به ابن الأشتر فقتله شر قتلة على شاطئ نهر الخازر قريبا من الموصل بخمس مراحل. قال أبو أحمد الحاكم: وكان ذلك يوم عاشوراء. قلت: وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين، ثم بعث ابن الأشتر برأسه إلى المختار ومعه رأس الحصين بن نمير، وشرحبيل بن ذي الكلاع وجماعة من رؤساء أصحابهم، فسر بذلك المختار. فقال يعقوب بن سفيان: حدثني يوسف بن موسى بن جرير، عن يزيد بن أبي زياد قال: لما جيء برأس ابن مرجانة وأصحابه طرحت بين يدي المختار فجاءت حية رقيقة ثم تخللت الرؤوس حتى دخلت في فم ابن مرجانة وخرجت من منخره، ودخلت في منخره وخرجت من فمه، وجعلت تدخل وتخرج من رأسه من بين الرؤوس. ورواه الترمذي من وجه آخر بلفظ آخر فقال: حدثنا واصل بن عبد الأعلا بن أبي معاوية، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير. عبيدالله بن زياد المسفر. قال: لما جيء برأس عبيد الله وأصحابه فنصبت في المسجد فيالرحبة، فانتهيت إليها وهم يقولون: قد جاءت قد جاءت، فإذا حية قد جاءت تتخلل الرؤوس حتى دخلت في منخري عبيد الله بن زياد، فمكثت هنيهة ثم خرجت فذهبت حتى تغيبت، ثم قالوا: قد جاءت قد جاءت ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثة. قال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح.
كانت في ابن زياد جرأة وإقدام ومبادرة إلى ما لا يجوز، وما لا حاجة له به، لما ثبت في الحديث الذي رواه أبو يعلى ومسلم، عائذ بن عمرو دخل على عبيد الله بن زياد فقال: أي بني، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن شر الرعاء الحطمة، فإياك أن تكون منهم». عبيد الله بن زياد بن ظبيان - ويكيبيديا. فقال له: اجلس فإنما أنت من نخالة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: وهل كان فيهم نخالة؟ إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم. دخل عبيد الله بن زياد على معقل بن يسار يعوده فقال له: إني محدثك بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من رجل استرعاه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لهم إلا حرم الله عليه الجنة». لما مات معقل بن يسار صلى عليه عبيد الله بن زياد ولم يشهد دفنه، واعتذر بما ليس يجدي شيئا وركب إلى قصره، ومن جراءته إقدامه على الأمر بإحضار الحسين إلى بين يديه وإن قتل دون ذلك، وكان الواجب عليه أن يجيبه إلى سؤاله الذي سأله فيما طلب من ذهابه إلى يزيد أو إلى مكة أو إلى أحد الثغور، فلما أشار عليه شمر بن ذي الجوشن بأن الحزم أن يحضر عندك وأنت تسيره بعد ذلك إلى حيث شئت من هذه الخصال أو غيرها، فوافق على رأي شمر على ما أشار به من إحضاره بين يديه فأبى الحسين أن يحضر عنده ليقضي فيه بما يراه ابن زياد.
4K مشاهدة
| تم اضافته بتاريخ 30-07-2020 علي فاضل الخزاعي
هنالك نجوم لامعة أفدوا بكل ما يملكون من الغالي والنفيس في الدفاع عن النبي وأهل بيته (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، صحابة أجلَّاء وعبّاد أتقياء، كعمّار، وذي الشهادتين، وأُويس القرني، وهاشم المرقال، ومحمد بن أبي بكر، وغيرهم كثير، فلا يشك أحد في فضلهم وبلائهم الحسِن، ومن هؤلاء الليوث الغضنفر الذي وقف بوجه الظلم للدفاع عن أهل بيت النبوة (عليهم السلام)، حتى فدى بنفسه في سبيل الحق هو الصحابي (مسلم بن عقيل بن أبي طالب) (عليه السلام). ولد مسلم عام 22 هـ بالمدينة المنوّرة، وأُمّه: السيّدة علية، وأما زوجته: فهي السيّدة رقية بنت الإمام علي (عليه السلام). كان مسلم (عليه السلام) من أجِلاء بني هاشم، وكان عاقلاً عالماً شجاعاً، وكان الإمام الحسين (عليه السلام) يلقّبه بثقتي، وهو ما أشار إليه في رسالته إلى أهل الكوفة. ولشجاعته اختاره عمُّه أمير المؤمنين (عليه السلام) في حرب صفّين، ووضعه على ميمنة العسكر مع الحسن والحسين (عليهما السلام)[1]. كان مسلم بن عقيل محاربا فذًا اتصف بالقوة البدنية، فتصفه بعض المصادر (وكان مثل الأسد، وكان من قوته أنه يأخذ الرجل بيده فيرمي به فوق البيت)[2].
