5902 - وعن أنس - رضي الله عنه - قال: أصابت الناس سنة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب في يوم الجمعة قام أعرابي فقال: يا رسول الله! هلك المال ، وجاع العيال ، فادع الله لنا. فرفع يديه وما نرى في السماء قزعة ، فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال ، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته ، فمطرنا يومنا ذلك ، ومن الغد ، ومن بعد الغد حتى الجمعة الأخرى ، وقام ذلك الأعرابي - أو غيره - فقال: يا رسول الله! تهدم البناء ، وغرق المال ، فادع الله لنا ، فرفع يديه فقال: ( اللهم حوالينا ولا علينا). فما يشير إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت وصارت المدينة مثل الجوبة ، وسال الوادي قناة شهرا ، ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدث بالجود. وفي رواية قال: ( اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ، ومنابت الشجر). قال: فأقلعت ، وخرجنا نمشي في الشمس. متفق عليه.
- جهاد النكاح ( حوالينا ولا علينا)
- فضل العالم علي العابد كفضلي علي ادناكم
جهاد النكاح ( حوالينا ولا علينا)
الرئيسية الأخبار محليات عربي ودولي فلسطين منوعات رياضة مقالات أقسام متفرقة إسلاميات دراسات وتحليلات اقتصاد صحة منوعات تكنولوجيا بورتريه بانوراما
إضافة تعليق الاسم البريد الإلكتروني التعليق
الأكثر قراءة اخر الأخبار
وهو معدل لم يحدث بالمقارنة في بلاد أوربية أخرى. فصار البيض المتوسطو العمر هؤلاء ضحايا للانتحار والإدمان، والإسراف في تجرع مهدئات الألم والإحباط. وليست الظاهرة أميركية عامة لأن معدل الموت بين السود في عمر البيض لم يتغير. وعزوا الأمر إلى أن السود تعلموا -على مر السنين- أن يتعاطوا مع الخيبة في حياتهم بوسائط الموسيقى والدين. قد يسعد العرب والمسلمون لأن واقعة شارلوت فيل الإرهابية العرقية لم تأتِ بذكرهم فحسب ، بل كشفت المزيد من العورة العرقية للرئيس ترمب، "رأس الكفر" في المصطلح الإسلامي. ولكنهم لو تجاوزوا في درسها تعييبَ ترمب إلى إتقان التعاطي مع محركات المجتمع الأميركي وتاريخه -من قوى ورموز- لتواضعوا على إستراتيجية طويلة المدى لمواطنة أميركية آمنة وإيجابية وخلاقة. فغالباً ما ردوا ما يصيبهم من نقص في أنفسهم وأذى لمساجدهم بأميركا إلى صليبية كامنة. ولكنهم -متى صحت لهم هذه الإستراتيجية- لربما رأوا أبيض غاضباً لا صليبياً. فهذا الأبيض متى نظر إلى "السيليكون فالي" -وهو مركبة القيادة في الصناعة الإليكترونية بكاليفورنيا- وجد ثلثيْ وظائف مديري شركاته من آسيا. ومصدرُ غَبْنِهِ أنهم جاؤوا إلى أميركا لضرورات الكفاءة في الاقتصاد، مما جعل من أميركا وطنِه مصنعاً لا مجتمعاً مدنياً.
فهذا أعظم بيان لفضل العالم على العابد، قال المناوي: نفل العلم أفضل من نفل العمل، كما أن فرض العلم أفضل من فرض العمل، وفضل العلم ما زاد على المفترض. عن أبي هريرة وأبي ذر، قالا: باب من العلم يتعلمه أحب إلينا من ألف ركعة تطوع، وباب من العلم يعلمه ـ عمل به أو لم يعمل به ـ أحب إلينا من مائة ركعة تطوع. ويمكنك مراجعة ما ورد في هذا الباب من فضل العلم وكلام العلماء على ذلك في كتاب: جامع بيان العلم وفضله للحافظ ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ وفي كتاب: مفتاح دار السعادة للحافظ ابن القيم ـ رحمه الله. الوجه الرابع: أن هذا القول وهو: فقيه واحد إلخ، ليس فيه أن العابد يسلبه الشيطان إيمانه، وإنما فيه الإخبار بفضل الفقيه على العابد. الوجه الخامس: أن فقد الإيمان ـ والعياذ بالله ـ له أسباب ولا يقتصر فقد الإيمان على العابد الجاهل فقط، بل العالم ـ أيضا ـ قد يفقد إيمانه وتسوء خاتمته لأسباب ذكرها العلماء ويجمعها ما ذكره ابن حجر نقلا عن عبد الحق في كتاب العاقبة أنه قال: إن سوء الخاتمة لا يقع لمن استقام باطنه وصلح ظاهره، وإنما يقع لمن في طويته فساد أو ارتياب، ويكثر وقوعه للمصر على الكبائر والجريء على العظائم فيهجم عليه الموت بغتة.
