ذات صلة كم عدد الرسل الذين ذكروا في القرآن كم عدد الأنبياء والرسل
عدد الأنبياء والرسل المذكورين في القرآن
أرسل الله -سبحانه وتعالى- الرسل والأنبياء لدعوة الناس إلى عبادة الله وحده وعدم الشرك به، يقول -تعالى-: (لَقَد بَعَثنا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسولًا أَنِ اعبُدُوا اللَّـهَ وَاجتَنِبُوا الطّاغوتَ). [١]
والواجب علينا أن نُصدِّقهم ونُصدِّق بما جاؤوا به، والتصديق بأنَّهم قد بلَّغوا ما أرسلهم به الله -عزَّ وجلَّ-، وقد ذكر الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم أسماء مجموعة من الرسل والأنبياء في مواضع كثيرة، إذ ورد ذكر خمسة وعشرين نبيًّا ورسولًا في القرآن الكريم.
كم عدد الانبياء المذكورين في القران – لاينز
[١١]
الأنبياء الذين ذكروا في السنة
هناك أنبياء لم ينصّ القُرآن الكريم على ذكرهم، ولكنَّ عُرِفوا من نُصوصِ السُّنَّة النبَّوية المُشرَّفة، ومن هؤلاء النَّبي شيث؛ وقد ورد اسمه في حديث أبي ذَر الغِفاري والذي سأل فيه الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- عند عدد الأنبياء، وقد ورد فيه قول الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن النبي شيث، حيث قال -عليه الصَّلاة والسَّلام-: (يا أبا ذرٍّ أربعةٌ سُريانيُّونَ: آدمُ وشِيثُ وأخنوخُ وهو إدريسُ وهو أوَّلُ مَن خطَّ بالقلمِ ونوحٌ). [٣] [١٤]
وأمَّا النَّبي الآخر الذي ذُكر في الأحَاديث الشَّريفة فهو النَّبي يوشع بن نون -عليه السلام-، حيثُ ورد ذكره في حديث أبي هُريرة -رضي الله عنه-: (ما حُبِسَتِ الشمسُ على بشَرٍ قطُّ، إلَّا على يوشَعَ بنِ نونٍ، ليالِيَ سارَ إلى البيتِ المُقَدَّسِ)، [١٥] فبذلك يَكون هنَاك اثنين من الأنبياء قد تمَّ ذكرهم في السنَّة النَّبوية بشكلٍ صَريح على أنهَّم أَنبياء بشكلٍ لا شكَّ فيه.
[٢]
أمَّا بالنِّسبة لبقيَّة الأنبياء الذين لم يُذكروا في القرآن الكريم؛ فلم تَرد أيُّ آيةٍ تُفيد بالعدد الكُلِّي لهم، ولكن وَردت أحَاديث عَديدةٍ في حَصرهم وإحصَاء أعدادهم عن عدّة رُواة، وَوردت في كتب التَّفاسير والسُّنن والمَسانيد؛ إلا أنَّ أغلبَ هذه الأحاديث لم تصِّح، وأصَّحها في ذِكر عدد الأَنبياء حديث أبَي ذرٍ الغِفاري وسُؤالِه للرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (يا رسولَ اللهِ كمِ الأنبياءُ؟ قال: مئةُ ألفٍ وعشرونَ ألفًا قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كمِ الرُّسلُ مِن ذلك؟ قال: ثلاثُمئةٍ وثلاثةَ عشَرَ جمًّا غفيرًا).
