ويعد دعاء المسافر من الأدعية المستجابة وذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلّ الله عليه وسلم قال "ثلاث دعواتٍ مستجاباتٌ لا شك فيهنّ: دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده". يعتبر دعاء سبحان الذي سخر لنا هذا من أدعية السفر التي يحرص المسلم على قولها عند السفر ومن أهم هذه الأدعية:
سبحان الذي سخر لنا هذا، وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى. ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده. اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل. اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل. وقد جاءنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عاد من غزو أو حج يقول:
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده. لك أن تقول اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى. وكذلك اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل.
سبحان الذي سخر لنا هذا في اي سورة
وفي آيات أخرى فصَّل الحق سبحانه قوله: { وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ.. } [الجاثية: 12] فقال: { وَهُوَ ٱلَّذِي سَخَّرَ ٱلْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً.. } [النحل: 14] وهو أنواع الأسماك والحيوانات البحرية التي تؤْكل: { وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا.. } [النحل: 14]. والمراد اللؤلؤ والمرجان والأحجار الكريمة التي تُستخرج من أعماق البحار؛ لذلك قال العلماء: إن حلية البحر غير محرَّمة مع أنها أغلى من الذهب، لكن لم يأتِ النصُّ بتحريمها على الرجال كما فعل في الذهب، لماذا؟ لأن الذهب نَقْد يتعامل الناسُ به على شكل عملات وجنيهات نقدية، فغرضه أساساً التعامل بين الناس في البيع والشراء، وهو واسطة بين الإنتاج والاستهلاك، وليست حلية البحر كذلك. وقوله: { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الجاثية: 12] أمر بالشكر على النعمة، فكلما رأيتَ مظهراً من مظاهر نهمة الله قُلِ الحمد لله واعترف لله بالفضل، لذلك علَّمنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء الركوب للسُّفن أو غيرها، ومن هذا الدعاء: " سبحان الذي سخر لنا هذا، وما كنا به مقرنين، وإنَّا إلى ربنا لمنقلبون ".
سبحان الذي سخر لنا هذا
وارزقني من الخير أكثر مما أطلب، واصرف عني كل شر، رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري. اللهم إني أستحفظك وأستودعك نفسي وديني وأهلي وأقاربي وكل ما أنعمت علي وعليهم به من آخرة ودنيا. فأحفظنا أجمعين من كل سوء يا كريم. اللهم إليك توجهت، وبك اعتصمت. اللهم اكفني ما همني وما لا أهتم له، اللهم زودني التقوى، واغفر لي ذنبي، ووجهني للخير أينما توجهت. صيغة دعاء السفر
بالطبع إن أي إنسان يحضر نفسه للسفر فإنه يجهز جميع الأشياء التي يحتاجها، ولا يجب أن ينسى الدعاء وأهميته في سفره ومن هذه الأدعية:
لك أن تقول اللهم إن لي مسافرًا لا أرى حياتي من بعده فحفظه لي بعينك التي لا تنام. اللهم إني استودعتك إياه فجعله في ودائعك التي لا تضيع. اللهم أحفظه من أي مكروه يصيبه ومن كل شر وضرر. كما اللهم أحفظه من الأسقام والأمراض. اللهم أعن كل مسافر على غربته و صبره و ووفقه واحفظ جوارحه عن كل ما يغضبك واجعل نهاية شقاءه فرحًا يا رب. وكذلك اللهم بك أستعين، وعليك أتوكل، اللهم ذلل لي صعوبة أمري، وسهل علي مشقة سفري. وارزقني من الخير أكثر مما أطلب، واصرف عني كل شر، رب اشرح لي صدري. ويسر لي أمري، اللهم إني أستحفظك وأستودعك نفسي وديني وأهلي وأقاربي وكل ما أنعمت علي وعليهم به من آخرة ودنيا، فأحفظنا أجمعين من كل سوء يا كريم.