قصة مسلم بن عقيل
وصوله إلى الكوفة: وصل مسلم (عليه السلام) الكوفة، في الخامس من شوال 60 هـ، فنزل في دار المختار بن أبي عبيدة الثقفي، وأقبلت الناس تختلف إليه، فكلّما اجتمع إليه منهم جماعة، قرأ عليهم كتاب الإمام الحسين (عليه السلام)، وهم يبكون، وبايعه الناس، حتّى بايعه منهم ثمانية عشر ألفاً. كتابه إلى الإمام الحسين (عليه السلام): كتب مسلم (عليه السلام) كتاباً من الكوفة إلى الإمام الحسين (عليه السلام)، جاء فيه: (أمّا بعد، فإن الرائد لا يكذب أهله، وأن جميع أهل الكوفة معك، وقد بايعني منهم ثمانية عشر ألفاً، فعجّل الإقبال حين تقرأ كتابي هذا، والسلام) (4). ما كتبه عملاء الحكم الأموي عن تحركه: أرسل العملاء إلى يزيد رسائل تخبره عن مجيء مسلم (عليه السلام) منها: (أمّا بعد، فإنّ مسلم بن عقيل قد قدِم الكوفة، وبايعته الشيعة للحسين بن علي بن أبي طالب، فإن يكن لك في الكوفة حاجة فابعث إليها رجلاً قوياً، ينفّذ أمرك، ويعمل مثل عملك في عدوّك، فإنّ النعمان بن بشير رجل ضعيف أو هو يَتَضَعَّف) (5). إرسال ابن زياد إلى الكوفة: كتب يزيد بن معاوية رسالة إلى واليه في البصرة، عبيد الله بن زياد، يطلب منه أن يذهب إلى الكوفة، ليسيطر على الوضع فيها، ويقف أمام مسلم (عليه السلام) وتحرّكاته.
مسلم بن عقيل في الكوفة
بعد أن نقل العلامة المجلسي (رحمه الله) هذه القصة في البحار قال: لو قتل مسلم في تلك اللحظة ابنَ زياد لاستتب له أمر الكوفة وقوي جانب الحسين سلام الله عليه وربما آل الأمر إلى سقوط يزيد وحكومة بني أمية، وهذا يعني تفويت فرصة عسكرية من أعظم الفرص... ولكن ماذا يعمل مسلم، والإسلام قيد الفتك؟!. صحيح إن مسلماً قد فوّت أكبر فرصة سياسية وذهبية لقلب المعادلة لصالحه وصالح الإمام الحسين سلام الله عليهما مادياً، ولكنها لم تكن الفرصة الذهبية إسلامياً، بل كانت بعيدة عن روح الإسلام؛ فقد نقل مسلم (رضوان الله عليه) حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وآله يقول فيه: إن الإسلام قيد الفتك؟! مبادئ الإسلام فوق كل شيء:
فالغلبة المادية بالفتك ليس فيها بقاء الإسلام الذي هو فوق تلك الغلبات، إضافة إلى ذلك فإن مسلم بن عقيل كان فذاً من أفذاذ الإسلام في ورعه وتقواه، وتحرجه في الدين، فقد تربى في بيت عمه أمير المؤمنين سلام الله عليه وحمل اتجاهاته الفكرية، واتخذ سيرته المشرقة منهاجاً يسير على أضوائها في حياته، وقد بنى الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه واقع حياته على الحق المحض الذي لا التواء فيه، وتحرج كأعظم ما يكون التحرج في سلوكه فلم يرتكب أي شيء شذ عن هدي الإسلام وواقعه وهو القائل: «قد يرى الحلول القلب وجه الحيلة ودونها حاجز من تقوى الله».
