تفوّق الرئيس التونسي قايد السبسي على كل المتنورين، وكان صريحا وواضحا في مرجعيته: " ملناش دعوة بحكاية القرآن والدين " وأكد على أن تونس دولة مدنية يحكمها الدستور ولا دخل لأي سلطة أخرى في التشريع، وأن الإرادة هي إرادة الشعب وليست " إرادة أخرى ". هنا يفترض أن يبدأ النقاش الحقيقي: من يحكم؟ الله أم الإنسان؟ شريعة الله أم قوانين البشر؟
وكل محاولة لتجاوز هذه الإشكالية هي قفز على معضلة فلسفية وجودية وترقيع للواقع بأجوبة عشوائية! أما دعاوى المساواة فهي مجرد واجهة للصراع الحقيقي. هل المساواة ممكنة في المواريث؟
إن المنظومات القانونية الغربية التي تقدم نموذجا للمساواة لا تساوي بين الذكور والإناث ولا بين مختلف الفروع والأصول، لأن مجرد اعتماد الوصية للتوارث يعدم المساواة، ويعطي الحق للشخص في أن يقسم تركته كيف يشاء سواء أعطى للذكر مثل حظ الأنثيين أو العكس أو حرمهم جميعا! إضافة إلى أن المساواة لا يفترض أن تناقش فقط بين من لهم نفس القرابة، بل يجب أن تشمل جميع الأقارب، فأين المساواة في إسقاط حق الأخ في الإرث لمجرد أن أخاه متزوج كما تفعل كثير من الدول الغربية؟
لاحظ جيدا أن هذه الفكرة متسقة مع كون المال ملكا للإنسان يتصرف فيه كيف يشاء بعيدا عن أي سلطة غير بشرية…
بل يمكنك باستعمال الوصية أن تقسم التركة ظاهريا وفق الشريعة!
- يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين
- قل سيروا في الأرض فانظروا
- قل سيروا في الأرض فَانْظُرُوا كيف كان عاقبة
يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين
وذلك في قول الله تعالى: "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض. وبما أنفقوا من أموالهم" صدق الله العظيم. وفضل الله أيضًا أن الرجال على النساء في أن يجعل جميع الرسل صل الله عليهم وسلم من الرجال. والرجال هم من يعملون على حماية النساء وحماية الدولة من الأعداء والجهاد في سبيل الله. ومن أهم الواجبات التي يقوم بها الرجل تجاه المرأة. أن يقوم بتأدية جميع واجباته اتجاهها، من الإنفاق وتدبير جميع شئون المرأة وتقديم المهر لها. وتأمين المسكن والملبس والمشرب وكل احتياجات المرأة الخاصة. شاهد من هنا: كيفية حساب الثمن في الميراث وطرق توزيعها
وفي الختام نكون قد ذكرنا لكم تفسير: للذكر مثل حظ الأنثيين وهي الآية الكريمة من سورة النساء، التي تشير إلى العدل بين المرأة والرجل في الميراث. وأن الرجل له الحق أن يأخذ ضعف المرأة في الإرث لأنه مكلف بالكثير من الأمور، وهو الذي ينفق على المرأة ويؤدي جميع واجباتها.
آخر تحديث: نوفمبر 20, 2021
تفسير: للذكر مثل حظ الأنثيين
تفسير: للذكر مثل حظ الأنثيين في القرآن الكريم، الدين الإسلامي دين الحق والعدل، فأوصانا الله سبحانه وتعالى بأن يأخذ كل فرد حقه في الدنيا وفي الميراث. وذكر الله في آياته الكريمة الطريقة الصحيحة لتوزيع التركة على أبناء وعائلة الشخص الذي توفى، ومن خلال هذا المقال سوف نذكر لكم تفسير آية للذكر مثل حظ الأنثيين. العدل في الدين الإسلامي
حرص الله عز وجل على تحقيق العدل في الشريعة الإسلامية وأمر العباد بالعدل. وإذا نظرنا في آيات القرآن الكريم، سوف نجد العديد من الآيات التي تحث على أهمية العدل والحق. وذلك في قول الله تعالى: "إن الله يأمر بالعدل والإحسان إيتاء ذي القربى وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون"
وذكر أهمية العدل في الإسلام في السنة النبوية للرسول صلى الله عليه وسلم. ويوجد الكثير من الأمثلة الواضحة التي تشير إلى العدل بين الأشخاص، وبين المرأة والرجل، ومن أبرز هذه الأمثلة قصة المرأة المخزومية. وهي المرأة التي سرقت في عهد النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وحاول أحد الصحابة أسامة بن زيد رضي الله عنه أن يشفع لها عند النبي، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم غاضبًا.
