﴿وأوْحَيْنا إلى أُمِّ مُوسى أنْ أرْضِعِيهِ فَإذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَألْقِيهِ في اليَمِّ ولا تَخافِي ولا تَحْزَنِي إنّا رادُّوهُ إلَيْكِ وجاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِينَ﴾ عَطْفٌ عَلى جُمْلَةِ ﴿ونُرِيدُ أنْ نَمُنَّ عَلى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا﴾ [القصص: ٥]، إذِ الكُلُّ مِن أجْزاءِ النَّبَإ. وتَتَضَمَّنُ هَذِهِ الجُمْلَةُ تَفْصِيلًا لِمُجْمَلِ قَوْلِهِ ﴿ونُرِيدُ أنْ نَمُنَّ عَلى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا﴾ [القصص: ٥]، فَإنَّ الإرادَةَ لَمّا تَعَلَّقَتْ بِإنْقاذِ بَنِي إسْرائِيلَ مِنَ الذُّلِّ خَلَقَ اللَّهُ المُنْقِذَ لَهم. والوَحْيُ هُنا وحْيُ إلْهامٍ يُوجَدُ عِنْدَهُ مِنِ انْشِراحِ الصَّدْرِ ما يُحَقِّقُ عِنْدَها أنَّهُ خاطِرٌ مِنَ الوارِداتِ الإلَهِيَّةِ. فَإنَّ الإلْهامَ الصّادِقَ يَعْرِضُ لِلصّالِحِينَ فَيُوقِعُ في نُفُوسِهِمْ يَقِينًا يُبْعَثُونَ بِهِ إلى عَمَلِ ما أُلْهِمُوا إلَيْهِ. ولا تخافي ولا تحزني فيس بوك. وقَدْ يَكُونُ هَذا الوَحْيُ بِرُؤْيا صادِقَةٍ رَأتْها. وأمُّ مُوسى لَمْ يُعْرَفِ اسْمُها في كُتُبِ اليَهُودِ، وذَكَرَ المُفَسِّرُونَ لَها أسْماءً لا يُوثَقُ بِصِحَّتِها. وقَوْلُهُ ﴿أنْ أرْضِعِيهِ﴾ تَفْسِيرٌ لِـ أوْحَيْنا.
10- إخوان يوسف هم من ألقوا أخاهم وآذوه. أخت موسى هي من بحثت عنه وساعدته. ولا تخافي ولا تحزني. 11- عند البحث عن موسى (أم موسى) هي من طلبت البحث عنه وأرسلت أخته
*﴿ وَقالَت لِأُختِهِ قُصّيهَِ ﴾*
وعند البحث عن يوسف (أبو يوسف) هو من طلب البحث عنه وأرسل إخوة يوسف:
*﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ ﴾*. 12- بداية الفرج ﻷم موسى بلقاء ولدها:
*﴿ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ ﴾*
بداية الفرج ﻷبي يوسف بلقاء ابنه:
*﴿ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ﴾*. 13- رب العالمين أوحى ﻷم موسى أنه سيرد لها ابنها:
*﴿ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾*
رب العالمين أوحى ﻷبي يوسف أنه سيرد له ابنه:
*﴿ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾. *
14- أصحاب القصر الذي عاش به (موسى) عندما كَبُر تصادم معهم وطاردوه:
*﴿ فَأَتبَعوهُم مُشرِقينَفَلَمّا تَراءَى الجَمعانِ قالَ أَصحابُ موسى إِنّا لَمُدرَكونَ ﴾*
أصحاب القصر الذي عاش به (يوسف) عندماكَبُر تصالحوا معه وقرّبوه:
*﴿ وَقالَ المَلِكُ ائتوني بِهِ أَستَخلِصهُ لِنَفسي فَلَمّا كَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ اليَومَ لَدَينا مَكينٌ أَمينٌ ﴾*
في قصة يوسف لم تذكر *أمه*
وفي قصة موسى لم يذكر *أبوه*
ما أجملها من مقارنة ممتعة.
فَقالَ لَها: قاتَلَكِ اللَّهُ ما أفْصَحَكِ! يُرِيدُ ما أبْلَغَكِ (وكانُوا يُسَمُّونَ البَلاغَةَ فَصاحَةً) فَقالَتْ لَهُ (أوَيُعَدُّ هَذا فَصاحَةً مَعَ قَوْلِهِ تَعالى ﴿وأوْحَيْنا إلى أُمِّ مُوسى أنْ أرْضِعِيهِ فَإذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَألْقِيهِ في اليَمِّ ولا تَخافِي ولا تَحْزَنِي إنّا رادُّوهُ إلَيْكِ وجاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِينَ﴾ فَجَمَعَ في آيَةٍ واحِدَةٍ خَبَرَيْنِ، وأمْرَيْنِ، ونَهْيَيْنِ، وبِشارَتَيْنِ). (p-٧٥)فالخَبَرانِ هُما ﴿وأوْحَيْنا إلى أُمِّ مُوسى﴾ وقَوْلُهُ ﴿فَإذا خِفْتِ عَلَيْهِ﴾؛ لِأنَّهُ يُشْعِرُ أنَّها سَتَخافُ عَلَيْهِ. والأمْرانِ هُما: "أرَضِعَيْهِ" و"ألْقِيهِ". والنَّهْيانِ: "ولا تَخافِي" و"ولا تَحْزَنِي". والبِشارَتانِ ﴿إنّا رادُّوهُ إلَيْكِ وجاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِينَ﴾. والخَوْفُ: تَوَقُّعُ أمْرٍ مَكْرُوهٍ، والحُزْنُ: حالَةٌ نَفْسِيَّةٌ تَنْشَأُ مِن حادِثٍ مَكْرُوهٍ لِلنَّفْسِ كَفَواتِ أمْرٍ مَحْبُوبٍ، أوْ فَقْدِ حَبِيبٍ، أوْ بُعْدِهِ، أوْ نَحْوِ ذَلِكَ. والمَعْنى: لا تَخافِي عَلَيْهِ الهَلاكَ مِنَ الإلْقاءِ في اليَمِّ، ولا تَحْزَنِي عَلى فِراقِهِ. والنَّهْيُ عَنِ الخَوْفِ وعَنِ الحُزْنِ نَهْيٌ عَنْ سَبَبَيْهِما وهُما تُوَقُّعُ المَكْرُوهِ والتَّفَكُّرُ في وحْشَةِ الفِراقِ.
