17 / 02 / 2013 44: 07 PM
#1
مودة مميز جدا
اعتمد القرآن الكريم في خطابه أسلوب المقابلات؛ وذلك بأن يقابل بين الأشخاص، ويقابل بين الأعمال، ويقابل بين النتائج، فإذا تحدث عن المؤمنين أتبعه بالحديث عن الكافرين، وإذا تحدث عن العاملين المخلصين أردفه بالحديث عن القاعدين المهملين، وإذا تحدث عن عاقبة المتقين قرنه بالحديث عن عاقبة المكذبين، وعلى هذا السَّنَن يجري الخطاب في القرآن الكريم. وعلى هذا النسق جاء ذكر الظالمين ووعيدهم في قوله سبحانه: { من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا * خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا * يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا} (طه:100-102)، ثم ثنى سبحانه بالحديث عن المتقين وحكمهم، فقال: { ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما} (طه:112)، والحديث هنا يتناول المراد من الآية الأخيرة. قوله تعالى: { ومن يعمل من الصالحات}، قيل: إن المراد بـ { الصالحات} أداء فرائض الله التي فرضها على عباده. والأصوب أن يقال: هي الأعمال التي تعود بالخير على الإنسان أو على غيره، فيدخل في هذا أداء الفرائض وغيره من الأعمال الصالحة. وأضعف الإيمان أن يحافظ العبدُ في ذاته على صلاحه، فلا يفسده، كمن يجد بئراً يشرب منه الناس، فلا يردمه بالتراب، أو يلوثه بالأوساخ، فإن رقي بالعمل فيحسنه ويجوده ليزيد في صلاحه، فيبني حوله جداراً يحميه، أو يجعل له غطاء، أو نحو ذلك من أنواع الأعمال ، فالباب مفتوح، والثواب موصول، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملاً.
- ومن يعمل من الصالحات من ذكر او انثى
- ومن يعمل من الصالحات فلا يخاف ظلما ولا هضما
- ومن يعمل من الصالحات من ذكر
- عبد الكريم جعفر زيد دهاوي
- جعفر عبد الكريم مذيع
ومن يعمل من الصالحات من ذكر او انثى
قال ابن عطية: وفي قوله: { من الصالحات} تيسير من الشرع؛ لأن { من} تفيد التبعيض، فمن رحمة الله بنا أنه سبحانه حينما حثنا على العمل الصالح، قال: { من الصالحات} فيكفي أن نفعل بعض { الصالحات}؛ لأن طاقة الإنسان لا تسع كل { الصالحات} ولا تقوى عليها، يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله في هذا الصدد: "فحسبك أن تأخذ منها طرفاً، وآخر يأخذ منها طرفاً، فإذا ما تجمعت هذه الأطراف من العمل الصالح من الخلق، كوَّنت لنا الصلاح الكامل. ففي كل فرد من أفراد الأمة خصلة من خصال الخير، بحيث إذا تجمعت خصال الكمال في الخلق أعطتنا الكمال". فكل عمل صالح يكمل غيره من الأعمال، فتستقيم أمور الدنيا، ويسعد الإنسان بالآخرة. قوله سبحانه: { وهو مؤمن} أي: وهو مصدق بالله؛ لأن الإيمان شرط في قبول العمل الصالح، فإن جاء العمل الصالح من غير المؤمن، أخذ أجره في الدنيا ذكراً وشهرة، وتخليداً لذكراه، فقد عمل ليقال، وقد قيل، وقضي الأمر. وقد روي عن قتادة قوله: { ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن} وإنما يقبل الله من العمل ما كان في إيمان. وليس بخاف أن اقتران (العمل الصالح) بـ (الإيمان) متواتر في القرآن الكريم، فهما متلازمان ومتكاملان، فلا (إيمان) بغير (عمل)، ولا (عمل) بغير (إيمان)، بل (إيمان)، و(عمل).
ومن يعمل من الصالحات فلا يخاف ظلما ولا هضما
* * *وأما قوله: " ولا يظلمون نقيرًا "، فإنه يعني: ولا يظلم الله هؤلاء الذين يعملون الصالحات من ثوابِ عملهم، مقدارَ النُّقرة التي تكون في ظهر النَّواة في القلة، فكيف بما هو أعظم من ذلك وأكثر؟ وإنما يخبر بذلك جل ثناؤه عبادَه أنه لا يبخَسهم من جزاء أعمالهم قليلا ولا كثيرًا، ولكن يُوفِّيهم ذلك كما وعدهم. (51)* * *وبالذي قلنا في معنى " النقير "، قال أهل التأويل. *ذكر من قال ذلك:10536- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد: " ولا يظلمون نقيرًا "، قال: النقير، الذي يكون في ظهر النواة. 10537- حدثنا ابن بشار قال، حدثنا أبو عامر قال، حدثنا قرة، عن عطية قال: النقير، الذي في وسط النواة. (52)* * *فإن قال لنا قائل: ما وجه دخول: " مِن " في قوله: " ومن يعمل من الصالحات "، ولم يقل: " ومن يعمل الصالحات "؟قيل: لدخولها وجهان:أحدهما: أن يكون الله قد علم أن عبادَه المؤمنين لن يُطيقوا أن يعملوا جميع الأعمال الصالحات، فأوجب وَعده لمن عمل ما أطاق منها، ولم يحرمه من فضله بسبب ما عجزتْ عن عمله منها قوّته. (53)والآخر منهما: أن يكون تعالى ذكره أوجب وعدَه لمن اجتنب الكبائر وأدَّى الفرائض، وإن قصر في بعض الواجب له عليه، تفضلا منه على عباده المؤمنين، إذ كان الفضل به أولى، والصفح عن أهل الإيمان به أحرَى.