سبحان الذي سخر لنا هذا صوت رائع
تفسير الجلالين { الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك} السفن { فيه بأمره} بإذنه { ولتبتغوا} تطلبوا بالتجارة { من فضله ولعلكم تشكرون}.
سبحان الذي سخر لَنَا هذا مكتوب
والحق سبحانه حينما سخَّر كل شيء في الوجود لخدمة الإنسان قال سبحانه في الحديث القدسي: " يا ابن آدم خلقت الأشياء من أجلك وخلقتُك من أجلي، فلا تنشغل بما هو لك عما أنت له " يعني: لا تنظر إلى عبيدك بل انظر أنت عبد لمن ومَنْ سيدك. وهذا التسخير للجوارح موقوتٌ بالحياة الدنيا، أما في الآخرة فسوف تنطلق الجوارح من هذه القيود وتنفك من هذا القهر وهذا التسخير، لأنه كان مرتبطاً بإرادة العبد، وحيث لا إرادة له في الآخرة. وأصبحت الإرادة للمريد الأعلى سبحانه، فلا طاعةَ له ولا خضوعَ لأوامره، فالأمرُ كله يومئذ لله { لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ ٱلْقَهَّارِ} [غافر: 16]. لذلك تتحول الأعضاء والجوارح إلى شهود، يشهدون بالحق أمام الواحد الأحد، فاللسان يقول: قُلْتُ. واليد تقول: بطشْتُ. والرِّجْل تقول: مشيتُ. والعينُ: رأيت، وهكذا. وقد شبَّهنا هذه المسألة بقائد الكتيبة يأمر الجنود، فيطيعون حتى لو كان المر خطأ، ثم حين يعودون للقائد الأعلى يقولون حدث من قائدنا كذا وكذا، ولم نخالف أوامره لأننا مأمورون بطاعة الأوامر ولو خطأ.
لِتَسْتَوُوا عَلَىٰ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) القول في تأويل قوله تعالى: لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) يقول تعالى ذكره: كي تستوا على ظهور ما تركبون. واختلف أهل العربية في وجه توحيد الهاء في قوله: ( عَلَى ظُهُورِهِ) وتذكيرها, فقال بعض نحويي البصرة: تذكيره يعود على ما تركبون, وما هو مذكر, كما يقال: عندي من النساء من يوافقك ويسرك, وقد تذكر الأنعام وتؤنث. وقد قال في موضع آخر: مِمَّا فِي بُطُونِهِ وقال في موضع آخر: بُطُونِهَا وقال بعض نحوييّ الكوفة: أضيفت الظهور إلى الواحد, لأن ذلك الواحد في معنى جمع بمنـزلة الجند والجيش. قال: فإن قيل: فهلا قلت: لتستووا على ظهره, فجعلت الظهر واحدا إذا أضفته إلى واحد. قلت: إن الواحد فيه معنى الجمع, فردّت الظهور إلى المعنى, ولم يقل ظهره, فيكون كالواحد الذي معناه ولفظه واحد. وكذلك تقول: قد كثر نساء الجند, وقلت: ورفع الجند أعينه ولم يقل عينه.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت فإنه من مات بها كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة.
فضل العيش في المدينة المنورة بالانجليزي
وقال عليه الصلاة والسلام: «من استطاع منكم أن يموت في المدينة فليمت فإنه من مات بها كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة» وقد سأل عمر رضي الله عنه ربه أن يموت بالمدينة حيث قال: «اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في حرم رسولك».