ماعز بن مالك
معلومات شخصية
مكان الميلاد
مكة المكرمة
تعديل مصدري - تعديل
ماعز بن مالك الأسلمي ، صحابي مدني، كتب له الرسول محمد كتابًا بإسلام قومه، وقد اعترف بالزنا فرُجِم، وقال عنه الرسول: «لقد تاب توبة لو تابها طائفة من أمتي لأجزأت عنهم». [1] [2] [3] وروي أن صحابياً يُدعى هزَّال هو الذي دفع ماعزًا إلى الاعتراف بالزنا، فلما أصرَّ ماعز على الاعتراف رجمه الرسول، لأنه كان محصنًا، لكن النبي لم يَدَعِ الأمر يمرُّ دون أن ينصح هزَّال -والأمة من بعده- قائلًا: «وَاللهِ يَا هَزَّالُ لَوْ كُنْتَ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ كَانَ خَيْرًا مِمَّا صَنَعْتَ بِهِ». [4]
مراجع [ عدل]
^ الاستيعاب 1/418
^ الإصابة الترجمة (7586)
^ أسد الغابة 4/216
^ مالك في الموطأ برواية يحيى الليث
هل كان ماعز متزوجاً ؟ - الإسلام سؤال وجواب
يقترف الإنسان منا العديد منا الأخطاء الجسيمة، ويقع في أكبر الكبائر، ولكنه لا يعطي اهتمام لما قام باقترافه، بل ولا يشعر ولو للحظة بالندم على ما فعل، أو يفكر في التوبة من هذا الذنب، حتى تأخذه الحياة في تيهتها ويلقى الله على ذنبه الذي اقترفه، وتكون النتيجة خسارة عظيمة في الأخرة، حيث لا وقت للتوبة، ولا للرجوع، والقصة التي نحن بصددها تتحدث عن صحابي جليل، ربما خدعه الشيطان حتى وقع في الذنب، ولكنه أصر على أن لا يلقى ربه عز وجل إلا وقد تخلص من ذنبه هذا. ماعز بن مالك الأسلمي
عريب بن مالك وشهرته ماعز بن مالك الأسلمي صحابي جليل، في يوم من الأيام استطاع الشيطان أن يتغلب على ماعز حتى وقع في خطيئة الزنا ، ولكنه قد شعر بالندم الشديد على ما فعل، حتى أرقه هذا الذنب وظل يتمنى أن تعود به الأيام حتى لا يقدم على ما فعل، فرأى أحد أصحابه ويدعى هزال، الحالة التي وصل إليها ماعز من الندم والرغبة الشديدة في التوبة، فما كان منه إلا أن نصحه، بالذهاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم والاعتراف له بما قام بفعله. بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذهب ماعز إلى رسول الله واعترف له بذنبه، وطلب منه أن يقوم بتطهيره من هذا الذنب الذي قد أثقله، وبعد أن سمع منه الرسول صلى الله عليه وسلم، كلامه هذا، ما كان منه إلا أن أمر ماعز بأن يذهب ويستغفر الله عما فعله، وبالفعل ذهب ماعز ولكنه عاد مرة أخرى إلى النبي صلوات الله وسلامه عليه، وطلب منه أن يطهره من ذنبه، ولكن رسول الله أمره بالاستغفار من الذنب مرة أخرى، ولكن ماعز عاد إلى الرسول لثالث مرة، طالبًا منه بإلحاح شديد أن يطهره مما فعل، والنبي مصر على أمره بالذهاب و الاستغفار من فعله، إلى أن عاد ماعز إلى الرسول صلى الله عليه وسلم للمرة الرابعة، طالبًا منه التطهير.
قال أبو كامل قال فرميناه بالعظام والمدر والخزف فاشتد واشتددنا خلفه حتى أتى عرض الحرة فانتصب لنا فرميناه بجلاميد الحرة. قال ابن الهمام في الحديث الصحيح: فرجمناه يعني ماعزا بالمصلى ، وفي مسلم وأبي داود فانطلقنا به إلى بقيع الغرقد والمصلى كان به لأن المراد مصلى الجنائز ، فيتفق الحديثان.