وروى الإمام أحمد من حديث حبيب بن أبي عمرة ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، حدثتني عائشة أنها سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قوله تعالى: ( والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه) [ الزمر: 67] فأين الناس يومئذ يا رسول الله ؟ قال: " هم على متن جهنم ". وقال ابن جرير: حدثنا الحسن ، حدثنا علي بن الجعد ، أخبرني القاسم ، سمعت الحسن قال: قالت عائشة: يا رسول الله ، ( يوم تبدل الأرض غير الأرض) فأين الناس يومئذ ؟ قال: " إن هذا شيء ما سألني عنه أحد " قال: " على الصراط يا عائشة ". ورواه أحمد ، عن عفان عن القاسم بن الفضل ، عن الحسن به. وقال الإمام مسلم بن الحجاج في صحيحه: حدثني الحسن بن علي الحلواني ، حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع ، حدثنا معاوية بن سلام ، عن زيد - يعني: أخاه - أنه سمع أبا سلام ، حدثني أبو أسماء الرحبي أن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثه قال: كنت قائما عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاءه حبر من أحبار اليهود ، فقال: السلام عليك يا محمد. فدفعته دفعة كاد يصرع منها ، فقال: لم تدفعني ؟ فقلت: ألا تقول: يا رسول الله ؟! فقال اليهودي: إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله!
يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات
قال: " أرسلت إليهم أسألهم عن قول الله: ( يوم تبدل الأرض غير الأرض) إنها تكون يومئذ بيضاء مثل الفضة ". فلما جاءوا سألهم فقالوا: تكون بيضاء مثل النقي. وهكذا روي عن علي ، وابن عباس ، وأنس بن مالك ، ومجاهد بن جبر أنها تبدل يوم القيامة بأرض من فضة. وعن علي - رضي الله عنه - أنه قال: تصير الأرض فضة ، والسموات ذهبا. وقال الربيع: عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب قال: تصير السموات جنانا. وقال أبو معشر ، عن محمد بن كعب القرظي ، أو عن محمد بن قيس في قوله: ( يوم تبدل الأرض غير الأرض) قال: [ تبدل] خبزة يأكل منها المؤمنون من تحت أقدامهم. وكذا روى وكيع ، عن عمر بن بشير الهمداني ، عن سعيد بن جبير في قوله: ( يوم تبدل الأرض غير الأرض) قال: تبدل خبزة بيضاء ، يأكل المؤمن من تحت قدميه. وقال الأعمش ، عن خيثمة قال: قال عبد الله - هو ابن مسعود -: الأرض كلها يوم القيامة نار ، والجنة من ورائها ترى كواعبها وأكوابها ، ويلجم الناس العرق ، أو يبلغ منهم العرق ، ولم يبلغوا الحساب. وقال الأعمش أيضا ، عن المنهال بن عمرو ، عن قيس بن السكن قال: قال عبد الله: الأرض كلها نار يوم القيامة ، [ و] الجنة من ورائها ، ترى أكوابها وكواعبها ، والذي نفس عبد الله بيده ، إن الرجل ليفيض عرقا حتى ترسخ في الأرض قدمه ، ثم يرتفع حتى يبلغ أنفه ، وما مسه الحساب.
يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات
قالوا مم ذاك يا أبا عبد الرحمن ؟ قال: مما يرى الناس يلقون. وقال أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن كعب في قوله: ( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات) قال: تصير السموات جنانا ، ويصير مكان البحر نارا ، وتبدل الأرض غيرها. وفي الحديث الذي رواه أبو داود: " لا يركب البحر إلا غاز أو حاج أو معتمر ، فإن تحت البحر نارا - أو: تحت النار بحرا ". وفي حديث الصور المشهور المروي عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " تبدل الأرض غير الأرض والسموات ، فيبسطها ويمدها مد الأديم العكاظي ، لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ، ثم يزجر الله الخلق زجرة ، فإذا هم في هذه المبدلة ". وقوله: ( وبرزوا لله) أي: خرجت الخلائق جميعها من قبورهم لله ( الواحد القهار) أي: الذي قهر كل شيء وغلبه ، ودانت له الرقاب ، وخضعت له الألباب.