فضل العالم علي العابد كفضلي علي ادناكم
جاء في إحياء علوم الدين للإمام الغزالي في فضل الكسب والحثّ عليه ما نصه:
وروى أن عيسى ـ عليه السلام ـ رأى رجلاً فقال: ما تصنع؟ قال: أتعبد، قال: مَن يَعولُك؟ قال: أخي، قال: أخوك أعبدُ منك. قال الغزالي: هذا الكلام ولم يجعله حديثًا عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومثل ذلك ما روى أن قومًا من الأشعريّين كانوا في سفر، فلما قدِموا على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ "قالوا: ما رأينا بعدَك أفضلَ من فلان" كان يصوم بالنهار، فإذا نزلنا قام الليل حتى نرتَحِل، فقال: "ومَن كان يكفُلُه ويخدُمه" قالوا: كلُّنا، فقال "كلُّكم أفضلُ منه" وهو موجود في كتاب "العقد الفريد" لابن عبد ربِّه، وليس فيه سند له. وتحدّث الغزالي في باب التوكُّل، وفصَّل أحوال المتوكِّلين، ثم ذكر أن الرجل المتوكِّل على الله إذا تعلَّق قلبه بالدنيا والكسب كان العمل له أفضل من الانقطاع عنه إلى التعبُّد والانزواء والكسل، أما إذا قوى إيمانه بالله وتوكل عليه، ولم يتعلق قلبه بالدنيا، فالانقطاع إلى العبادة أفضل، على ألا يكون لأحد مِنَّة عليه في شيء من رِزقه. ومع ذلك فالغزالي يتحدّث عن عصره وله ظروفه. أما الآن فالواجب هو التنسيق بين عمل الدنيا وعمل الآخرة، فهما أمران لابد منهما، وذلك على نسق ما قاله الله تعالى: (وابْتَغِ فِيمَا آَتاكَ اللهَ الدّارَ الآخِرةَ ولا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِن الدُّنْيا) (سورة القصص: 77) وقوله تعالى: (فإِذَا قُضِيَتِ الصّلاةُ فانْتَشِرُوا في الأرضِ وابتَغُوا مِن فَضْلِ اللهِ واذكُروا اللهَ كَثِيرًا لَعلَّكُم تُفْلِحونَ) (سورة الجمعة: 10) وقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ "إنَّ لربِّكَ عليك حَقًّا ولِبدَنك عليك حقًّا ولأهلك عليك حقًّا فأعطِ كلّ ذي حقٍّ حقَّه" رواه البخاري.
وكما في قوله تعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ {يونس:62- 63}. فهذا لا يسلب إيمانه ولا تضره فتنة ما بقيت السموات والأرض ويوفقه الله للموت على الإسلام والإتيان بأمره سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ {آل عمران: 102}. وما أجمل قول الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسير هذه الآية حيث قال: أي: حافظوا على الإسلام في حال صحتكم وسلامتكم لتموتوا عليه، فإن الكريم قد أجرى عادته بكرمه أنه من عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بُعث عليه، فعياذًا بالله من خلاف ذلك. هـ. وأما القول الآخر الذي في السؤال وتوهمت السائلة معارضته للحديث السابق فلفظه المشهور: فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد. والجواب عن الإشكال الذي لدى السائلة من وجوه:
الأول: أن هذا الحديث ضعيف لا يصح وقد أنكره طائفة من الحفاظ وحكم كثير منهم بأنه حديث مكذوب كابن حبان والساجي وغيرهم. الوجه الثاني: أن المقصود بالشدة على الشيطان هنا هو أن الشيطان لا يستطيع أن يفتن العالم عن طريق الشبهات التي يزخرفها نتيجة لاعتصام العالم الرباني بالكتاب والسنة ومعرفته بحيل الشيطان وعداوته ومعرفته بالصراط المستقيم وما يضاده، ولذا كان أشد على الشيطان من العابد الجاهل الذي لا يعلم ما يعلمه العالم.