تاريخ النشر: الأربعاء 9 رمضان 1431 هـ - 18-8-2010 م
التقييم:
رقم الفتوى: 139126
12542
0
282
السؤال
الله تعالى يقول في كتابه عن زوجات النبي وهن أمهاتنا - للعلم أنا شيعي وأحب كل زوجات النبي لأن الطيبات للطيبين - لكن للاستفسار عفوا: وقرن في بيوتكن. القصد زوجات النبي، وهذا أمر من الله. فما موقفكم من خروج السيدة عائشة في حرب الجمل؟ وشكراً ووفقكم الله. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه يجب حب جميع الصحابة الذين كرمهم الله تعالى بالاجتماع بالنبي صلى الله عليه وسلم والإيمان به كما يجب توقيرهم والاعتراف بفضلهم وحسن الظن بهم، ويتأكد هذا في حق أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن، ولا سيما عائشة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. متفق عليه. وقال فيها عطاء: كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس. رواه الحاكم. تفسير ايه وقرن في بيوتكن ولا تبرجن. وأما قوله تعالى ( وقرن في بيوتكن) فهي آية محكمة، ولكنه استثنى منها إباحة الخروج للعبادات كالحج والعمرة، والخروج للحوائج المباحة لما في حديث البخاري: قد أذن لكن أن تخرجن لحوائجكن. وليعلم أن علماء الصحابة لا نعتقد فيهم العصمة، ولكنا نعتقد أنهم مجتهدون، فمصيبهم له أجران، ومخطئهم له أجر، وأخطاؤهم إن وجدت فهي مغمورة في بحار حسناتهم، وأما قضية خروج عائشة فقد تكلمنا عليها في الفتوى رقم: 10605 ، وبينا ثناء علي رضي الله عنه عليها وثناءها عليه، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 50700 ، 43075 ، 35194.
تفسير ايه وقرن في بيوتكن تفسير
4 - أن يكون خروجُها على تبذُّلٍ وتستُّرٍ تامٍّ؛ قال العينِيُّ في " عمدة القاري شرح صحيح البخاري ":
"ولا خلاف أن غيرَهُنَّ - أمهاتِ المؤمنين - يجوزُ لهن أن يخرجْنَ لِمَا يحتجْنَ إليه من أمورهِنَّ الجائزة؛ بشرط أن يَكُنَّ بَذَّةَ الهيئة، خَشِنةَ الملبَس، تَفِلَةَ الرِّيحِ، مستورةَ الأعضاء، غيرَ متبرِّجاتٍ بزينةٍ، ولا رافعةٍ صوتَها". عن قول الله - تعالى -: {وقرن في بيوتكن}. وقال الإمام ابن القَيِّم في "الطُّرق الحكمية" (ص: 406): "ويَجِب عليه منْعُ النساءِ من الخروجِ متزيِّناتٍ متجمِّلاتٍ، ومنعهُنَّ من الثياب التي يَكُنَّ بها كاسياتٍ عارياتٍ؛ كالثِّياب الواسعة، والرِّقاق، ومنعهُن من حديث الرجال في الطُّرقات، ومَنْعُ الرجال من ذلك. وإنْ رأى وَلِيُّ الأمر أن يُفسِد على المرأة - إذا تَجمَّلتْ وتزيَّنت وخرَجَت - ثيابَها بِحِبْرٍ ونحوِه، فقد رخَّص في ذلك بعضُ الفقهاء، وأصابَ، وهذا من أدْنَى عقوبتِهِن الماليَّة. وله أن يَحبِسَ المرأةَ إذا أكثَرَتِ الخروج من منْزلِها، ولا سِيَّما إذا خرجَتْ متجملةً، بل إقرارُ النساءِ على ذلك إعانةٌ لهن على الإثم والمعصية، واللهُ سائلٌ وَلِيَّ الأمرِ عن ذلك. وقد منعَ أميرُ المؤمنين عمرُ بنُ الخطاب - رضي الله عنه - النِّساءَ من المشْيِ في طريقِ الرجالِ، والاختلاطِ بهم في الطريق.