ومن يعمل من الصالحات من ذكر
* * *وقد تقوّل قوم من أهل العربية، (54) أنها أدخلت في هذا الموضع بمعنى الحذف، ويتأوّله: ومن يعمل الصالحاتِ من ذكر أو أنثى وهو مؤمن. (55)وذلك عندي غير جائز، لأن دخولها لمعنًى، فغير جائز أن يكون معناها الحذف. ----------------------الهوامش:(51) انظر تفسير"النقير" فيما سلف: 8: 472-475. (52) من أول قوله: "وبالذي قلنا في معنى النقير" إلى آخر هذا الأثر ، ساقط من المخطوطة. وهذان الأثران: 10536 ، 10537 ، لم يذكرا هناك (8: 472-475) في الآثار التي جاء فيها تفسير"النقير". وهذا أحد ضروب اختصار أبي جعفر تفسيره. (53) في المخطوطة: "منها قوله" ، وفوق"قوله""كذا" ، دليلا على أنها كانت كذلك في الأصل الذي نقل الناسخ عنه. وصواب قراءتها ما أثبت. وفي المطبوعة: "قواه" بالجمع ، وهي أيضًا حسنة. (54) ليس في المخطوطة: "قوم" ، وإثباتها لا بأس به ، وهذا الذي سيسوقه رأي بعض أهل البصرة ، كما أشار إليه مرارًا فيما سلف. (55) انظر زيادة"من" في الجحد والإثبات فيما سلف 2: 126 ، 127 ، 442 ، 470 / 5: 586 / 6: 551 / 7: 489.
إعداد ـ محمد عبدالظاهر عبيدو*
* إمام وخطيب جامع محمد الأمين
جعفر عبد الكريم - YouTube
عبد الكريم جعفر زيد دهاوي
أحد القراء. مات سنة سبع، أو ثمان وأربع مِئَة. أخذ، عَن أبي علي بن حبش والمطوعي وسمع من القطيعي. وألف كتابا في قراءة أبي حنيفة فوضع الدارقطني خطه بأن هذا موضوع لا أصل له. وقال غيره: لم يكن ثقة. وقال أبو العلاء الواسطي: ذكر لي أنه كان اسمه كميلا فغيره فتسمى محمدا، قال: ولما كتب الدارقطني خطه بذلك كبر عليه ذلك وخرج إلى الجبل فبلغني أن حاله اشتهرت عندهم وسقطت منزلته. وقد روى الحديث، عَن أبي بكر الإسماعيلي، وَأبي بكر القطيعي ويوسف النجيرمي، وَغيرهم. وهو صنف الواضح في القراءات. وبديل جده الأعلى واسم جده الأدنى محمد بن عبد الكريم وهو من أهل جرجان. ونقل الخطيب، عَن أبي القاسم التنوخي قال: كان أبو الفضل شديد العناية بالقراءات وله مصنفات منها: في أسانيد القراءات تشتمل على عدة. أجزاء فاستنكرته حتى ذكر لي بعض من يعتني بالقراءات أنه كان يخلط ولم يكن مأمونا على ما يرويه.. 6597- محمد بن جعفر بن محمد بن كنانة المؤدب. عن أبي مسلم الكجي والكديمي. قال ابن أبي الفوارس: متساهل لم يكن بذاك. وقال غيره: لا بأس به، انتهى. قال ابن أبي الفوارس: مات سنة ست وستين وثلاث مِئَة. وقال أبو الحسن بن الفرات: كان قريب الأمر، روى عنه علي بن أحمد الرزاز وبشرى بن عبد الله الفاتني.. 6598- محمد بن جعفر البغدادي.
جعفر عبد الكريم مذيع
عبد الكريم محمد جعفر ناجي غير متوفر وصف له.
المواضيع الأخيرة التبادل الاعلاني كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي الخميس مارس 03, 2022 11:15 am من طرف حزب الحقيقه أوكرانيا.. شكل العالم في العصر الروسي الجديد بعد أفول النفوذ الأمريكي
بقلم: د.