أرأيت كم أثرت المعصية في الوسط كله، فأصبح غير صالح للمعيشة، فكيف بمعاصينا نحن وكم أمهلنا الله لكي نعود إلى الصواب. والمتأمل أيضًا يجد أن هذه الأماكن محاطة بجوٍّ من الهدوء والسكون، وأنه لا حراك بعد أن عاشوا فيها عقودًا طويلةً في إمهال، ولكنهم أصروا على كبرهم وعنادهم، ولم يخلفوا إلا حجارة قاسية كما كانت قلوبهم قاسية وبعيدة عن قبول الحق. إنها آثار ليست للمتعة وحفلات الصخب حولها والملاهي، ولكن للتباكي والنظر والعبرة من مصارع المكذبين، فقد تركوها خاوية على عروشها. والغريب أن الناس اتخدوا منها مصدرًا لأرزاقهم، حيث يبيعون ويشترون على أنقاضهم، دون عبرة أو عِظة، أما عن الذين رحلوا، فانتهوا وتركوا آثارهم من خلفهم. وأنت... ماذا تركت من أثر؟ هل ستتركها خاوية على عروشها؟! قل سيروا في الأرض. أتركتها وقد أكلت مال هذا، وظلمت هذا، وخضت في عرض هذه؟! لبئس ميراث الظلم لو كانوا يعلمون. أَمْ ستترك أثرًا طيـبًا لك في كل مكان بالإصلاح وعمارة الأرض؟ علينا أن نحيي سنة { قل سيروا في الأرض}، عندما نسافر إلى هذه الأماكن، فليس من دولة إلّا وفيها آثار لهذه الأمم الهالكة، وهذا أدعى لنا لنتوب ونعود إلى الله، إذ يقول تعالى: { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا} [سورة الإسراء ١٧].
قل سيروا في الأرض فانظروا
ولندرك أننا الأمة التي أُعطاها الله فرصة للتوبة والإنابة إليه، ولم يكتب عليها الهلاك في الدنيا بريح أو غرق أو حصباء تشلّ حركتها، فعلينا أن نغتنم الفرصة
قال تعالى: { قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِين} [الأنعام]. إنه أمر من الله، أن نسير في الأرض نرى ونتدبر كيف كان حال الأمم السابقة وكيف أصبحوا حين كذبوا بالحق وجحدوا به. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنعام - الآية 11. والمتدبر لهذه الآيات، السائر على الدرب، يخرج بآيات وعبر كثيرة، حيث إن كل هذه الآثار الباقية أمامنا هي آية من آيات ربنا لم يصبها عوامل التعرية تُركت آية لقوم يعلمون الحق فيخشون أن يصيبهم ما أُصيب به أقوام أخرى. والآية الثانية، حيث إنها مكان بعيد عن العمران، آثار الفراعنة ومعابدهم، إرم ذات العماد، وبابل فى العراق، ومدين فى بلاد الحجاز، كلها في أماكن بعيدة عن سكنى البشر، وكأنها هداية من الله لهم، ألّا يسكنوا مساكن الأمم السابقة، فيصيبهم شؤم المعصية. فعن ابن عمر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مرّ بالحجر، قال: " « لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم، أن يصيبكم ما أصابهم، إلا أن تكونوا باكين » " [رواه البخاري] ، كما أمرهم ألّا يستخدموا ماء هذه الآبار، وأن يعلفوا للأبل في العجين ولا يشربوا منها.