المسجد النبوي
ومن فضل المدينة أن بها المسجد النبوي الشريف الذي به قبره الشريف وروضته النبوية وهو من المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، والصلاة فيه بألف صلاة، وبمسجده صلى الله عليه وسلم روضة من رياض الجنة يستحب التعبد فيها: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على الحوض». وقد دلت أحاديث عديدة على حرمة المدينة ولها خصوصيتها في عدم جواز المعصية بها واتقاء الحرمات وتجنب الفواحش بأرضها خاصة داخل حدود الحرم المدني فقد جعلها الله حرماً، وحدّ للحرم حدوداً بين جبلين معروفين، هما: عير وهو جبل كبير معروف والآخر ثور وهو جبل موجود يسار جبل أحد حيث قال صلى الله عليه وسلم: «المدينة حرم ما بين عير إلى ثور فمن أحدث فيها حدثاً أو أوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً».
فضل العيش في المدينة المنورة مباشر
أهلها الكرام من نسل الأنصار الذين نصروا دين الله، ورسوله الكريم، وجماعة المهاجرين، في الوقت الذي تنكر أقرب الناس إليهم، وللأنصار فضل عظيم على الإسلام والمسلمين، وقد أحبهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، فكانوا مقربين منه، وقد دعا لهم الرسول الأكرم بالخير والبركة، وقال فيهم: (لا يُحِبُّهُمْ إِلاَّ مُؤْمِنٌ، وَلا يُبْغِضُهُمْ إِلاَّ مُنَافِقٌ؛ مَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللهُ).
فضل العيش في المدينه المنوره فنادق
• ((فَوَجَدَ عَبْدًا يَقْطَعُ شَجَرًا أَوْ يَخْبِطُهُ، فَسَلَبَهُ)): سلب من يصيد أو يقطع شجرًا وكلأً في المدينة هو جميع ما معه بما في ذلك الثياب التي عليه إلا ما يستر عورته، وسيأتي أن قول الصحابة - رضي الله عنهم - بأن سلب من يفعل ذلك في المدينة هو كسلب القتيل من الكفار، وفي المسألة خلاف. فضل العيش في المدينة المنورة بالانجليزي. • ((بِالْعَقِيقِ)): هو موضع بينه وبين المدينة عشرة أميال مات فيه سعد - رضي الله عنه - ثم حمل إلى المدينة. • ((نَفلَنيهِ رَسُولُ اللهِ)): بفتح النون وتشديد الفاء المفتوحة، والنفل هو الغنيمة، فهو يريد أن يبين أن هذه غنيمة حكم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. من فوائد الأحاديث:
الفائدة الأولى: الأحاديث دليل على تحريم المدينة، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - حرَّمها بتحريم الله تعالى لها كما حرم إبراهيم عليه السلام مكة ودعا لأهلها بالبركة وسعة العيش؛ حيث قال: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾ [البقرة: 126]. الفائدة الثانية: حديث عبدالله بن زيد - رضي الله عنه - دليل على دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهل المدينة بالبركة وسعة العيش والرزق، جاء في بعض الروايات: (بمثل مَا دَعَا بِهِ إِبْرَاهِيمُ) ، وفي بعضها بالمثلين، وكما تقدم لا تعارض بينهما فقد يكون دعا بالمثل أولًا، ثم دعا أخرى بالمثلين، وسيأتي في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قريبًا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك، وإنه دعاك لمكة، وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكة ومثله معه)).
دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لها:
عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( اللهم اجعل بالمدينة ضِعْفي ما جعلت بمكة من البركة)( البخاري)، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ( كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاءوا به إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فإذا أخذه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: اللهم بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مُدنا، اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك، وإني عبدك ونبيك، وإنه دعاك لمكة، وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكة ومثله معه. فضل المدينة ودعاء النبي فيها بالبركة (1). قال: ثم يدعو أصغر وليد له فيعطيه ذلك الثمر) ( مسلم). حفظها من الدجال والطاعون:
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( على أنقاب المدينة ملائكة، لا يدخلها الطاعون ولا الدجال)( البخاري). فضيلة الصبر على شدتها:
وعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من صبر على شدة المدينة وضيق عيشها بالشفاعة يوم القيامة. فعن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه، ولا يثبت أحد على لأوائها وجهدها (الشدة وضيق العيش)، إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة)( مسلم).