شكرا لدعمكم
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة, وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
الأسباب المعينة على الخشوع في الصلاة الأسباب المعينة على الخشوع في الصلاة الأسباب المعينة على الخشوع في الصلاة
[frame="1 85"] الأسباب المعينة على الخشوع في الصلاة الحمد لله الذي جعل الصلاة عمود الدين وقال تعالى:} وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ { [البقرة: 45، 46] ،
والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي كان آخر وصيته لأُمته عند خروجه من الدنيا الحث على الصلاة لما لها من الأهمية في الدين وعلى آله وصحابته أفضل الصلاة وأزكى التسليم. الأسباب المعينة على الخشوع في الصلاة. الخشوع - أهميته وأثره إن الظواهر التي تظهر على الكثير من قسوة القلب وقحط العين وانعدام التدبر، هي بسبب المادة التي طغت على قلوبنا فأصبحت تشاركنا في عبادتنا، ولا يمكن للقلوب أن ترجع لحالتها الصحيحة حتى تتطهر من كل ما علق بها من أدران. فهذا هو أمير المؤمنين عثمان بن عفان يضع يده على الداء لهذه الظاهرة فيقول: «لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام الله عز وجلَّ» [الزهد لأحمد]. والخشوع الحق يطلق عليه الإمام ابن القيم (خشوع الإيمان) ويُعرفه بأنه (خشوع القلب لله بالتعظيم والإجلال والوقار والمهابة والحياء، فينكسر القلب لله كسرة ممتلئة من الوجل والخجل والحب والحياء، وشهود نعم الله، وجناياته هو فيخشع القلب لا محالة فيتبعه خشوع الجوارح) [الروح لابن القيم].
الاسباب المعينه علي الخشوع في الصلاه مشاري الخراز
فالصلاة إذًا صلة بين العبد وربه، ينقطع فيها الإنسان عن شواغل الحياة، ويتجه بكيانه كله إلى ربه، يستمد منه الهداية والعون والتسديد، ويسأله الثبات على الصراط المستقيم. ولكن الناس يختلفون في هذه الصلة، فمنهم من تزيده صلاته إقبالاً على الله ومنهم من لا تؤثر فيه صلاته إلى ذلك الحد الملموس، بل هو يؤديها بحركات وقراءة وذكر وتسبيح ولكن من غير شعور كامل لما يفعل ولا استحضار لما يقول: والصلاة التي يريدها الإسلام ليست مجرد أقوال يلوكها اللسان وحركات تؤديها الجوارح بلا تدبر من عقل ولا خشوع من قلب. ففي سُنن الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر فإن انتقص من فريضته شيئًا قال الرب عزّ وجلَّ: انظروا هل لعبدي من تطوع! فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم تكون سائر أعماله على هذا». ولما يعانيه كثير من الناس من قلة خشوع في الصلاة، فقد رأينا أن نلتمس بعض الأسباب التي تعيدنا إلى الصلاة الحقيقية التي توثق صلتنا بربنا عزَّ وجلَّ وهي صلاة القلب والجوارح وتذللها لله تبارك وتعالى. الاسباب المعينه علي الخشوع في الصلاه للشيخ محمد حسان. وقد امتدح الله عزَّ وجلَّ أهل هذه الصفة من المؤمنين حيث قال تعالى:} قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ { [المؤمنون: 1، 2].
ومما يدل على أهمية الخشوع كونه السبب الأهم لقبول الصلاة التي هي أعظم أركان الدين بعد الشهادتين، وفي السُنن عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: «إن العبد لينصرف من صلاته، ولم يكتب له منها إلا نصفها، إلا ثلثها، إلا ربعها، إلا خمسها، إلا سدسها، إلا سبعها، إلا ثمنها، إلا تسعها، إلا عشرها». كما أن الخشوع يُسهل فعل الصلاة ويُحببها إلى النفس، قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في تفسير قوله تعالى:} وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ { أي فإنها سهلة عليهم خفيفة؛ لأن الخشوع وخشية الله ورجاء ما عنده يوجب له فعلها منشرحًا بها صدره، لترقُبه للثواب وخشيته من العقاب. الاسباب المعينه علي الخشوع في الصلاه مشاري الخراز. كما أن الخشوع هو العلم الحقيقي. قال ابن رجب رحمه الله في شرح حديث أبي الدرداء في فضل العلم؛ رُوي عن عبادة بن الصامت وعوف بن مالك وحذيفة رضي الله عنهم أنهم قالوا: (أول علم يُرفع من الناس الخشوع حتى لا ترى خاشعًا). وساق أحاديث أُخرى في هذا المعنى ثم قال: ففي هذه الأحاديث أن ذهاب العلم بذهاب العمل وأن الصحابة رضي الله عنهم فسَّروا ذلك بذهاب العلم الباطن من القلوب وهو الخشوع. وقد ساق مُحقق الكتاب للأثر السابق عدة طُرق وقال: إنه يتقوى بها.