وأوضح المركز: "سجود السهو: هو سجدتان متواليتان بعد التشهد الأخير وقبل السلام من الصلاة، وإذا التبس عليه عدد الركعات فلم يدرِ كم صلى؟! فيبنى على الأقل ويتم صلاته ويسجد للسهو، فلو شك هل صلّى ثلاثًا أم أربعًا يعتمد أنه صلى ثلاثًا ويأتى برابعة ويسجد للسهو، والصلاة صحيحه بإذن الله".
السهو في الصلاة
20- تقصير الجلسة الوسطى. 21- تقديم اليدين قبل الركبتين في الهوي إلى السجود، وتأخيرهما عن ركبتيه في قيامه. 22- الأذكار المأثورة دبر الصلوات. وقد نظم ابن عاشر رحمه الله المندوبات بقوله:
مندوبها تيامن مع السلام
تأمين من صلى عدا جهر الإمام
وقول: ربنا لك الحمد عدا
من أم، والقنوت في الصبح بدا
رداً وتسبيح السجود والركوع
سدل يد تكبيره مع الشروع
وبعد أن يقوم من وسطاه
وعقده الثلاث من يمناه
لدى التشهد وبسط ما خلاه
تحريك سبابتها حين تلاه
والبطن من فخذ رجال يبعدون
ومرفقا من ركبة إذ يسجدون
وصفة الجلوس تمكين اليد
من ركبتيه في الركوع وزد
نصبهما قراءة المأموم في
سرية وضع اليدين فاقتفي
لدى السجود حذو أذن وكذا
رفع اليدين عند الاحرام خذا
تطويله صبحًا وظهرًا سورتين
توسط العشا وقصر الباقيين
كالسورة الأخرى كذا الوسطى استحب
سبق يد وضعا وفي الرفع الركب. وأما بخصوص ما يترتب على ترك شيء من هذه المذكورات، فنقول:
من ترك واجبًا من صلاته -مثل الركوع، أو الرفع منه، أو السجود- عمدًا؛ بطلت صلاته. وإن تركه سهوًا؛ تداركه، ما لم يفت محل تداركه. فإن فات محله؛ ألغى الركعة، وقضاها، إن كان ذلك بقرب. السهو في الصلاة. وإن نقص سنة مؤكدة، كجلسة الوسطى، أو تكبيرتين فأكثر عمدًا؛ فلا سجود عليه.
والله أعلم.
قوله تعالى ثم استوى على العرش هذه مسألة الاستواء; وللعلماء فيها كلام وإجراء. وقد بينا أقوال العلماء فيها في " الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى " وذكرنا فيها هناك أربعة عشر قولا. والأكثر من المتقدمين والمتأخرين أنه إذا وجب تنزيه الباري سبحانه عن الجهة والتحيز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عليه عند عامة العلماء المتقدمين وقادتهم من المتأخرين تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة ، فليس بجهة فوق عندهم; لأنه يلزم من ذلك عندهم متى اختص بجهة أن يكون في مكان أو حيز ، ويلزم على المكان والحيز الحركة والسكون للمتحيز ، والتغير والحدوث. هذا قول المتكلمين. وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك ، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله. ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة. وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته ، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته. قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم - يعني في اللغة - والكيف مجهول ، والسؤال عن هذا بدعة. وكذا قالت أم سلمة رضي الله عنها. تفسير: (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش). وهذا القدر كاف ، ومن أراد زيادة عليه فليقف عليه في موضعه من كتب العلماء.
تفسير: (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش)
ومن الثمرات أيضًا: موافقة سلف الأمة في اعتقادهم في العرش بأنه عرشٌ حقيقيّ، كما أخبر الله عنه ووَصَفه، لا كما يقول المؤوِّلة والمحرِّفة بأنه عبارة عن ملك الله! أو فلَك من أفلاك الكون! ومن الثمرات أيضًا: زيادة إيمان العبد بربِّه، فإذا آمنَ العبدُ بالمغيَّبات التي أخبر الله بها، زاد ذلك في إيمانه وثباته. فاللهَ نسأل أن يُظلّنا في ظلّ عرشه يومَ لا ظلّ إلّا ظلّه. اللهمَّ زدنا بك علمًا، وزدنا بك إيمانًا، وزدنا لكَ حُبًّا. وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
([1]) انظر: «تذكرة الحفاظ» (1/209). ([2]) الفتوى الحموية (ص275-276). ([3]) البخاري كتاب التوحيد، باب (وكان عرشه على الماء) (7427)
([4]) البخاري كتاب التوحيد، باب (وكان عرشه على الماء) (7423)
([5]) أبو داود كتاب السنة، باب في الجهمية (4727)، والطبراني (6503). ([6]) البخاري كتاب التوحيد، باب (وكان عرشه على الماء) ( 7418 ، 3190). ([7]) مسلم كتاب القدر، باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام (6690). معنى استوى في قوله تعالى ثم استوى على العرش. ([8]) مسلم الذكر والدعاء، باب التسبيح أولَ النهار وعند النوم (6852). ([9]) أبو داود كتاب السنّة، باب في الجهمية (4726).
وأصل " ستة " سدسة ، فأرادوا إدغام الدال في السين فالتقيا عند مخرج التاء فغلبت عليهما. وإن شئت قلت: أبدل من إحدى السينين تاء وأدغم في الدال; لأنك تقول في تصغيرها: سديسة ، وفي الجمع أسداس ، والجمع والتصغير يردان الأسماء إلى أصولها. ويقولون: جاء فلان سادسا وسادتا وساتا; فمن قال: سادتا أبدل من السين تاء. واليوم: من طلوع الشمس إلى غروبها. فإن لم يكن شمس فلا يوم; قال القشيري. وقال: ومعنى في ستة أيام أي من أيام الآخرة ، كل يوم ألف سنة; لتفخيم خلق السماوات والأرض. وقيل: من أيام الدنيا. قال مجاهد وغيره: أولها الأحد وآخرها الجمعة. وذكر هذه المدة ولو أراد خلقها في لحظة لفعل; إذ هو القادر على أن يقول لها كوني فتكون. ولكنه أراد أن يعلم العباد الرفق والتثبت في الأمور ، ولتظهر قدرته للملائكة شيئا بعد شيء. وهذا عند من يقول: خلق الملائكة قبل خلق السماوات والأرض. وحكمة أخرى - خلقها في ستة أيام; لأن لكل شيء عنده أجلا. وبين بهذا ترك معاجلة العصاة بالعقاب; لأن لكل شيء عنده أجلا. وهذا كقوله: ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون. بعد أن قال: وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا.