أضيف بواسطة نجم رضوان في إسلاميات
"وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ"
لقد استفزني شرح أحد العلماء المعاصرين لهذه الآية عندما فسّر كلمة "الصالحون" بقوله "الصالحون إدارياً. وهذا مخالف لما ورد في صريح القرآن الكريم. فالله عزّّ وجلَّ يقول:"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا". القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنبياء - الآية 105. ويقول تبارك وتعالى:"قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ". وقال تعالى: "وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها ". فقوله تعالى:"أن الأرض يرثها عبادي الصالحون": أي أن الأرض كلها؛ قاصيها ودانيها؛ لله؛ وأنها ليست لملك طاغ؛ ولا لزعيم مفسد؛ ولا لرئيس يقود الناس إلى مراتع الفساد ومواطن التهلكة؛ إنما هي لله يورثها عباده الصالحين، أي: يعطيها مالك الملك لعباده المؤمنين الصالحين؛ وعبر بقوله: "يرثها "؛ للإشارة إلى أن المؤمنين الصالحين يخلفون من كانوا عليها من كافرين فاسدين ظالمين.
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنبياء - الآية 105
- السلطان مراد الرابع العثماني
- مشاهده مسلسل السلطان مراد الرابع الحلقه 1
- السلطان مراد الرابع ويكيبيديا
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنبياء - الآية 105
القول في تأويل قوله تعالى: ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ( 105))
اختلف أهل التأويل في المعني بالزبور والذكر في هذا الموضع ، فقال بعضهم: عني بالزبور كتب الأنبياء كلها التي أنزلها الله عليهم ، وعني بالذكر: أم الكتاب التي عنده في السماء. ذكر من قال ذلك: حدثني عيسى بن عثمان بن عيسى الرملي ، قال: ثنا يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ، قال: سألت سعيدا ، عن قول الله ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر) قال: الذكر: الذي في السماء. حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثنا عيسى بن يونس ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، في قوله ( ولقد كتبنا في الزبور) قال: قرأها الأعمش: ( الزبر) قال: الزبور ، والتوراة ، والإنجيل ، والقرآن ، ( من بعد الذكر) قال: الذكر الذي في السماء. حدثني محمد بن عمرو ، قال: ثنا أبو عاصم ، قال: ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال: ثنا الحسن ، قال: ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( الزبور) قال: الكتاب ، ( من بعد الذكر) قال: أم الكتاب عند الله. حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد قوله ( الزبور) قال: الكتاب ، ( بعد الذكر) قال: أم الكتاب عند الله.
وقال مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: قيل يا رسول الله ادع على المشركين، قال: «إني لم أبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة»، وفي الحديث الآخر: «إنما أنا رحمة مهداة» [أخرجه الحافظ ابن عساكر عن أبي هريرة مرفوعاً] وسئل البخاري عن هذا الحديث فقال: كان عند حفص بن غياث مرسلاً، وروي عن ابن عمر مرفوعاً: «إن الله بعثني رحمة مهداة بعثت برفع قوم وخفض آخرين»، وفي الحديث الذي رواه الطبراني: «إني رحمة بعثني الله ولا يتوفاني حتى يظهر الله دينه، لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب». وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد: «أيما رجل سببته في غضبي أو لعنته لعنة، فإنما أنا رجل من ولد آدم، أغضب كما تغضبون وإنما بعثني الله رحمة للعالمين، فأجعلها صلاة عليه يوم القيامة» [أخرجه الإمام أحمد وأبو داود]، فإن قيل: فأي رحمة حصلت لمن كفر به؟ فالجواب ما رواه أبو جعفر بن جرير عن ابن عباس في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} قال: من آمن بالله واليوم الآخر كتب له الرحمة في الدنيا والآخرة، ومن لم يؤمن بالله ورسوله عوفي مما أصاب الأمم من الخسف والقذف.