مسلم بن عقيل لطمية
ثم أصدر ابن زياد أوامره بتحرّي بيوت الكوفة بيتاً بيتاً وتفتيشها ، بحثاً عن مسلم بن عقيل ( عليه السلام) ، الذي كان قد اختبأ في بيت إمرأة مجاهدة ومحبة لآل البيت ( عليهم السلام) اسمها ( طوعة). فلما علم ابن زياد بمكانه ، أرسل له جيشاً إلى تلك الدار ، فقاتلهم مسلم بن عقيل ( عليه السلام) أشد قتال ، إلا أن الأقدار شاءت فوقع بأيدي قوات بن زياد. ثم أرسلوه إلى القصر، فدارت بينه وبين ابن زياد مشادة كلامية غليظة،حتى انتهت بقول ابن زياد لمسلم(عليه السلام):
إنك مقتول ، ثم أمر ابن زياد جلاوزته أن يصعدوا به أعلى القصر ، ويضربوا عنقه ويلقوا بجسده من أعلى القصر. ثم انهال على مسلم ( عليه السلام) سيف الغدر ، وحال بين رأسه وجسده ، ليلتحق بالشهداء والصديقين والنبيين الصالحين. ثم جاء الجلادون بهاني بن عروة (رضوان الله عليه) ، واقتيد مكتوف اليدين إلى سوق الغنم في مدينة الكوفة فقتل هناك واقتطع رأسه. وقام ابن زياد بإرسال رأسيهما الشريفين إلى يزيد في(9 ذي الحجة) عام (60 هـ). وأما الجسدان الشريفان فقد شَدَّهُما الجلادون بالحبال وجُرّا في أزقة الكوفة وأسواقها. وهكذا انتهت المقاومة وخمدت الثورة في الكوفة لتبدأ ثورة جديدة ، ولتتحول هذه الدماء الثائرة إلى بركان غضب وثورة ، يصمت – البركان - برهة من الزمن ، ثم ينفجر بوجه الطغاة وأعداء الله.
تتابعت كتب أهل الكوفة إلى الامام الحسين(عليه السلام) وهي تحثه على المسير والقدوم إليهم، وكانت بعض تلك الكتب تحمله المسؤولية إمام الله "عزوجل" والأمة إن تأخر عن إجابتهم، فأختار لسفارته ثقته وكبير أهل بيته، مسلم بن عقيل ابن ابي طالب (عليهم السلام) فكان خروجه من مكة متوجهاً الى الكوفة ليلة النصف من رمضان المبارك سنة 60هـ. وصل مسلم مدينة الكوفة في الخامس من شهر شوال سنة60 هـ [1] ، وقد نزل مسلم بن عقيل فيما ترى بعض المصار في الدار التي تعرف "بدار المختار بن ابي عبيد" [2] ، وبعضهم يذكر انه " نزل على رجل يقال له عوسجة" [3] ، وقيل انه نزل في "بيت هاني بن عروة" [4]. والمرجح انه نزل في دار المختار بن ابي ع بيد الثقفي، و يمكن القول ان سبب اتخاذ دار المختار بن ابي عبيد دون غيرها، هو انه كان صهر للنعمان بن بشير والي الكوفة أي كان زوجاً لابنته ، فلا تمتد يد سوء الى مسلم بن عقيل طالماً هو في بيت صهر والي الكوفة، وأخذت الشيعة تختلف إليه وفشي أمره بالكوفة حتى بلغ ذلك أميرها، الذي خطب في الناس قائلا " لا أقاتل إلا من قاتلني ولا أثب إلا على من وثب علي ولا اخذ بالفرقة والظنة فمن أبدى صفحته ونكث بيعته ضربته بسيفي ما ثبت قائمهُ في يدي ولو لم أكن إلا وحدي" [5].
مسلم بن عقيل... سفير النهضة المظلوم
من أهم وقائع شهر ذي الحجة الحرام شهادة سفير سيد الشهداء المظلوم مسلم بن عقيل بن أبي طالب عليه السلام. وحيث إن لهذا السفير العظيم دوراً مهمّاً في نهضة سيد الشهداء عليه السلام، فضلاً عن قلة تناول الكتّاب والمؤرخين وتعرضهم لدوره الريادي وجدتُ من الجدير أن أسلّط بعض الضوء على دوره الخالد في قضية عاشوراء. وقبل أن نشير إلى دور هذا الشهيد المظلوم في ثورة سيد الشهداء عليه السلام لا بأس أن نذكر شيئاً من مقاماته العظيمة لنعرف لماذا اختاره أبو عبدالله الحسين عليه السلام كسفير وممثّل عنه في الكوفة. ففي الخبر أن أمير المؤمنين عليه السلام قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: يا رسول الله، إنك لتحبّ عقيلاً؟. قال صلى الله عليه وآله: إي والله، إني لأحبّه حبّين، حبّاً له، وحبّاً لحبّ أبي طالب له، وإنّ ولده لمقتول في محبّة ولدك، فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلّي عليه الملائكة المقرّبون، ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وآله حتى جرت دموعه على صدره، ثم قال: إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي. (أمالي الصدوق، ص111). فلو لم يردنا في حقّ مسلم سوى هذا الحديث لكفى في رفعة مقامه وعلو مرتبته، فالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله يخبر بمصرعه قبل سنين ويبكي لقتله ويشير إلى أن المؤمنين سيبكونه؛ وهذا ينمّ عن مقامه الرفيع.