قل سيروا في الأرض فَانْظُرُوا كيف كان عاقبة
[ص: 320] والقول الأول أظهر، وعليه الأكثر، ويؤيده ما ذكره محمد بن إسحاق في السيرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم صالح ملك أيلة، وكتب إليه ببحره، يعني: ببلده. ومعنى قوله تعالى: { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس} أي: بان النقص في الثمار والزروع بسبب المعاصي. وقال أبو العالية: من عصى الله في الأرض فقد أفسد في الأرض، لأن صلاح الأرض والسماء بالطاعة، ولهذا جاء في الحديث الذي رواه أبو داود: « لحد يقام في الأرض أحب إلى أهلها من أن يمطروا أربعين صباحا ». والسبب في هذا أن الحدود إذا أقيمت، انكف الناس أو أكثرهم، أو كثير منهم عن تعاطي المحرمات، وإذا ارتكبت المعاصي كان سببا في محاق البركات من السماء والأرض، ولهذا إذا نزل عيسى ابن مريم عليه السلام، في آخر الزمان فحكم بهذه الشريعة المطهرة في ذلك الوقت ، من قتل الخنزير وكسر الصليب ووضع الجزية، وهو تركها فلا يقبل إلا الإسلام أو السيف، فإذا أهلك الله في زمانه الدجال وأتباعه ويأجوج ومأجوج، قيل للأرض: أخرجي بركاتك. فيأكل من الرمانة الفئام من الناس، ويستظلون بقحفها، ويكفي لبن اللقحة الجماعة من الناس. قل سيروا في الأرض فَانْظُرُوا كيف كان عاقبة. وما ذاك إلا ببركة تنفيذ شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلما أقيم العدل كثرت البركات والخير; ولهذا ثبت في الصحيح: « إن الفاجر إذا مات تستريح منه العباد والبلاد، والشجر والدواب ».
ولعل الخيال يساعدنا على تقريب الموضوع، وهذا المثل والخيال اقتبسه من الأستاذ مالك بن نبي – رحمه الله – في كتابه الافرسيوية: حيث تصور كائناً غريباً عن الأرض، لديه تفكير يشبه تفكيرنا في ناحية ويفارقه في ناحية أخرى، فهذا الكائن لو أتى إلى الأرض ولا يعرف من حياة البشر شيئاً ورأى الأطفال والكبار والشيوخ ولم يكن يعرف من تاريخهم وبدء خلقهم شيئاً، فلربما تصور أن البشر الكبار والصغار وُجدوا هكذا، وأن الكبار لم يكونوا صغاراً وأن الصغار لن يكبروا. قل سيروا في الأرض فانظروا. إن هذا المثل مع كل نواقصه قد يقرب إلينا أن رؤية لحظية منقطعة الصلة عن كيف بدأ الخلق تعطي صورة مشوهة للواقع، وحتى في كيفية التعامل معه، وحين نرى إنساناً لا نعرف تاريخه فإننا نتردد في كيفية السلوك الذي نتخذه إزاءه، فكلما عرفنا تاريخه تكيف موقفنا منه، وإن لنا من كل شخص مسلكاً وموقفاً خاصاً حسب معرفتنا بتاريخه. وإذا زرت منطقة ما في فصل من فصول السنة فلا يمكن أن تتصور حال هذه المنطقة في بقية الفصول إلا إذا كانت لك معرفة بالفصول والتغيرات التي تحدث خلال سنة، وإن بعض المخلوقات لا تعرف من السنة إلا جزءاً منها فولادتها وموتها يكون في فصل واحد. الخلق ينمو ويتقدم
والآن إذا أردنا أن نكيف تصورنا وفق قوله تعالى: (سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق) فقد يحدث لنا تصور أن الخلق ليس من شأنه أنه خُلق وانتهى، بل إننا نحن نُخلق الآن والكون يُخلق كما كنا صغاراً، ولا نزال نُخلق خلقاً من بعد خلق، كذلك الكون لا يزال يُخلق لا أنه خُلِق وانتهى، وإنما هو الآن في بعض مراحل خلقه قد مرَّ بمراحل معينة ويعيش في مراحل أخرى وسيصير إلى مراحل تالية.