السلطان الغازي مراد خان الرابع
هو مراد بن أحمد بن محمد بن مراد بن سليم بن سليمان بن سليم بن بايزيد بن محمد الفاتح. يُعدُّ من كبار سلاطين الدولة العثمانية، وقد نجح في إعادة النظام إلى الدولة، وأعاد الانضباط إلى الجيش، وأنعش خزانة الدولة التي أُنهكت نتيجة القلاقل والاضطرابات، ومدَّ في عمرها نحو نصف قرن من الزمان وهي مرهوبة الجانب، قبل أن تتناوشها أوربا بحروبها المتصلة، وأعاد إلى حوزتها كثيرًا من المناطق التي أخذها شاه فارس من أبيه.. وكثر الإعمار في عصره حتى قيل: إنه استلم الخزينة عند ارتقائه العرش فارغة، وتركها مملوءة عند وفاته. كان عاقلاً شجاعًا ثاقب الرأي، استأصل الفساد وقمع العصاة، حتى لقب بمؤسس الدولة الثاني؛ لأنه أحياها بعد السقوط، وأصلح حال ماليَّتها. وإضافةً إلى ذلك، فإنه كان يتسم بالقوة حتى حكي إنه طعن درقة[1] نحو إحدى عشرة طبقة بعودٍ فثبت فيها، وأرسلها إلى مصر، وكان بها العسكر المملوكي المشهورون بالقوة، وجعل مكافأة لمن يقدر على نزعها، فلم يقدر على ذلك أحد.. وكان يباشر الحروب بنفسه، ويخالط جنوده، وينام أحيانًا في الغزوات على حصانه. ميلاد السلطان مراد الرابع:
ولد مراد الرابع في 28 جمادى الأولى سنة 1018هـ الموافق 29 أغسطس سنة 1609م، وقد توفي أبوه وهو صغير، فقامت أمه على تربيته وتنشئته، وصارت توجهه التوجيه الرشيد، ورجت له أن يكون من الرجال المعدودين، فكان كما أرادت له.
السلطان مراد الرابع العثماني
السلطان مراد الرابع | قصة السلطان مراد الرابع والرجل الميت - YouTube
مشاهده مسلسل السلطان مراد الرابع الحلقه 1
واستمرارًا لهذا العبث قام الانكشارية بعزل السلطان مصطفى الأول وولوا مكانه ابن أخيه السلطان مراد الرابع ، فصاروا مع أمه كوسم مستوليان على كل الأمور. عانت الدولة العثمانية في فترة الحجر التي قضاها مراد الرابع حالة من عدم الاستقرار الظاهرة، فقد استولى "أباظة باشا" والي "أرضروم" على أنقرة وصادر إقطاعيات الانكشارية وكان يتحرك تحت دعوى المطالبة بثأر السلطان عثمان المقتول، بينما انتهزت الدولة الصفوية في إيران هذه الفوضى واستولت على بغداد، وحاولت الدولة أن تستردها، فبعثت جيشًا يقوده الصدر الأعظم "حافظ باشا" الذي حاصر المدينة في العام 1624 ولكنه لم ينجح في اقتحامها. فتذمّر الانكشارية، وأجبروا الصدر الأعظم على رفع الحصار والعودة إلى الأناضول حيث ثاروا عليه في ديار بكر فعزلته السلطانة كوسم حتى تهدأ الأوضاع، وعينت مكانه "خليل باشا" الذي لم يستمر طويلا، فخلفه "خسرو باشا" سنة 1627. بعد تولّيه الصدارة اتجه خسرو إلى أرضروم، ونجح في إجبار أباظة باشا على التسليم، والدخول في طاعة الدولة سنة 1629 وتقدم في الأراضي الإيرانية واحتل همدان لكنه لم يفلح في استرداد بغداد، واضطر إلى رفع الحصار عنها في سنة 1631. وفي طريق العودة عزله السلطان مراد الرابع الذي كان قد كبر نسبيا ورغب في استعادة سلطاته من أمه، وأعاد حافظ باشا إلى منصب الصدارة مرة أخرى.