تفسير ايه وقرن في بيوتكن تفسير الميزان
هذا؛ وقد ذكرَ الفقهاءُ قيودًا لجوازِ خروجِ المرأة المسلمة من البيت للحاجة، سواء كانت امرأة داعيةً، أو طالبةَ علم، أو غير ذلك، يعلمُ كلُّ من تأمَّلَها وَسَلِمَ مِن هوى النفس أنَّها أَسْلَمُ وأَحْفَظُ للمرأة والمجتمع كَكُلٍّ، ومن أهَمِّها:
1 - ما ورد في نفس الآية من قوله - تعالى -: ﴿ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33]، فنهاهُنَّ - سبحانه وتعالى - عن الخروجِ متجمِّلاتٍ، أو متطيِّباتٍ، كعادة أهل الجاهليَّة الأولى، الذين لا عِلْمَ عندهم ولا دينَ؛ غلقًا لِبابِ الشرِّ وأسبابه؛ فإنْ كانت المرأةُ غيرَ محتشمةٍ ويُخشى الافتِتَانُ بها، فلا تخرجُ أَصْلاً. 2 - أن تكون الطريقُ مأمونةً من تَوَقُّع المفسدة، وإلاَّ حَرُمَ خروجُها. 3 - أن يكون خُروجُها لا يفضي إلى اختِلاطها بالرجال؛ لأنَّ تمكين النِّساء من اختلاطهن بالرجال أصلُ كلِّ بليةٍ وشرٍّ، ومِن أعظمِ أسبابِ نُزُول العقوباتِ العامة، ومن أسبابِ فسادِ أمورِ العامة والخاصة، وكثرةِ الفواحشِ والزِّنا؛ ومن ثَمَّ يجب على وليِّ أمر المرأة أن يمنَعَها من الاختلاط بالرجال، وفي ذلك إعانةٌ لهن عن الوقوع في المعصية، وقد مَنَعَ أميرُ المؤمنين عمرُ بنُ الخطاب - رضي الله عنه - النساءَ من المشيِ في طريقِ الرجالِ، والاختلاطِ بهم في الطريق.
تفسير ايه وقرن في بيوتكن ولا تبرجن
إنما هي الحاجة تقضى وبقدرها، فإذا حدث وخرجن فتحت ضابط يصون لهن كرامتهن {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} ذلك حين الاضطرار إلى الخروج، بعد الأمر بالقرار في البيوت. ولقد كانت المرأة في الجاهلية تتبرج. ولكن جميع الصور التي تروى عن تبرج الجاهلية الأولى تبدو ساذجة أو محتشمة حين تقاس إلى تبرج أيامنا هذه في جاهليتنا الحاضرة! والجاهلية ليست فترة معينة من الزمان، إنما هي حالة اجتماعية معينة، ذات تصورات معينة للحياة. بين قوله تعالى وقرن في بيوتكن وبين خروج عائشة في حرب الجمل - إسلام ويب - مركز الفتوى. ويمكن أن توجد هذه الحالة، وأن يوجد هذا التصور في أي زمان وفي أي مكان، فيكون دليلا على الجاهلية حيث كان! {وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله}.. ثم يأتي توجيه إلهي أعلى يبين أن عبادة الله ليست بمعزل عن السلوك الاجتماعي أو الأخلاقي في الحياة فلا بد من صلة بالله يأتي منها المدد والزاد. ولا بد من صلة بالله تطهر القلب وتزكيه ومن ثم كان الأمر بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وطاعة الله ورسوله، هو خاتمة التوجيهات الشعورية والأخلاقية والسلوكية لأهل البيت الكريم؛ لأنه لا يقوم شيء من تلك التوجيهات بغير العبادة والطاعة وكل ذلك لحكمة وقصد وهدف: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} وهو -سبحانه- يقول هذا في كتابه الذي يتلى في الملأ الأعلى، ويتلى في هذه الأرض، في كل بقعة وفي كل أوان؛ وتتعبد به ملايين القلوب، وتتحرك به ملايين الشفاه.