السلطان مراد الرابع ويكيبيديا
ولكن لما بلغ السلطان أن أحد أحفاده ثار ثانيًا ونهب بعض مدائن الشام، أمر بقتله وولده الأكبر، فقُتلا في ذي القعدة سنة 1044هـ إبريل سنة 1635م، فأطاعته الدروز بعد ذلك. ثم شرع في استرجاع ما اقتطعه الصفويون من دولته أثناء الفتن وفي عهد من سبقه، فأرسل عدة حملات باءت بالفشل، فأصرَّ على أن يخرج هو بنفسه على رأس حملة كبيرة في سنة (1045هـ/1635م) وقد اطمأن أن النظام صار يسود فرق الجيوش البالغة، فخرج معه نحو 200 ألف جندي، يعلوها الانضباط، وما كانت عليه الجيوش العثمانية في أيام سليمان القانوني من سكينة ونظام. واستهل انتصاراته بفتح مدينة "أريوان" في الشمال الغربي من إيران في (25 من صفر 1045هـ/10 من أغسطس 1635م) ثم قصد مدينة "تبريز" ففتحها في (28 من ربيع الأول 1045هـ/10 من سبتمبر 1635م)، ثم عاد بالجيش إلى بلاده طلبًا للراحة. وما كاد السلطان يستقر في إستانبول حتى عاود الصفويون القتال، فاستردوا "أريوان" بقيادة الشاه "صافي" بعد حصار لها دام ثلاثة أشهر، واستعادوا مدينة "تبريز" مع أجزاء كبيرة من أذربيجان، فعاود الخروج إليهم سريعًا في جيش كبير أحسن إعداده، واتجه إلى بغداد، وشرع في حصارها في (8 من رجب 1048هـ/15 من نوفمبر 1638م)، وكان في المدينة المحاصرة حامية كبيرة تبلغ 40000 جندي.
الفصل السابع عشر
هو ابن السلطان أحمد الأوَّل ابن السلطان محمد الثالث. ولد في ٢٨ جمادى الأولى سنة
١٠١٨
(الموافق ٢٩ أغسطس سنة ١٦٠٩م)، وولاه الانكشارية بعد عزل عمه السلطان مصطفى الأوَّل ابن
السلطان
محمد الثالث مع حداثة سنه كي لا يكون معارضًا لهم في أعمالهم الاستبدادية، ولا مضعفًا
لنفوذهم
الذي اكتسبوه بقتل سلطان وعزل غيره، واستمروا مدَّة العشر سنين الأولى من حكمه على غيهم
وطغيانهم. (١) محاربة العجم واستيلاؤهم على بغداد
وانتهز الشاه عباس — ملك العجم — هذا الاختلال فرصة لتوسيع أملاكه من جهة حدود الدولة
العلية، فكان الأمر حينئذٍ بعكس ما كان عليه أيام المرحوم الغازي السلطان سليمان القانوني؛
وذلك
أن رئيس الشرطة في مدينة بغداد واسمه بكير أغا ثَارَ على الوالي وقتله واستبدَّ في الأحكام،
فأرسلت له الدولة قائدًا يدعى حافظ باشا حاربه وحصره في دار السلام، فسولت لبكير أغا
نفسه
الخبيثة أن يخون الدولة، وراسل الشاه عباسًا، وعرض عليه تسليم المدينة، فسار الشاه بجنوده
لاحتلالها. وفي الوقت نفسه عرض بكير أغا على القائد العثماني أن يرد المدينة للعثمانيين
لو
أقرته الدولة على ولايتها؛ فقبل ذلك واحتلتها الجنود المظفرة قبل وصول شاه العجم، وهو
لما وصلها
حاصرها ثلاثة أشهر، ثم فتحها بخيانة ابن بكير أغا الذي سلمها له بشرط تعيينه حاكمًا عليها
من
قبلهم، لكن خاب سعيه؛ فقد قتله الشاه جزاء خيانته كما قتل أباه.