وقال الحافظ ابنُ كثير في " تفسيره " (6 / 409): "أيِ: الْزَمْنَ بيوتكن؛ فلا تخرُجْن لغير حاجة؛ ومن الحوائج الشرعية: الصلاةُ في المسجد بشرطه؛ كما قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تمنَعُوا إِماءَ اللهِ مساجدَ الله، وليخرُجْن وهُنَّ تَفِلاتٌ))، وفي رواية: ((وبيوتُهُن خيرٌ لهن))". وقال القرطبِيُّ في " تفسيره " (14 / 179): "معنى هذه الآية: الأمرُ بلُزُوم البيت، وإن كان الخطابُ لنِساء النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقد دخلَ غيرُهن فيه بالمعنى، هذا لو لَمْ يَرِد دليلٌ يَخُصُّ جميع النِّساء؛ كيف والشريعةُ طافحةٌ بلزوم النساء بيوتَهن، والانكفافِ عن الخروج منها إلاَّ لضرورةٍ؛ على ما تقدَّم في غيرِ موضع؟! تفسير ايه وقرن في بيوتكن تفسير. فأمرَ اللهُ تعالى نساء النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بِمُلازمة بيوتِهن، وخاطبَهن بذلك تشريفًا لهنَّ". ومن الأحاديث التي تشهد للأصل المذكور: ما رُوِيَ في " الصَّحيحين " عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: خرجَتْ سودة بعدَما ضُرِب الحجاب لحاجتها، وكانت امرأةً جسيمة لا تَخْفَى على مَن يعرفها، فرآها عمر بن الخَطَّاب فقال: يا سودة، أمَا والله ما تَخْفَين علينا، فانظُري كيف تخرجين؟ قالت: فانكفأَتْ راجعةً ورسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في بيتي، وإنَّه ليتعشَّى، وفي يده عَرْق، فدخلَتْ، فقالت: يا رسول الله، إنِّي خرجتُ لبعض حاجتي، فقال لي عمرُ كذا وكذا، قالت: فأوحى الله إليه، ثُم رفع عنه، وإنَّ العَرْق في يده ما وضعه، فقال: ((إنَّه قد أُذِنَ لكُنَّ أن تخرجن لِحَاجَتِكن)).
ما يريد الله بما كلفكُنَّ به، إلا أن يذهب عنكم الذنب المدنس لعرضكم، يا أهل بيت النبي، ويطهركم منه تطهيرًا يليق بمكانة رسوله... " انتهى. ثانيًا:
ليس في مجرد استعمال حرف الجر (في) مع الفعل (وقر) وأمر النساء منه أن: (يقررن في بيوتهن)؛ ليس في مجرد ذلك شيء من الإعجاز، ولا وجه من وجوهه المعروفة عند أهل العلم ، ولم يشر أحد من أهل العلم إلى شيء من ذلك، لا من قريب ولا من بعيد ؛ فإن هذا من معهود اللغة ، واستعمالها الفصيح الشهير: أن يقال (وقَرَ) فلان في المكان، أو (وقر) الشيء في المكان، أي: سكن فيه. جاء في كتاب "الأفعال" للسرقسطي (4/240): " وقَرَ الشيء في القلب: تمكن " انتهى. ومنه ما جاء في الأثر: لَمْ يَفْضُلْكُم أَبُو بَكْرٍ بكَثْرة صَومٍ وَلَا صَلَاةٍ، وَلَكِنَّهُ بِشَيْءٍ وَقَرَ فِي الْقَلْبِ وَفِي رِوَايَةٍ لِسرّ وقَرَ فِي صَدْره ، أَيْ سَكَن فِيهِ وثَبَت، مِنَ الوَقارِ: الْحِلْمُ والرَّزانة. ". تفسير ايه وقرن في بيوتكن تفسير الميزان. "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير (5/213). وينبغي أن يفرق بين وجه الإعجاز في الآية، أو السورة ، أو نحو ذلك ، مما يتحقق فيه إعجاز القرآن، وبين النكتة البلاغية، والفائدة المستنبطة، واللطيفة التي قد تستنبط من استعمال كلمة مكان كلمة، ولفظة بدلا من أختها؛ ومثل هذا لا يقال فيه إنه من "الإعجاز"، بالمعنى الاصطلاحي الذي "يعجز" البشر عن أن يأتوا بمثله؛ وهذا أمر ليس حاصلا في الكلمة المذكورة، بل هو استعمال معروف في لغة العرب، كما ذكرنا.